مسلسل (الجماعة) ومهارة الإخوان في اللعبة الانتخابية تحذير للوزراء من استغلال الأموال العامة في الدعاية الأهلي والزمالك.. أغنياء عراة! لاعبون يرفلون في نعيم الملايين.. وعاملون لا يجدون المرتبات جماعة الإخوان ستخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة.. هذه حقيقة وما يقال انهم يفكرون أو بعضهم يطالب بالمقاطعة.. مجرد كلام فارغ لأن الإخوان ينتظرون الانتخابات ولا يتركون أي انتخابات في أي هيئة أو نقابة أو جمعية إلا ويخوضونها. الانتخابات تجري في عروقهم ولا يمكن أن يستغنوا عنها أبداً أو يقاطعوها لأنها تربطهم بالناس ويجدون في الانتخابات فرصة للتواجد وإثبات الذات والدعاية لأنفسهم مهما كانت النتائج كما أنها أيضاً فرصة للحصول علي تمويل مالي وحصد التبرعات. انتخابات مجلس الشعب هي أهم ورقة سياسية لتواجد الإخوان علي الساحة تحت أي مسمي ولا تصدق أي (اخواني) يدعي أنهم سيقاطعون الانتخابات البرلمانية القادمة أو يفكرون في عدم خوضها. ولا تصدق أي (إخواني) يقول إنه لن يخوض الانتخابات إلا إذا كانت ديمقراطية ونزيهة. الانتخابات بالنسبة لهم (موسم الثراء والدعاية والتواصل) إذا نجحوا يقولون نحن الأقوي في الشارع وإذا فشلوا يدعون أن الانتخابات مزورة ولكن في كل الأحوال فإنهم يدعون دائماً تزوير الانتخابات قبل إجرائها. وبعضهم يعلن التزوير قبل إجراء الانتخابات ولكنه يخوضها فكيف يكون متأكدا أنها ستكون مزورة لصالح أعضاء الحزب الوطني الحاكم وفي نفس الوقت يخوضها? فهو دائماً يؤمن نفسه مسبقاً ليبرر سقوطه أو فشله ويعلق هذا الفشل علي شماعة التزوير. إنهم يرفعون ومعهم بعض القوي السياسية الأخري شعار التغيير ولكن التغيير دائماً يحتاج للمشاركة السياسية واقتحام الانتخابات بلا تردد فكيف يرفع البعض شعار التغيير وفي نفس الوقت يعلن المقاطعة? قد تكون هناك أحزاب ضعيفة تعلن المقاطعة وهذه المقاطعة لا تنبع من قناعتها بعدم الشفافية أو نزاهة الانتخابات وإنما ترجع لضعفها وعدم توافر مرشحين لديها مؤهلين لخوض المعركة الانتخابية أو ليس لديهم الدعم المالي للوقوف وراء مرشحيهم بل أن هناك بعض الأحزاب عدد أعضائها أقل من عدد الدوائر الانتخابية. مشاركة جميع الأحزاب في الانتخابات لا ريب تثري الحياة السياسية وتضيف مذاقا للمعركة الانتخابية ولكن المذاق يكون جميلاً يشعر به الناخبون والناس عندما تكون المنافسة قوية بين مرشحي الأحزاب ولكن المشكلة أن معظم الأحزاب المصرية هشة لا قواعد لها في الشارع ولا تتواصل مع الناس وليس لديها مرشحون أقوياء يؤثرون في الناس أو يتأثرون بهم والحزب الوطني في ظل هذه الظروف سيفوز بالأغلبية الكاسحة رغم ما يروجه البعض عن انشقاقات أو اختلافات بين حرس قديم وحرس جديد لأن الحزب لديه أكثر من 3 ملايين عضو يسددون الاشتراكات ويضع خططا قادر علي تنفيذها لكسب المعركة الانتخابية. الحزب الوطني أعلن التحدي وأكدت قياداته أنه جاهز لكسب المعركة البرلمانية القادمة وأعلن السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب أن الحزب سيتلافي أخطاء الانتخابات السابقة وهو حزب الأغلبية الذي يمتلك قواعد شعبية في كل أرجاء مصر. المتابع لأحوال