مازال الناس في الشارع يتحدثون عن انتخابات مجلس الشعب .. باعتبارها أهم القضايا التي شغلتهم في الفترة الأخيرة. كانوا يتطلعون إلي عدد أكبر من المعارضة.. حتي لا تكون الأغلبية الكاسحة للحزب الوطني.. لأن وجود معارضة فعالة يضفي علي مجلس الشعب سخونة.. ويدفع للمزيد من الحراك والنقاش.. وتوجيه النقد للحكومة بقسوة. لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحزب الوطني يضم عناصر وكوادر أكثر من أي حزب آخر.. وبلغ عدد أعضائه حوالي 3 ملايين عضو.. وخاض الانتخابات بتخطيط دقيق وعملية منظمة.. لذلك حصل علي الأغلبية الكاسحة في انتخابات حدث بها بعض التجاوزات.. والأخطاء. الناس دائما تريد أغلبية ومعارضة تحت قبة البرلمان حتي تكون هناك حيوية داخل المجلس.. لأن المعارضة دائماً تجعل الحكومة في حالة يقظة وتحرص علي تجنب الأخطاء التي يلتقطها نواب المعارضة وتكون دافعاً للهجوم علي الحكومة. بعض نواب الأغلبية التابعين للحزب الوطني تحت قبة البرلمان.. يدركون تماماً ماذا يريد الناس.. وسوف يحرص هؤلاء علي القيام بدور المعارضة.. حتي لا يقال إن الحزب الوطني يعزف منفردا تحت قبة البرلمان.. وإن البرلمان أصبح بلا طعم ولا رائحة. الناس تريد نواباً يعبرون عن آلام وأوجاع الشعب.. وهناك نواب ينتمون للحزب الوطني يجيدون التعبير عن أوجاع الناس.. ويحرصون علي حل مشاكلهم.. وقد يتصور الناس عندما يقف بعض نواب .الوطني. ويتحدثون عن معاناة الناس.. فإن هذا الحديث ربما يكون تمثيلية أو سيناريو معداً سلفاً لإبراز الجانب الديمقراطي ولكنني علي يقين أن هناك نواباً بالحزب الوطني ليسوا بالعدد القليل ينحازون للبسطاء والغلابة ويشعرون بأوجاع الناس.. ولن يترددوا في الدفاع عن مصالحهم حتي لو أدي الأمر للهجوم علي الحكومة بقسوة. هناك تجاوزات حدثت بالانتخابات.. وهناك من حصلوا علي الحصانة بينما لا يستحقون تمثيل الشعب تحت قبة البرلمان.. ولكن تفاؤلي يدفعني للثقة بأن هناك نوابا من الوطني والمعارضة سيضفون سخونة وحيوية داخل البرلمان.. ولن يسمحوا بتمرير قوانين تضر بمصالح الناس والوطن.. كما ينتابني إحساس بأن هناك نواباً من .الوطني. سوف يقاتلون لتحقيق مصالح الناس.. حتي يثبتوا أنهم أكثر وطنية من المعارضين السابقين وأكثر حرصاً علي مصالح الناس والوطن. هناك نواب من الوطني.. تسيطر عليهم الرغبة لإثبات الذات والوجود تحت قبة البرلمان بكلمة.. لا.. للحكومة.