عشر سنوات من أفلام الحرب علي الإرهاب.. هل حققت النجاح؟ ألقي حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية بظلاله علي الأحداث في جميع النواحي، وسارع الكل والفنانون خاصة بإدانة العملية وإدانة الإرهاب عموما، ولأن السينما المصرية تخضع لبعض التحفظات فإن كلمة الإرهاب تحولت إلي هاجس يطارد صناع الفن السابع في هوليوود. الجميلات تحاربن الإرهاب لكن الأعمال الأمريكية التي ناقشت الإرهاب في الوقت السابق وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر ركزت علي محاربة الإرهاب عن طريق الجميلات، فبعد هجمات نيويورك لم يعد من الممكن تجاهل فكرة الإرهاب بل يمكن الجزم بأن كل أفلام الأكشن لا تلعب سوي علي محاربة أسامة بن لادن أو أية جماعة إرهابية تهدد العالم. ورغم اختلاف الأوجه الكثيرة للإرهاب إلا أن النتيجة دائما واحدة وهي انتصار البطل الأمريكي القادر علي القيام بالمستحيل حتي لو كان هذا البطل من الجنس اللطيف الذي لا يمتلك سوي سلاح الجمال والإغراء لجذب أي شخص تقع عيناه علي مواطن سحره والتي غالبا ما تلعب الأنوثة فيها دور البطولة. العرب في هوليوود العرب والعرب الامريكيين في هوليوود يعيشون في وقت مهم، فالشهية لقصص حول الشرق الاوسط ازدادت بعد هجمات 11 سبتمبر، وزادت مرة أخري مع الحرب في العراق، ولكن الادوار التي تخلق للممثلين العرب محدودة ومحصورة في ادوار الارهابيين، أو انها معدة بشكل سيئ، مما يدفع الكثير من الممثلين ذوي الاصول العربية الي ابتلاع كرامتهم. الا ان البعض يري ان ما يحدث دليل علي التغيير فيقول اسماعيل قناطر وهو ممثل مغربي يمثل في مسلسل sleeper cell "هناك مزيد من الاعمال للممثلين العرب، اكثر مما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات. هناك اهتمام بالمنطقة وسيفتح ذلك الابواب"، وقد حقق ممثلاي واحدا نجاحا وسط هذا الاهتمام فقد ادي عمر متولي دور متطرف فلسطيني في فيلم "ميونخ"، ويلعب دور عربي امريكي حوصر في الحرب علي الارهاب عندما يصبح مشتبها في انه ارهابي في الفيلم الحالي RENDITIO. وتتلخص مأساة الممثلين العرب في قبولهم أداء ادوار الارهابيين ام عدم قبولهم ذلك. مع العلم بانه الدور الوحيد المتوفر لهم في معظم الاوقات، ويتذكر توني شلهوب نجم MONK الحائز جائزة ايمي وهو من اصل لبناني، اول دور تليفزيوني ادي فيه دور ارهابي في عام 1986 في مسلسل EQUALI.ER وقال "اديت هذا الدور مرة وهي تكفي". ويقول الكاتب المخرج هشام عيساوي وهو مصري، ان الزيادة في حجم ادوار العرب لم تماثلها زيادة في النوعية، واشار الي حالتين استثنائيتين: شخصية مجند الارهابيين في فيلم "سيريانا"، وهو الدور الذي أداه الممثل المصري عمر واكد ودور متولي في ميونيخ، واوضح ان الدوريين تميزا بالعمق. ويحاول الممثلون العرب الذين يتجنبون ادوار الارهابيين العرب الي اخفاء خلفيتهم، كما اوضح عمر نعيم المخرج اللبناني لفيلم final cut الذي ظهر عام 2004، وقال "اذا كان اسمك محمدا فسيكون الناس فكرة مسبقة عنك واعرف اثنين من الممثلين الامريكيين العرب الجيديين، البعض منهم لا يتحدث العربية، ويمثلون ادوار العرب ويجبرون علي نطق بعض الكلمات العربية"، ويعترف متولي وهو نصف مصري نشأ في مقاطعة اورانج وفي نيويورك، انه يخشي من انه في طريقه الي تأدية الادوار النمطية. أفلام مهمة هوليوود أغرقت صالات السينما بعدد غير مسبوق من الافلام المستوحة من "الحرب علي الارهاب"، التي تعتبر النتيجة المباشرة لتراجع التأييد المتنامي للنزاعات التي يكون الجيش الامريكي طرفا فيها في الشرق الاوسط. سنتحدث عن فيلم "ان ذي فالي اوف ايلا" الذي يروي قصة مقتل امريكي عاد من العراق، وهذا الفيلم يحمل توقيع المخرج الكندي بول هاجيس الحائز علي جائزتي اوسكار عن فيلم "كراش" في العام 2006، ويبدو ان هذا النوع من الافلام سيطغي علي صناعة الافلام في هوليوود حيث عرض العام الماضي عددا من الافلام تدور حول احداث 11 سبتمبر 2001 لا سيما "وورلد ترايد سنتر" و"الرحلة 93"، كما ان مأساة الحرب تبرز جليا في فيلم "جرايس ايز جون" الذي لاقي شعبية كبيرة في مهرجان ساندانس، ويروي هذا الفيلم قصة امريكي يؤدي الممثل جون كيوزاك دور البطولة فيه قتلت زوجته اثناء الخدمة في العراق، وقال كيوزاك "اعتقد ان هذا الفيلم سيثير اهتمام الجمهور لانه يكشف ثمن هذه الحرب من الناحية الانسانية". واراد كيوزاك ان يؤدي هذا الدور ردا علي قرار البنتاجون عدم بث صور لوصول نعوش جنود قتلوا في العراق. ويشارك عدد كبير من الاسماء اللامعة في عالم الفن السابع في هذه الافلام اذ يؤدي توم كروز وميريل ستريب ادوارا في فيلم "لايونز فور لامبز" لروبرت ردفورد علي خلفية سيناريو سياسي وعسكري بعد 11 سبتمبر، وستؤدي الممثلة ريس ويذرسبون حائزة جائزة اوسكار دورا في فيلم "رنديشن" كزوجة عالم كيمياء مصري الاصل يتعرض للخطف ويعتقل في احد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي آيه). ويتوقع ان تطول لائحة هذه الافلام مع فيلمي "المملكة" مع الممثل جيمي فوكس و"ريداكتد" لبراين دي بالما يضاف اليها العام المقبل فيلم "ستوب لوس" الذي يروي قصة مقاتل سابق يرفض العودة الي العراق وفيلم "ذي هورت لوكر" الحربي الذي تم تصويره في الاردن والكويت، ويري داريل ويست الخبير في العلوم السياسية في جامعة براون (رود ايلاند شرق) هذا الكم الهائل من الافلام وتضمنها انتقادات شديدة للحرب علي العراق تعكس تراجع شعبية هذا النزاع حاليا في صفوف الامريكين، وصرح لوكالة فرانس برس "يمكن لهوليوود ان تصور هذا النوع من الافلام من دون ان تخشي ردود فعل مضادة. فهناك دائما احتمال بان يرفض المشاهد فيلما مناهضا للحرب في خضم نزاع لا يزال دائرا". محمد شوقي الشماع