رشوان : القاعدة إستغلت الفقر وعدم ثقة الموطنين بالحكومة لتنفيذ مخططاتها وإطلال الطائفية على المشهد المصري علام : لابد من الإسراع بإصدار قانون مكافحة الإرهاب وعقد مؤتمر دولي لوأده حميدة : إسرائيل في قلب المشهد الطائفي في مصر وليس من باب الصدفة تزامن أحداث الإسكندرية مع التحقيق مع الجاسوس الإسرائيلي ألقى حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية بظلاله على الواقع السياسي بمصر وعاد ملف الإرهاب وكيفية التعامل معه ليفرض نفسه من جديد على مجرى الأحداث فقد جاء هذا الحادث ليستهدف أمن مصر القومي ويهدد واحدة من المقدسات الدينية بمصر ..فبالأمس كانت تفجيرات الحسين والأزهر.. تبعها الإعتداء على المعبد اليهودي واليوم إستهداف كنيسة القديسين بالإسكندرية..والتهم دائما موجودة والحجج جاهزة والردود حفظها المواطن المصري .. فدائما الحادث إرهابي جبان ودائما يهدد الوحدة الوطنية ودائما يأتي من الخارج دون الوقوف بالضبط على من فعل الحادث وحتى لو أعلن الفاعل فالمعلومات دائما عنه تكون قليلة والملف دائما يغلق بدون الوقوف على اسباب الحادث او من هي الجهة التي ترعى الإرهاب ضد مصر ،وذلك لآن الأمن دائما هو الذي يعلم كل شئ وهو الذي يحتفظ بالمعلومات لنفسه والشعب بعيد تماما عن الوقوف على الموضوع برمته .. ودائما يكون التعامل مع الحادث بمنطق أمني بحت والحادث يتكرر وبشكل أبشع.. وليس أدل على ذلك ما ذكرته مجلة فورين بوليسى في تقرير لها منذ شهور بسيطة من أن الاعتقالات الواسعة في صفوف الإسلاميين هى الطريقة المعتادة فى مصر لمكافحة الإرهاب مضيفة أن القبض على المتطرفين وحبسهم ليس الطريقة المثلى لمنع أفكارهم من الانتشاروهو ما يتضح فى حالتى أيمن الظواهرى وسيد قطب ، كما رصدت قائمة بالدول الأكثر فشلاً فى مكافحة الإرهاب جاءت ضمنها العديد من الدول العربية على رأسها مصر والأردن وسوريا واليمن..ومن هنا بات السؤال يطرح نفسه بشدة حول تعامل الحكومة المصرية مع ملف الارهاب .. مما سبق فإن "مصر الجديدة" حاولت الوصول إلى إجابة شافية في سياق التحقيق التالي : اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق يرى أن المعالجة الأمنية وحدها تكون خاطئة اذا لم نبحث في جذور المشكلة ولابد أولا من عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب لتحديد معنى كلمة الإرهاب ولكن الولاياتالمتحدة واسرائيل يقفان ضد هذا المؤتمر الذي كثيرا ما دعى اليه الرئيس مبارك وذلك لخوفهما من إدانة العمليات الإرهابية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في فلسطين ويضيف علام أن كلمة إرهاب بمعناها الحالي ظهرت في أوروبا قبل أن تظهر في العالم الاسلامي ولكن علينا أن نعترف أن السياسة والحكم هما أساس الإرهاب التي إذا ما حدث انسداد في علاجهما بالطرق التقليدية فان التطرف الديني يكون حلاً لكثير من الأفراد المحبطين ويذكر أن التاريخ الإسلامي قد شهد أول أحداث إرهابية إبان الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان حينما ظهرت جماعة الخوارج وكفرت الجميع وحاولت إغتيال علي ومعاوية إلا أنها نجحت في إغتيال علي وفشلت مع معاوية .. والجميع يعلم أن الأمة كلها أجمعت على كفر هؤلاء الخوارج ولكن اذيالهم يخرجون علينا اليوم رافعين نفس الشعارات ولذلك فالمسألة سياسية ثقافية وأمنية أيضا ولابد من مراعاة كل الجوانب حين نتعامل مع الظاهرة حتى نستطيع أن نستأصلها. وأضاف علام أن الدولة المصرية مطالبة اليوم قبل أي وقت أن تسارع بإصدار قانون مكافحة الإرهاب حتى لا تتعارض الإجراءات الأمنية الصارمة مع حرية المواطنين والقيم الديمقراطية. ومن جهته يرى رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب أن سياسة مصر الخارجية لابد وأن تعيد النظر في علاقتها مع إسرائيل والولاياتالمتحدة فليس من باب الصدفة أن تتزامن أحداث الاسكندرية مع التحقيق مع الجاسوس الاسرائيلي الذي ضبط مؤخرا فإسرائيل موجودة في قلب المشهد المصري والشاهد على ذلك تصريحات رئيس جهازالمخابرات العسكرية " امان " الإسرائيلي السابق والذي قال ان الجهاز نجح في زرع الفتنة الطائفية في مصر ونجح في إثارة مشاكل وإحتقانات إجتماعية يصعب على أي حاكم بعد الرئيس مبارك أن يحلها. مؤكداً أن إسرائيل في قلب المشهد الطائفي في مصر وكان لابد أن تأخذ الحكومة المصرية التصريحات بمحمل أكثر جدية مما حدث ولايصح أن نكتفي بالمعالجات الأمنية الداخلية في مصر فقط بل لابد من النظر بأكثر من " عين " على الحدث فمصر مهددة من الخارج بشكل أكبر من التهديدات الداخلية لأن الأسلوب الذي نفذت به العملية جديد على الساحة المصرية وليس هناك أي وجه شبه بين هذه العملية وبين عمليات الاعتداء على السياح في الأقصر أو في الحسين أو غيرها من الأحداث ولذلك فالمرجح أن تكون إسرائيل لها يد في الحادث وهو مايستوجب على مصر إعادة النظر في مواقفها من إسرائيل ويرى ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بأن التعامل الأمني لا ينتج إلا مزيدا من الاحتقان والتطرف داخل الأوساط المتطرفة دينيا .. مؤكدا أن هناك أزمات اقتصادية واجتماعية هي التي أدت إلى إطلال الطائفية بوجهها القبيح على المشهد المصري اذ ان الفقر ادى الى عدم ثقة الكثير من المصريين في الحكومة ولا في رجال السياسة بشكل عام ولذلك يتجه اغلب المصريين الى رجال الدين الذي يحمل الكثير منهم افكاراً متطرفة تؤدي بالشباب المحتقن الى تفريغ شحنات الغضب التي بداخله تجاه الأخر الذي يعتقد أنه كافر ولابد من الجهاد ضده . وأضاف رشوان أن تنظيم القاعدة بما يحمل من أفكار تكفيرية يستخدم هؤلاء الشباب المفعمين بالحماس الديني والمحبطين اجتماعيا في تنفيذ أجندته الخاصة وما يؤكد على ذلك هو الأسلوب الذي تمت به العملية فالجماعات المتطرفة المصرية لم تستخدم أبدا أسلوب العربات المفخخة ودائما ما توجه ضرباتها نحو أهداف بعينها على عكس تنظيم القاعدة الذي لا يجد غضاضة في أن يتضرر من الحادث كل الأطراف.