أدي آلاف المصلين المصريين عقب صلاة الجمعة أمس صلاة الغائب علي أرواح شهداء الحجيج الذين ازهقت أرواحهم خلال رمي الجمرات، آخر مناسك أداء شعيرة الحج، وذلك في عدد كبير من مساجد القاهرة ترحما علي أرواحهم الطاهرة، وسط مشاعر عميقة من الحزن، في الوقت نفسه تناول العديد من الخطباء في المساجد الحادث، وأسبابه، وشن الدكتور إسماعيل الدفتار إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص الذي يقع في حي مصر القديمة هجوما وانتقادات عنيفة علي الفتوي التي صدرت في المملكة العربية السعودية بتوقيت رمي الجمرات، وقال دون أن يذكر اسم صاحب الفتوي إنه يحمله مسئولية كبري ووحيدة أمام الله عن أرواح هؤلاء الذين راحوا ضحية لفتواه. وأشار إلي أن الفتوي بغير التيسير علي الحجيج وهم بالملايين هي التي أدت إلي وقوع هذا الحادث، بعد أن قامت السلطات السعودية بواجبها في التيسير علي حجاج بيت الله الحرام وأدوا الشعائر في عرفات ومني بيسر وسهولة. واستند الدكتور الدفتار في حديثه في خطبة الجمعة إلي العديد من الأحاديث التي رويت عن الصحابة والسيدة عائشة رضي الله عنهم وأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين. وقال إن توقيت رمي الجمرات ما بين صلاة الظهر وحتي غروب الشمس هي سنة ولكنها ليست واجبة، ولا ضرر أن يرمي الجمرات في أوقات أخري، وهذا غير خطأ في أداء الشعائر والمناسك فالإسلام دين يسر، مشيرا إلي أن أسماء بنت أبي بكر كانت تلقي الجمرات بعد منتصف الليل، وتقول هكذا علمنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم". وأوضح الدفتار أن هناك أسبابا أخري أدت إلي هذا الحادث المؤسف منها عدم التنسيق والتدافع دون "تراحم" عند رمي الجمرات، وفي وضع القمامة علي الأرض وكذلك الأمتعة كلها أدت إلي وقوع هذا الحادث المؤسف الذي راح ضحيته المئات من الحجاج.