عدوى التهديد بحرق المصحف تنتشر فى عدة ولايات أمريكية.. وفيديو على «يوتيوب» يظهر حرقه فى كانساس

على الرغم من تراجع القس الأمريكى المتطرف تيرى جونز، راعى كنيسة «دوف وورلد أوتريش» فى فلوريدا، نهائيا عن دعوته لحرق المصحف الشريف بالتزامن مع الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر، فإن عدوى دعوته دفعت الكثيرين فى عدة ولايات أمريكية إلى التهديد بحرق المصحف، بينما قام أمريكى بتمزيق صفحات من المصحف وحرقها خلال مسيرة مناهضة للمسلمين فى نيويورك.
وذكرت صحيفة «نيويورك ديلى نيوز» الأمريكية، مساء أمس الأول، أن رجلا قطع صفحات من المصحف الشريف وأشعل فيها النار أثناء احتجاج بالقرب من موقع «جراوند زيرو» المقترح لبناء مسجد ومركز قرطبة الثقافى الإسلامى، بالتزامن مع إحياء الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر أمس الأول.
وقالت الصحيفة على موقعها على الإنترنت إن الرجل أخذ يصيح ويقول: «إذا كانوا يستطيعون حرق الأعلام الأمريكية فأنا بوسعى أن أحرق القرآن، ينبغى ألا تكون أمريكا خائفة من إبداء رأيها».
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة اقتادت الرجل بعيدا، مشيرة إلى أنه لا يبدو أنه ألقى القبض عليه، مرجحة أن يكون الرجل حرق المصحف متأثرا بالخطة التى عدل عنها القس جونز بحرق نسخ من المصحف الشريف.
ورغم تراجع القس المتطرف تيرى جونز عن اقتراحه بحرق المصحف، فإن دعوته دفعت الكثيرين للسير على خطاه وانتشرت «عدواه» بين رجال الدين فى ولايات أخرى، من بينها تينيسى وكانساس ووايومنج، وطالت أشخاصاً عاديين، وشهدت هذه الولايات ظهور «مقلدين» ل«جونز» أعربوا عن رغبتهم الشخصية فى حرق المصحف.
بدوره، أكد أحد هؤلاء المقلدين، وهو الراعى بوب أولد فى سبرنجفيلد بتينيسى، أن رغبته فى الحرق ليست احتجاجا على بناء مسجد جراوند زيرو، بل لأسباب أخرى. وقال: «سأقول للمسلمين لماذا سأحرق المصحف؟ لأننى أعتقد أنهم يعبدون إلهاً مزيفاً، ولديهم كتاب مزيف ورسول مزيف وكتابات مزيفة» على حد قوله.
وبدأ رعاة كنائس صغيرة وزعماء جماعات أقلية السعى نحو جذب انتباه وسائل الإعلام برسالة مشابهة تعبر عن بغضهم للقرآن، ومن بينهم بوب أولد الذى يرغب فى حرق المصحف، كما أعلن دانى آلين، الذى يعيش بالقرب من الراعى أولد عن إحيائه لذكرى هجمات 11 سبتمبر عبر حرق المصحف.
وفى هذا الإطار، بث موقع «يوتيوب» فيديو مصوراً يؤكد إقدام كنيسة ويستبورو بابتيست فى كانساس على حرق نسخة باللغة الإنجليزية من المصحف مع العلم الأمريكى، تنفيذاً لتهديد كاهن الكنيسة فريد فيليبس. وتبلغ مدة الفيديد الذى بثه «يوتيوب» نقلاً عن موقع «دبليو بى سى» نقلاً عن موقع الكنيسة نحو 9 دقائق، ويظهر فى نهايته حرق المصحف،
وقال القائمون على الكنيسة إن القس تيرى كان «جباناً» لذلك سينفذون الخطة، وأكد فيليبس خلال الفيديو أن «الله يكره الإسلام»، وأن ما يحدث للأمة الأمريكية يعود إلى كونها «أمة ملعونة». كانت مجموعة مسيحية متطرفة صغيرة تابعة لحزب «الشاى» قامت بتمزيق صفحات من المصحف السبت أمام البيت الأبيض.
وبالتزامن مع إحياء الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر، شهدت نيويورك، أمس الأول، مسيرتين جديدتين إحداهما مناوئة والأخرى مؤيدة لبناء مركز إسلامى ومسجد قرب موقع الهجمات، وتبادل الجانبان الشتائم رغم عدم وقوع أى حوادث بينهما وعززت الشرطة إجراءاتها الأمنية، وفصلت بين الفريقين.
وهتف المعارضون «أمريكا، أمريكا»، وارتدى بعضهم قبعات وقمصاناً عليها العلم الأمريكى، وحمل البعض الآخر لافتات كتبت عليها عبارات مثل «لا تسامح أبدا، لا تنس أبدا، لا لبناء مسجد فى موقع التجارة العالمى».
وبدوره، أكد النائب الهولندى المعادى للإسلام جيرت فيلدرز، الذى شارك فى المظاهرة أن الولايات المتحدة والشريعة الإسلامية «أمران غير متناسبين».
وفى المقابل، سار قرابة ال1500 متظاهر غالبيتهم من غير المسلمين تأييدا لمشروع بناء المسجد متهمين معارضيه بالعنصرية، وذكر المتحدثون بسقوط ضحايا مسلمين لهجمات 11 سبتمبر، وتطرقوا إلى المشاعر المعادية للإسلام فى الولايات المتحدة، معتبرين أنها «نتيجة غضب مضلل»، ورددوا شعارات تقول: «نعم للوحدة.. لا للعنصرية».
وفى الوقت نفسه، ذكرت شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية أن الملياردير الأمريكى، دونالد ترامب دخل على الخط بعرض لشراء قطعة الأرض التى يعتزم المسلمون بناء المسجد والمركز الإسلامى عليها من مالكيها المسلمين.
كان نائب الرئيس الأمريكى جوزف بايدن، ورئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج بين الذين حضروا مراسم تلاوة أسماء ضحايا اعتداءات نيويورك أمس الأول، وقال بايدن: «لم نأت للبكاء بل لنتذكر ونعيد البناء».