فى خطوة جريئة لكنها حسب نظرى تأخرت كثيراً مع تفاقم أزمة نزيف الاحتياطى النقدي الأجنبى لدى البنك المركزى 16,6 مليار دولار حالياً بدأت بنوك الأهلى ومصر والقاهرة – البنوك العامة الكبرى – التى تستحوذ على أكثر من %57 تقريباً من السوق المصرفية فى اصدار شهادات بلادى الدولارية -أمس بهدف جذب تحويلات واستثمارات المصريين العاملين بالخارج. هذه الخطوة التى تتم بتعاون الجهاز المصرفى وزارة الهجرة والمصريين بالخارج تضرب أكثر من عصفور – عصافير – بحجر واحد.. فهى على الصعيد المصرفى تؤكد ريادة البنوك العامة الثلاثة فى خدمة الاقتصاد القومى وقضايا التنمية ودورها المؤثر فى قيادة البنوك والجهاز المصرفى كله فأصدار هذه »الشهادات« بعائد %5,5 وهو أعلى من عائد الودائع والأوعية الدولارية الأخرى فى البنوك والتى لا تتجاوز %4 وهو ما يغرى على الاكتتاب وحيازة هذه السهادات الجديدة التى يضمنها البنك المركزى ويضمن تحويل عوائدها – كل 6 أشهر – وقيمتها الاسترادية بالكامل الأمر الذى يتوقع اقبالاً كبيراً عليها بما يصل إلى 50 مليار دولار على الأقل خلال العام الأول خصوصاً وأن حد اصدار هذه الشهادات وكميتها مفتوح. البنوك وفق رؤسائها خاصة الأهلى المصرى والقاهرة أكدوا جاهزيتهم لاستثمار أموال هذه الشهادات وتوقعوا اقبالاً كبيراً لتغطيتها الأمر الذى سيعظم موارد الجهاز المصرفى من النقد الأجنبى ويحل اشكالية شريف الاحتياطى النقدى الأجنبى ويصحح الخلل والقصور الموجودان فى هذا الملف. وعلى صعيد متواز من شأن تدفق أموال هذه الشهادات أن يوجه ضربة قاصمة وقاتلة لتجار السوق السوداء ومافيا العملة والدولار الأسود فى السوق ويكبد حائزى الدولار خسائر فادحة يجعلهم يخصلون فيه وحسب نظرية العرض والطلب سيقل سعر الدولار فى السوق غير الرسمية وتعود للجنيه المصرى هيبته وقيمته. وعلى الصعيد القومى سيلبى البنك المركزى كافة الطلبات من الدولار وفتح الإعتمادات الاستيرادية ما قد يحسن من إدارة الإحتياطى الأجنبى. كما أن قيمة الاكتتاب فى هذه الشهادات هى بمثابة خلق موارد اضافية وغير اعتيادية من موارد النقد الأجنبى بما ستشجع هذه الخطوة المصريين بالخارج على تحويلات أكبر لأموالهم واستثماراتهم إلى الوطن الأم مصر. وأخيراً وليس آخر ستعزز هذه الشهادات الثقة فى الاقتصاد المصرى وتؤكد وتعزز جسور البناء والتنمية ودور المصريين العاملين بالخارج فى مصر. فضلاً عن أن أقدام البنوك الثلاثة سيشجع بنوكاً أخرى بالدخول فى هذا المضمار مما يؤثر ايجاباً على موارد النقد الأجنبى لدى الجهاز المصرى كله.. تحية للبنك المركزى ومحافظه طارق عامر ورؤساء بنوك الأهلى ومصر والقاهرة ووزيرة الهجرة د. نبيلة مكرم.. تحيا مصر.