في أعقاب إعلان الحزب الوطني الحاكم عن أن مرشحه في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل هو الرئيس حسني مبارك، حتي جاءت بعض ردود الأفعال الصينية الايجابية التي رصدتها بنفسي من خلال قربي البحثي والأكاديمي من الأساتذة وخبراء الشرق الأوسط الصينيين بحكم إقامتي الدائمة في الصين لهذا الاختيار، حيث ينظر الأكاديميون الصينيون لاختيار الرئيس مبارك بأنه استمراراً لمسيرة البناء والاستقرار في مصر علي الصعيدين السياسي والاقتصادي. فالدولة المصرية في عهد الرئيس مبارك قد خطت خطوات كبيرة في سبيل تطوير اقتصادها الوطني، وإقامة المشاريع السكنية والمدن الجديدة، وتوسيع نطاق القاعدة الاستثمارية، وزيادة دخل الفرد، والنهوض بالبني التحتية، مع الاهتمام بالعنصر الخدمي وتحسين جودة المرافق والمنشآت العامة. فضلاً عن توسيع هامش الحريات في عهد الرئيس مبارك، بدءاً بالاعلام المرئي والمسموع مروراً بالاعلام المقروء انتهاء بالاهتمام بالمنظومة الاعلامية في مجملها مع التركيز علي عنصري التنوع والتميز، وهو ما ظهر جلياً في الآونة الأخيرة. كذلك الحال بالنسبة لقطاعات عديدة كالتعليم والصحة. حيث ينظر الصينيون للرئيس مبارك علي اعتبار أنه شخصية مقربة منهم في المقام الأول، فضلاً عن كون الرئيس مبارك هو الضمانة الوحيدة لاستقرار البلاد والنهوض بالتنمية، بالاضافة لإعجاب الصينيين الشديد بحكمة الرئيس مبارك، والتي مكنت مصر خلال العقود الماضية من اجتياز العديد من المحن والأزمات. وكنت قد عبرت في وقت سابق لأصدقائي الأكاديميين الصينيين عن إعجابي بشخصية الرئيس مبارك، عندما سئلت بحكم قربي الشديد وعلاقاتي الوطيدة بالعديد من رموز المعارضة المصرية، وشباب الأحزاب المعارضة من القيادات الشابة الصاعدة عن رؤيتي لمسيرة الرئيس مبارك، وهل أثر قربي الشديد، وعلاقاتي الشخصية والاجتماعية، وصداقاتي مع العديد من القوي المعارضة في مصر علي نظرتي للرئيس مبارك كرمز لمسيرة التنمية والاستقرار في البلاد إلا أن إجابتي جاءت بالنفي علي اعتبار أن الصداقة شيء والانتماء الفكري والسياسي له جانب آخر، فالرئيس مبارك ومن وجهة نظري كان ولايزال الضمانة الأساسية لاستكمال مسيرة التنمية في البلاد. فالدولة المصرية تمر بمنعطف خطير، وتتجاذبها تيارات سياسية وفكرية مختلفة، فضلاً عن وجود قوي خارجية تريد أن تنال من هيبة الدولة المصرية، إلا أن مصر وبوجود الرئيس مبارك ستكون قادرة علي عبور هذه المرحلة الحاسمة والصعبة من تاريخها المعاصر. فاستقرار مصر ليس مطلبًا مصريا فقط، بل هو مطلب عربي ودولي، وهذا ما أدركته قيادة الحزب الوطني الحاكم حين أعلنت ترشيح الرئيس حسني مبارك لولاية سادسة. فلقد تعددت الخطب والشعارات السياسية من تيارات مختلفة وعلي رأسها "جماعة الاخوان المسلمين" والتي ترفع شعارات التطرف العبثي المتأسلم، والتي من شأنها إحداث الفوضي والاضطراب في البلاد، فضلاً عن إحداث تشويه وفوضي فكرية لدي بعض القطاعات المنحازة لهذه التيارات الدينية. وحسناً فعلت الدولة المصرية بإغلاق عدد من القنوات الدينية، لأنها تقدم لشريحة واسعة من الناس عناصر التطرف والإرهاب الفكري، فضلاً عما يعرف بحالة "فوضي الفتاوي" والتي جعلت كل فرد يطمح في معرفة قواعد دينه السليم يشعر بالاضطراب الفكري وعدم التركيز لكثرة عدد هذه الفتاوي وتنوعها، حتي إن البعض أضحي يشبه فوضي الفتاوي كما تتناقلها مثل هذه الفضائيات العبثية "كفتوي لكل مواطن"، خاصة مع تعدد الفتاوي في المسألة الواحدة، وعدم وجود متخصصين في هذه المسائل. لذا جاء القرار الحكيم بإغلاق مثل هذه الفضائيات لما تقدمه من تشويه ذهني للمستمع، فضلاً عن عدم قيامها بالدور المنوط بها في تقديم الإسلام في صورته المعتدلة البعيدة كل البعد عن التطرف والارهاب الفكري. فالصينيون كانوا ومازالوا ينظرون للرئيس مبارك باعتباره الأب لكل المصريين، ورمزاً للحكمة والثبات والاستقرار في البلاد، حتي إن الصينيين يعتزون بشخصية مثل شخصية الرئيس مبارك كثيراً، ويشعرون بقربهم منه وقربه منهم لما لعبه من دور كبير في التقارب بين النظامين المصري والصيني، وتعد لقاءات الرئيس مبارك مع نظيره الصيني "هوجينتاو" دليلاً عميقاً علي جودة وعمق ودفئ العلاقات بين الجانبين الصيني والمصري.