دم وشهد وأحمد ويوسف .. ثلاثة أطفال رضع أبكوا مصر وأبكوا الرئيس السيسي خلال الاحتفال بعيد الشرطة أمس.. آدم نجل الشهيد محمد الحبشي 4 أشهر وأحمد نجل الشهيد أحمد الفقي 3 أشهر وشهد ابنة الرقيب أول سمير رفعت 6 أشهر .. صعدوا إلى منصة التكريم كل على كتف أمه التي حملت لقب أرملة في ريعان شبابها.. وهناك جنين صعدت به أمه الحامل إلى منصة التكريم سوف يأتي إلى الدنيا محروما من رؤية والده البطل الشهيد محمد جودة السواح.. عندما شاهدها الحضور رددوا قائلين: لعنة الله على الإرهاب والإرهابيين .. صرخة مولود زلزلة قاعة الاحتفال وهزت مشاعر كل المصريين وكأنها ترسل رسالة للجميع قائلة : أين أبى «بأى ذنب قتل » .. صراخ الرضع فوق منصة التتويج كان بمثابة مقطوعة موسيقية وسيمفونية حريرية داعبت مسامع الحضور وألهبت مشاعر المتعاطفين وأيقظت سبات الغافلين.. لم يتمالك الرئيس السيسي نفسه وهو يحتضن الأيتام الرضع ويضمهم بحنان الأب إلى صدره وغلبته دموعه وقال: «اليوم دا صعب علينا كلنا، ولازم نقدر اللي بيدفعوه ولاد مصر عشان خاطر مصر»،..حاول بكل ما يملك أن يتماسك ويخفف عن أمهات الشهداء الثكالى وزوجاتهم فوجدهم أكثر بأسا وقوة.. فخورين بصنيع أبنائهم ومستعدين بالتضحية بالمزيد.. فوجئ الرئيس بالطفل ياسين نجل الشهيد على احمد فهمى الذى يبلغ من العمر عشر سنوات يطلب منه إلقاء كلمة قال فيها: هذا الوسام مش ليا لوحدي، ده ليكوا، مش هسيب حق بابا، هجيب حقي وحق بابا..وزوجة شهيد قالت: سوف نثأر من الإرهابيين.. ودمعت عين الرئيس السيسى عندما قال والد الشهيد على محمد إن ثلاثة من أسرته استشهدوا فى سيناء وإن ابنه ترك كلية الطب والتحق بالشرطة وراح فداءً لمصر. أعترف أن دموعي عصية إلا أنها كانت بالأمس طيعة وسالت وأنا أرى زهورًا بريئة .. جاءوا إلى الدنيا منذ ايام وربما شهور حرمهم الارهاب الغادر من حنان الأب إلى الأبد.. حاولت أن أخفي دموعي ونظرت من حولي لأجد الدموع تترقرق في عيون كل الحاضرين واعتقد ان كل من شهد الاحتفال عبر شاشة التليفزيون بكي تأثرا بما رأى.. كان الجالس بجواري ضابطا شابا بالامن الوطني يدعى الرائد أحمد الحسيني، وجدت دموعه تسيل وحاولت التخفيف عنه فبادرني قائلا بكل شجاعة: كلنا مشروع شهيد . دموع الرئيس عبدالفتاح السيسي أكدت أنه إنسان وأب لكل المصريين وراع للأسرة المصرية.. لم ينس أن يؤكد لأسر الشهداء ان الدولة لن تسمح أن يذهب دم الشهداء هدرًا وأنها لن تنساهم ولن تترك ثأرهم أبدًا، وحريصة على علاج المصابين فى الداخل والخارج. الحفل لم يخل من اللمحات الإنسانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عانق طويلاً أطفال الشهداء واحتضنهم وقبل رؤوسهم..نزل من فوق المنصة لتكريم والد الشهيد العقيد وليد محمود محرم لكونه عاجزًا يجلس على كرسي متحرك وقام بتسليمه وسام الجمهورية من الطبقة الثانية تكريمًا له وقبَّل رأسه وتناول أطراف الحديث معه. كما حرص على أخذ صور تذكارية مع آباء وأبناء وأطفال شهداء الشرطة بل وحرص على وجودهم إلى جواره وهو يلقي كلمته وأكد لأسر الشهداء ولكل المصريين أن أمن الشعوب واستقرار الدول ليس لعبة فى يد أحد وكلنا مسئولون عنه. وخلال كلمته في عيد الشرطة وذكرى ثورة 25 يناير وجه الرئيس السيسي العديد من الرسائل.. طالب المصريين فيها بالحفاظ على مصر