الركاب يسألون في غضب.. لماذا هبط الطيارون الأجانب.. ورفض المصري؟! أصيب الركاب والسائحون بدهشة واستغراب.. ودفعتهم الحيرة وحالة القلق للهجوم علي مسئولي ومندوبي محطة مصر للطيران بمطار الغردقة بكلمات مشينة.. رغم أن العيب ليس فيهم.. والخطأ لم يصدر عنهم. فوجئ المسافرون بأن الطائرة التي كان مقرراً أن تنقلهم من الغردقة إلي القاهرة في الساعة الثانية عشرة مساء يوم السبت الماضي قد هبطت أثناء قدومها من القاهرة بمطار شرح الشيخ بدلاً من مطار الغردقة بسبب سوء الأحوال الجوية.. وانخفاض الرؤية. الركاب اقتنعوا في البداية بأن هناك سببا قهرياً لإغلاق مطار القاهرة وعدم وصول الطائرة التي تقلهم.. والسبب القهري هو سوء الأحوال الجوية التي لا دخل للبشر فيها. ولكن فجأة.. أحس الركاب بالغضب الشديد لأن العاملين بمصر للطيران قد قالوا لهم إن المطار مغلق بسبب العواصف الترابية وسوء الاحوال الجوية.. بينما يشاهدون بعض الطائرات الأجنبية تهبط أمامهم بمطار الغردقة وعلي متنها السائحون.. فقد شعر الركاب بأن العاملين قد خدعوهم وكذبوا عليهم.. وأخفوا عنهم الحقيقة.. فقد تساءل الركاب لماذا تهبط الطائرات الأجنبية.. بينما طائرة مصر للطيران لم تهبط وتحولت إلي شرم الشيخ كما قال لهم العاملون بالمحطة؟! الركاب معذورون لانهم غادروا فنادقهم وأنهوا إجراءات سفرهم.. ولم يعلموا إلي متي ينتظرون؟ والعاملون بمصر للطيران أيضاً معذورون لانهم لا يستطيعون الرد علي الركاب بإجابة مقنعة.. موضوعية رغم سوء الأحوال الجوية.. اذن الاجابة الصحيحة عند الطيار وحده الذي قام بتعديل مسار طائرته وهبط في شرم الشيخ بدلاً من الغردقة. من المؤكد أن الطيار المصري طبق قواعد وقوانين السلامة الجوية ولم يهبط في حالة انخفاض الرؤية. ولكن لماذا هبط الطيارون الأجانب بطائراتهم؟ الاجابة.. إن هناك طيارين مدربون علي الهبوط في مثل هذه الاحوال الجوية.. ويحملون ترخيصا بذلك.. أما الطيار المصري الذي عدَّل مسار طائرته ولم يهبط بالغردقة فهو بالطبع غير مؤهل للهبوط في هذه الاحوال الجوية.. فآثر السلامة رغم ما ترتب علي ذلك من آثار سلبية وخسائر لمصر للطيران.. وخسائر للركاب أيضاً.. فقد اضطرت مصر للطيران لتدبير اقامة بالفنادق علي نفقتها لبعض الركاب ليس فقط بالغردقة الذين كانوا في انتظار الطائرة.. وأيضاً للركاب والسائحين الذين هبطوا في شرم الشيخ بدلا في الغردقة.. بالإضافة لما ترتب من آثار سلبية.. لأن هذه الطائرة تقوم برحلات لنقل الركاب من وإلي مناطق أخري في مواعيد محددة. اتمني أن يهتم الفريق طيار أحمد شفيق وزير الطيران المدني الذي ادرك شفافيته وموضوعيته.. بما حدث.. للتأكد أن الطيار كان في مقدوره أن يهبط مثل غيره من الطيارين أم لا.. حفاظا علي سمعة مصر للطيران التي تحسنت في السنوات الأخيرة؟!