تراجع القس الأمريكي تيري جونز عن دعوته بحرق القرآن.. ولكن ظهر حزب آخر.. يدعي حزب الشاي.. وقام بعض أعضائه بتمزيق صفحات من المصحف أمام البيت الأبيض الأمريكي.. رغم تواجد قوات الشرطة التي منعت أمريكياً من الإقدام علي حرق نسخة من المصحف مكتوبة باللغة الإنجليزية. فالصراع بين المسلمين في الولاياتالمتحدة.. وبعض الكنائس اشتد لإصرار بعض القساوسة المتعصبين علي إحراق المصحف احتجاجاً علي إنشاء مسجد ومركز إسلامي في موقع جراند زيرو.. وهو المكان الذي كان يقام عليه مركز التجارة العالمي في نيويورك الذي تم تدميره في هجمات 11 سبتمبر 2001. الشارع الأمريكي انقسم إلي مجموعتين.. إحداهما مؤيدة لإقامة المركز الإسلامي احتراما لممارسة الشعائر الدينية بحرية.. ومجموعة معارضة لعدم استفزاز مشاعر أسر ضحايا أحداث سبتمبر والتي تري أنه لا يجوز اقامة مركز إسلامي علي دماء الضحايا. الإدارة الأمريكية اصبحت في مأزق.. لأن المشكلة ترتبط بالدين.. والرئيس الأمريكي أوباما نفسه ينحاز لحرية ممارسة الشعائر.. وحرية العقيدة.. واحترام كل الأديان.. ولكن انقسام الأمريكان واشعال مشاعر غضب أي طرف يهدد مصالح أمريكا ويعرض حياة الناس للخطر. فالإدارة الأمريكية نجحت في احتواء الأزمة التي اختلقها القس جونز راعي كنيسة دوف وورد بفلوريدا ولكنها فوجئت بعناصر متطرفة من كنائس أخري.. تهدد بحرق المصحف.. وبعضهم بالفعل مزق بعض النسخ.. وهو ما أدي لاشعال غضب المسلمين.. في كل دول العالم الإسلامي.. والمسلمين داخل أمريكا نفسها. الإدارة الأمريكية اصبحت تعاني من مسيرات وتظاهرات إحداها مؤيدة والأخري معارضة.. بسبب العناصر المتطرفة دينياً.. خاصة بعض عناصر حزب الشاي التي وجدت في حرق المصحف أو تمزيقه فرصة لاثبات تواجدها واثارة البلبلة والفوضي ضد الإدارة الأمريكية.. فهذا الحزب هو حزب عنصري.. يعمل ضد أوباما ويسعي لعرقلة أي مشروع ينسب لإدارته.. ويستغل أي فرصة لتكريس التمييز العنصري ضد المسلمين. حزب الشاي يحاول دائماً أن ينأي بنفسه عن الحزبين الكبيرين في أمريكا.. الديمقراطي والجمهوري.. واصبح لديه مؤيدون كثر وقد ظهرت جماعة حزب الشاي بقوة في الشارع السياسي الأمريكي عقب الأزمة الاقتصادية العالمية في العام الماضي.. وتتهم بعض عناصر هذا الحزب الرئيس أوباما بأنه شيوعي خفي.