بعيداً عما يثار عن تزوير الانتخابات التي أسفرت عن أغلبية ساحقة ماحقة للحزب الوطني.. وبعيدا عما إذا كان الحزب الوطني يستحق هذه الأغلبية الساحقة الماحقة أم لا؟.. وبعيدا عن كل ما شاب انتخابات مجلس الشعب 2010 من شوائب.. وما انتابها من نوائب إلا أنني أقول بكل الحق والصدق إن أحزاب المعارضة أحزاب من ورق.. ليس من الورق المقوي الجامد ولكنها من ورق .البفرة. الرقيق جداً الذي كان ومازال البعض يستخدمونه في لف الدخان والسجائر. أين المعارضة الحقيقية في مصر؟ وأين أحزابها.. فتش عنها في كل أرجاء البلد لتصدمك المفاجأة حينما تكتشف أن المعارضة في مصر تكاد تكون وهما سرابا عنقاء في صحراء جرداء.. ليس لها وجود.. اللهم إلا النذر اليسير المتمثل في حزب الوفد فقط أما غيره من أحزاب المعارضة الأخري فهي إما غارقة في بحر الصراعات علي مقاعد الرئاسات والقيادات.. وإما تائهة في دائرة الممارسات الخاطئة والخلافات الناشئة وإما تقف وحدها في الساحة بلا جماهير ولا قواعد.. ولا أركان.. لا هم لها إلا تلقي ميزانيتها من لجنة الأحزاب لتنفقها فيما لذ وطاب أو حفلات الكفتة والكباب.. أو للإنفاق علي جريدة الحزب التي تحمل وحدها شهادة وجوده أو في بعض الاجتماعات والبدلات والمجاملات بعيدا عن خطة الحزب وبرنامجه إن كان له برنامج. صحيح وبكل الانصاف في أحزاب المعارضة شخصيات محترمة مصريون من الجذر حتي الساق والأوراق إلا أنهم تاهوا في هذه الأحزاب التي ظنوا أنها ستعبر عن فكرهم السياسي وتحقق هدفهم الأيديولوجي إلا أن ظنهم خاب في هذه الأحزاب وخرجوا منها بخفي حنين.. لننظر إلي ما يجري اليوم علي ساحة الحزب الناصري وما يشهده من زعزعة وقلاقل وصراعات.. ومنذ عدة أعوام شهد حزب الوفد نفسه هذه الصراعات وأكثر منها حيث تمت فيها الاشتباكات وإطلاق النيران وغيرها من الأحداث المؤسفة الأخري وقبل الوفد كانت صراعات الأحرار وما أدراك بصراعات الأحرار التي مازالت تلقي بظلالها القاتمة علي ساحة الممارسة الحزبية في مصر.. وبنظرة شاملة إلي بقية الأحزاب المعارضة الأخري فلن تجد سوي نفس الصورة ولكن بإخراج آخر. باختصار ليس في مصر أحزاب معارضة بالمعني الحقيقي للحزب المعارض.. هناك من يتهم الحكومة ويقول إنها السبب في ذلك ولكنني أرد وأقول: لو كان الحزب المعارض قويا ما هزته عواصف الحكومة.. ولا زلازل الحزب الوطني، كما يدعي البعض.. ولا غير ذلك من العوامل والأسباب الأخري. إن قوة الحزب المعارض تأتي من قوة جماهيره.. وأعضائه.. وكثرتهم.. بمعني آخر تأتي من قوة قواعده الجماهيرية في الشارع المصري.. وإذا أردنا أن نطبق ثوابت هذه المقولة علي أحزاب المعارضة المصرية فسوف نجد معظمها خالي الوفاض يتيما سياسيا لا وجود حقيقيا له في الشارع .. ربما كان بلا وجود إلا من جريدته.. ولا كيان إلا من صراعات أعضائه علي قيادته ورئاسته. واسمحوا لي جدلاً أن أقول حتي لو كان حقيقيا ما يدعيه البعض وما أثبته البعض الآخر بالصوت والصورة من تزوير للانتخابات المصرية فإن المعارضة المصرية بأحزابها العديدة من وضعها الحالي .الضامر. كانت ستخوض هذه الانتخابات علي استحياء وصدقوني إن انسحاب معظمها منها كان هو الأفضل لها.. وياليت الحزب الوطني قد أفسح الساحة للمعارضة كي ينكشف المستور ويظهر الحجم الحقيقي للمعارضة في الشارع المصري.. ولست أدري ما سبب هذا الرعب والخوف الذي انتاب بعض قيادات ومسئولي ومرشحي الحزب الوطني من بعض أحزاب ومرشحي المعارضة فضيقوا عليهم بشكل أو بآخر وهذا بالطبع حال الانتخابات أي انتخابات.. ولو كانت أحزاب المعارضة قوية لخاضت الانتخابات ضد الوطني.. وأطلقت كوادرها لحماية صناديقها ولوقفت صامدة تحمي مرشحيها وجها لوجه أمام الوطني ومرشحيه ولكن المعارضة .أخذتها من قصيرها. وانسحبت وخيرا فعلت.