الرئيس مبارك خلال استقباله عضو المكتب السياسى بالحزب الشيوعى الصينى علاقات تاريخية قوية تربط بين مصر والصين تعززها مشاورات مستمرة بين الجانبين في كافة القضايا والمتغيرات العالمية علي الأصعدة المختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية..إلخ، وجاءت الزيارة التي قام بها مؤخراً لمصر وانج قانج عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي، لتعكس عمق العلاقات المشتركة بين البلدين وبخاصة في ضوء التلاقي الاستراتيجي الوثيق بين الحزبين الحاكمين في مصر والصين. الزيارة الرسمية الصينية انطلقت بناء علي دعوة وجهها الحزب الوطني الديموقراطي وركزت علي دعم نقاط التلاقي وتعزيز العلاقات بين البلدين خلال مدة الزيارة التي دامت أربعة أيام في الفترة من5 إلي8 يونيو الجاري، وهو ما أكد عليه الرئيس مبارك أثناء استقباله قانج بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة وبحضور كل من صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والسفير الصيني بالقاهرة، حيث أكد مبارك عمق العلاقات المصرية الصينية باعتبارها علاقات استراتيجية، مشدداً علي أهمية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات. وقال الشريف إن الضيف نقل للرئيس مبارك تحيات الرئيس الصيني وتهنئته وقيادات الحزب الصيني للرئيس مبارك بسلامة العودة إلي أرض الوطن بصحة كاملة، موضحاً أن الضيف الصيني نقل تقدير بلاده للجهد الذي تقوم به مصر من أجل وحدة الصف الفلسطيني، مشيداً بقرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح أمام المساعدات معتبراً ذلك من أهم الخطوات التي اتخذت لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الواقع تحت وطأة الحصار. وأضاف الشريف أن الرئيس مبارك أكد علي موقف مصر ومواصلتها الجهد من أجل مساندة الشعب الفلسطيني والحفاظ علي وحدته، لافتاً إلي أن اللقاء تناول التعاون الصيني الأفريقي وضرورة استمرار التنسيق لصالح دول القارة. وركز الرئيس حسني مبارك علي أهمية التعاون بين الحزب الوطني والحزب الشيوعي الصيني وتبادل الخبرات بين شباب الحزبين والتعرف علي القضايا المشتركة. في سياق متصل شهد مقر الحزب الوطني جلسة مباحثات موسعة بين صفوت الشريف ووفد الحزب الوطني من جهة ووانج قانج يرافقه وفد حزبي علي مستوي عال من جهة أخري. تم خلال الجلسة بحث سبل دعم وتطوير العلاقات بين الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي الصيني والتباحث حول مختلف قضايا التعاون المشترك والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. تحدث الشريف خلال اللقاء عن العلاقات الاستراتيجية الوثيقة التي تربط مصر والصين والحزبين الحاكمين بهما مشيراً إلي أن الحزب الوطني يتطلع إلي تدعيم هذه العلاقات بما ينعكس بالإيجاب علي الشعبين الصديقين في كل من مصر والصين، مؤكداً علي أهمية القضية الفلسطينية وأنها مفتاح الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وعلي ضرورة وأهمية توحيد الفصائل الفلسطينية وإنهاء الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة.. كما أكد أن قرار الرئيس مبارك بفتح معبر رفح يعد خطوة حيوية لها أبعادها الاستراتيجية وتهدف إلي التخفيف عن أبناء قطاع غزة. وأشار إلي أهمية التعاون والتنسيق بين مصر والصين من جانب والصين وأفريقيا من جانب آخر وضرورة أن يكون هناك تنسيق بالكامل في هذا المجال، مؤكداً أهمية الزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والصيني بهدف دعم وتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين والتعرف علي تجربة كل منهما في التنمية والتطور والتقدم في المجالات الاقتصادية والاستثمارية. وقال الشريف: نسعي إلي أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وكذلك الحصول علي الدعم لمصر في المشاركة في مجموعة العشرين بالإضافة إلي العمل علي تعزيز نتائج منتدي التعاون الصيني الأفريقي ومواصلة هذا التعاون وضرورة تحقيق التوازن التجاري بين مصر والصين. من جانبه أعرب وانج قانج عن سعادته بزيارة مصر بدعوة من الحزب الوطني وسعادته أيضا بلقاء الرئيس مبارك، مشيراً إلي أن الجانب الصيني يولي هذه الزيارة اهتماماً بالغاً حيث تعتبر الصين مصر الشريك الاستراتيجي الأهم في العالم العربي وأفريقيا والدول النامية ورغبتها في تدعيم التعاون معها في كافة المجالات. وقال المسئول الصيني أن الحزب الشيوعي الصيني لديه