الأحزاب السياسية في الشارع المصري وقدراتها التنظيمية والمالية سيدرك أن الحزب الوطني هو الحزب الوحيد المؤهل لخوض المعركة الانتخابية بكامل أسلحته وقواعده التنظيمية رغم ما يثار عن وجود بعض الخلافات الداخلية أو حالة الغضب التي تصيب بعض المرشحين الذين لم يحظوا باختيار المجمع الانتخابي. وقد يقال إن حزب الوفد هو أكثر الأحزاب قوة بعد الحزب الوطني ولكن لا يستطيع أحد أن يتأكد من صحة هذا القول لأن هناك خلافات أيضاً داخل الحزب وجبهة محمود أباظة الرئيس السابق للحزب تهدد بسحب الثقة من الرئيس الحالي السيد البدوي وهذه الخلافات ليست في صالح العملية الانتخابية لأن كل مواطن مصري حريص علي إفراز نواب أقوياء تحت قبة البرلمان الذي يجب أن يضم بجانب أعضاء الحزب الحاكم أعضاء أقوياء من المعارضة لإثراء العملية السياسية. أما القوي الأخري التي لديها قواعد خفية في الجماعة (المحظورة) التي تسعي جاهدة للتأثير في الناس بشتي السبل مستغلة أوجاع الغلابة وآلامهم وضعف مستوي معيشتهم ويؤكد بعض هؤلاء أن مسلسل (الجماعة) الذي يعرض علي الشاشات حالياً لم يؤثر في قوتهم سلبا ولم يضعفهم بل زادهم قوة رغم أن كاتب ومؤلف المسلسل وحيد حامد كشف الأسرار الخفية للإخوان وأكد أنهم يتاجرون بآلام الناس وأوجاعهم ولكن في الحقيقة أن بعض عناصر الجماعة وكوادرها يتمتعون بمهارة في فن استقطاب الناس والأصوات الانتخابية. هناك قوي أخري تابعة للناصريين أو التجمع أو غيرهم من الأحزاب الأخري ولكن الخلافات تدب فيهم وأصبحوا فرقا ومن ينجح منهم في الانتخابات فإن هذا النجاح ينتج عن جهد شخصي. ** بعض الوزراء قرروا خوض المعركة الانتخابية البرلمانية ولكن نتمني ألا يلجأ هؤلاء لاستغلال امكانات أو أموال وزاراتهم في الترويج أو الدعاية لكسب الأصوات بل ينبغي تحذير الوزراء من نهج هذا الأسلوب الذي يجلب المشاكل ويخلق الذرائع للهجوم علي الحكومة. صحيح أن هناك بعض الموظفين أو العاملين الذين يتطوعون من تلقاء أنفسهم للسير في ركاب الوزير وترديد الهتافات له في كل جولاته الانتخابية بحثا عن مزايا وترقيات ولكن هذه الممارسات تدخل في نطاق الحرية الشخصية للأفراد وليس هناك وزير في مصر حالياً يستطيع أن يقول لموظفه أو أحد العاملين معه لا تناصرني أو لا تهتف لي. عموماً معركة الانتخابات القادمة لا شك ستكون أكثر عنفاً وصراعاً لأنها ستحدد مصير البلد في المرحلة القادمة. ** بعض الأندية الكبري مثل الأهلي والزمالك تعاني من أزمة مالية وبعضها لم يستطع تدبير مرتبات العاملين في الفترة الأخيرة ورغم ذلك نجد أن الأندية تدفع ملايين الجنيهات لشراء اللاعبين فالشكل الخارجي للأهلي والزمالك يحمل الملايين ومن الداخل (هلاهيل) باختصار (فقر وعنطزة). فاللاعب يدخل في نعيم الملايين.. والعامل الذي يخدم اللاعب والأعضاء بالنادي لا يجد مرتبه.. حرام عليكم. الأهلي اشتري حسام غالي ب20 مليون جنيه ومحمد شوقي ب11 مليونا وسيدفع لعماد متعب 13 مليوناً والزمالك اشتري شيكابالا ب26 مليون جنيه والحصيلة عجز في ميزانية الأهلي 14 مليون جنيه هذا العام والزمالك يصرخ ويحتاج لإغاثة مالية. فالأهلي والزمالك مثل الأغنياء علي الورق وعراة في الواقع.