قائلا : «خلوا بالكم من مصر، خلوا بالكم من بلدكم، عشان خاطر الدم والشهداء اللي راحوا والناس دي سقطت عشان إحنا نعيش ». وأكد أن مصر لن تنسى أبناءها الشهداء والتضحيات التي قدموها لحفظ الأمن في البلاد ولن تتخلى عن أسرهم على الإطلاق. وطالب الشعب المصري بتوخي الحذر، وعدم إهدار دم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل الوطن.. بعث برسالة تقدير إلى المرأة المصرية التي قدمت أبناءها فداءً لمصر وقال: «أهالي الشهداء قالوالي أثناء تسلمهم وسام التكريم: ولادنا مش خسارة في مصر، الأهالي بيقولوا كدا، هما اللي بيشدّوا على إيدي، عرفتوا ليه بقدر سيدات مصر؟». ووجه رسالة إلى الإرهابيين بأن مصر عازمة على القصاص منهم والثأر للشهداء وقال لن نسمح بضياع دم الشهداء وسوف نثأر لهم، استقرار الدولة مش لعبة في يد أحد». ووجّه رسالة إلى المصريين قائلًا: «حملتوني المسئولية، وأنا لوحدي مقدرش عليها، لوحدي مش هقدر.. ولازم تكونو معايا». ووجه العتاب لمجلس النواب الجديد بعد رفضه قانون الخدمة المدنية.. وجه رسالة كوصية للشعب التونسي الشقيق وطالبهم بالحفاظ على بلادهم في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. حرص الرئيس على تذكير الشعب بالتفويض الذي طلبه منهم ليذكرهم بما كانت فيه مصر وما أصبحت فيه اليوم، وأن الخطر مازال موجودا ما لم يتوحدوا من أجل الوطن، وقال للجميع أن من يُستشهد من الجيش والشرطة كان من أجل أمن 90 مليونا. حذر الرئيس أن يتعامل معه الشعب، بكونه رئيس وقال: «لا.. لا، أنا مش رئيس أنا واحد منكم اخترتوه.. عشان ييجي يخلي باله.. وبيحاول يخلي باله، وتساءل: هل كلنا بنخلي بالنا ؟» . اتوجه بخالص التهنئة القلبية لرجال الشرطة البواسل حماة الأمن بمناسبة عيدهم الذي يوافق ذكرى التضحية والفداء التي أشاد بها الاعداء في معركة الإسماعيلية عندما أعطى القائد الانجليزي الجنرال ماتيوس قائد القوات البريطانية في منطقه القناة بالكامل التحية العسكرية للملازم أول مصطفى فهمى بعد أن خرج من مبنى محافظة الاسماعيلية وقال له: انت ورجالك أبطال فعلتم ما عليكم بل وأكثر، ودافعتم عن مبنى المحافظة ببطولة لم تحدث من قبل. كما اتوجه بالتحية الى اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية الذي يقود دفة الأمن في أصعب الظروف ويبذل مع رجاله جهودا جبارة من أجل أن يعيش المصريون في أمن وأمان.. تحية الى الادارة العامة للإعلام والعلاقات بقيادة اللواء أبو بكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية الذي بذل مع رجاله اللواء عمرو شاكر مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات واللواء أيمن حلمي نائب المدير لإنجاح الحفل نتيجة حسن الإعداد.. تحية الى اللواء طارق عطية مساعد الوزير للعلاقات الانسانية واللواء حاتم أبوزيد مدير إدارة الرعاية الاجتماعية اللذين بذلا جهودا كبيرة ليخرج الاحتفال بعيد الشرطة بهذه الصورة المؤثرة التي أبكت المصريين وأكدت أن رجال الشرطة يقومون على حمايتنا من الأشرار عكس ما صورتهم جماعة الإخوان الارهابية التي تبذل قصارى جهدها حتى تضربهم في مقتل من أجل إسقاط الدولة ولنتذكر بأن المصريين هم من دفعوا الثمن من فوضى وانفلات أمني في أيام عجاف لا أعادها الله.. حفظ الله مصر وحماها من كل سوء.. وتحيا مصر..