الرغبة في تدعيم التعاون العملي ورفع مستوي آلية تبادل الزيارات مع الحزب الوطني الديموقراطي وتوسيع قنوات الاتصال بما يخدم العلاقات الحزبية ومصلحة الشعبين، مشيراً إلي ضرورة تعزيز الحوار وتحقيق المصلحة المشتركة في ظل الأوضاع الدولية المتغيرة والمعقدة وبحث تبادل الرأي حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك لدفع التعاون الاستراتيجي بين مصر والصين أصحاب الحضارة الضاربة في أعمال التاريخ والصداقة القائمة بينهما منذ أكثر من 50 عاماً.. وعبر الضيف الصيني عن تقديره للدعم المصري القيم للصين بشأن القضايا المتعلقة بتايوان ومنطقة التبت مؤكدا أن الحزبين الوطني والشيوعي الصيني يحتفظان بالتنسيق والتشاور في إطار منتدي التعاون الصيني العربي والصيني الأفريقي وتعميق الصداقة الاستراتيجية ودفع التعاون إلي الأمام. وأكد المسئول الصيني أن العلاقات بين الحزب الوطني والحزب الشيوعي الصيني قد شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين الحزبين، وطرح عدة نقاط لتطوير العلاقات بينهما أولها تعزيز الزيارات ورفع مستوي تبادلها بين الجانبين وتعزيز الحوار الاستراتيجي بينهما وعقد ندوة للتعاون بين الحزبين بشكل منتظم كل عامين مقترحاً عقد دورتها الاولي في بكين نهاية العام الجاري. وأكد أن مصر تتمتع بالاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي تحت قيادة الرئيس مبارك وأنها تمكنت من مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل سليم وحافظت علي معدلات نموها الاقتصادي وفي نفس الوقت لعبت دورا حيويا علي الساحتين الدولية والإقليمية وتساهم في تسوية القضايا الإقليمية وتعزيز التضامن بين الدول العربية والحفاظ علي الأمن والاستقرار في المنطقة وأفريقيا. وناقش الطرفان موضوع التنسيق بشأن العلاقة بين دول حوض وادي النيل والحرص علي أهمية التوصل الي اتفاق يضم كل دول حوض النيل دون استبعاد أي طرف بما يحقق المصالح المشتركة بين هذه الدول بهدف التنمية والارتقاء بمستوي المعيشة. وخلال المناقشات التي شارك فيها الأمناء المساعدون للحزب الوطني د.زكريا عزمي الأمين العام المساعد للشئون المالية والعضوية والإدارية، د.مفيد شهاب الأمين العام المساعد، جمال مبارك الأمين المساعد أمين السياسات، د.علي الدين هلال أمين الإعلام، د.محمود محيي الدين عضو الأمانة العامة وزير الاستثمار وأعضاء الوفد الصيني أكد رئيس الوفد الصيني علي موقف بلاده الذي عبر عنه رئيس مجلس الوزراء الصيني علي هامش قمة الصين أفريقيا شهر نوفمبر الماضي بعدم مساعدة الصين في أي مشروعات تؤثر علي حصة مصر المائية كما أشار إلي أن هذا الموقف ثابت دون تغيير . واتفق الطرفان علي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وضرورة قيام الحزبين بالعمل علي تطويرها ودعمها، حيث أكد رئيس الوفد الصيني أن حكومة بلاده أعلنت مرارا عن إجراءات لتوسيع التعاون مع دول أفريقيا ومصر، وكذلك تولي اهتماما بشأن ضبط الخلل في الميزان التجاري بين البلدين واتخاذ مواقف لتشجيع الشركات الصينية للاستيراد من مصر ومضاعفة جهودها للاستثمار في مصر بهدف تحقيق التوازن التجاري تدريجياً. من جانبهم عرض الأمناء المساعدون للحزب تجربة الحزب في الإصلاح السياسي والذي بدأ بطرح رؤية جديدة للحزب عام 2002 وما تلا ذلك من إصلاحات تشريعية ودستورية تجعل هناك تنافسا بين الأحزاب في الانتخابات التشريعية والرئاسية وكذلك تطوير التنظيم الحزبي منذ إطلاق فكر جديد عام 2002 كما استعرض د.محمود محيي الدين عددا من المحاور التي تساهم في تطوير وتدعيم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والصين ودعوته للشركات الصينية لزيادة استثماراتها في مصر وأوجه التعاون التي تشهدها هذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة . وقد اتفقت وجهة نظر الجانبين فيما يتعلق بالقضايا السياسية الرئيسية وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكذلك القضايا الأفريقية وضرورة تدعيم التعاون الثنائي علي المستوي السياسي والاقتصادي والتجاري واستمرار التشاور بما يحقق المصالح المشتركة من الجانبين. وفي نهاية اللقاء وجه الوفد الصيني الدعوة لصفوت الشريف الأمين العام للحزب والأمناء المساعدين وقيادات الحزب لزيارة الصين والمشاركة في ندوة تدعيم الحوار الاستراتيجي، كما تبادل الجانبان شعار كل من الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي الصيني.