زوما :تدعو الى تضافر الجهود لتعزيز التنمية والتكامل في افريقيا ودعم المساواة بين الجنسين رسالة أديس أبابا وليد قطب دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتورة انكوسازانا دلاميني زوما زعماء دول القارة الى تضافر الجهود من اجل تعزيز التكامل والاندماج الاقتصادي والتجارة في القارة وتعزيز البنية التحتية وكذلك دعم المساواة بين الجنسين واعلاء مكانة المرأة الافريقية واشراكها في جهود التنمية. وقالت زوما في كلمة لها أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الافريقية المنعقدة بأديس أبابا امس الاحد ان دول القارة تمتلك موارد كبيرة ويتعين ان تحقق افضل استفادة منها من خلال تبني استراتيجيات تعمل بفعالية ويتعين تعزيز هذه الفعالية من خلال التعاون وتوافر الارادة السياسية. وأشادت بتجربة الصين التي تحركت سريعا لتصبح واحدة من الدول الرائدة في العالم منذ السبعينات مشيرة الى انها حققت اجمالي ناتج محلي بلغ 9ر4 تريليون دولار عام 2009 وأن 63 في المئة كانوا يعيشون تحت خط الفقر في عام 2007 ووصل هذا الرقم حاليا الى 4 في المئة فقط. وقالت إن قارة افريقيا هي قارة للامل والفرص وهي تتحرك نحو نمو حقيقي وان مواصلة بذل الجهد والعرق سيحقق كل ما تصبو اليه القارة وخاصة من خلال التعاون مع التجمعات الاقتصادية الاقليمية بهدف تحقيق الامن الغذائي حتى لا يجوع أي طفل وتكون القارة مصدرا للغذاء الى العالم. وقالت زوما ان مصلحة شعوبنا وخاصة بالمناطق الريفية تقتضي التعجيل بالتكامل والتواصل من خلال تعزيز شبكة النقل والطرق وتعزيز البنية التحتية بشكل عام ويجب العمل بالتعاون مع هيئة النيباد وغيرها للاسهام في تحقيق التنمية ومساندة الشباب بتوفير فرص العمل، ودعت رجال الاعمال والشركات الى الاستفادة من فرص الاستثمار التي تهدف الى تعزيز التنمية بالقارة، وكذلك دفع البحوث والتصنيع.وعبرت زوما عن تقديرها للرواد الاوائل في القارة الافريقية الذين صنعوا ونشروا الوعي في القارة، ودعت في نهاية كلمتها الى اعلاء مكانة المرأة التي تشكل اكثر من نصف سكان القارة الافريقية لكي تشارك في تنمية القارة وطالبت ايضا بتعزيز المساواة والتكامل بين الجنسين. ومن جانبه قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امام الجلسة الافتتاحية انه زار اكثر من 30 دولة افريقية وتحدث مع قادتها ووجد دولا بدأت تبزغ بعد صراعات وحروب طويلة وانه شهد في تلك الدول رغبة في الابداع والابتكار والتنمية نابعة من ارادة شعبية كبيرة عازمة على التنمية والازدهار. وقال ان بعض أسرع دول العالم في النمو الاقتصادي هي من افريقيا وان الكثير من دول القارة في طريقها لتحقيق الاهداف الانمائية للتنمية والتي حددتها للامم المتحدة للتنفيذ قبل عام 2015 داعيا دول القارة الى اعطاء اهتمام خاص للاطفال والفتيات واعلاء مكانة المرأة واشراكها في اجهزة صنع القرار. وقال انه يعول كثيرا على نتائج اجتماع خاص حول الاهداف الانمائية للامم المتحدة سيعقد في سبتمبر المقبل داعيا الى تركيز الجهود في الوقت الذي تقترب فيه مهلة تحقيق الاهداف الانمائية للالفية وهو العام 2015، وقال انه يتعين ايضا الى النظر الي اهداف التنمية لما بعد عام 2015 واشار الى ان هناك اجتماعا سوف يعقد الاسبوع المقبل في مونروفيا حول "اجندة التنمية لما بعد 2015" داعيا الى تحقيق افضل نتائج من ورائه. واشار الى ان الدول الافريقية حققت نموا اقتصاديا خلال العقد الماضي بلغ في المتوسط 5 في المئة وانه من المتصور ان تحقق نموا يتجاوز هذا الرقم بحلول 2014، ولكنه قال ان النمو الاقتصادي ليس الهدف في حد ذاته، بل لا يتعين ان تتركز الثروات في ايدي قلائل حيث ان انعدام العدالة هي مقدمة لعدم الاستقرار. ودعا مون زعماء القارة الى اعطاء اهتمام خاص لمنع العنف بكل اشكاله وقال انه يتعين ان نعلي صوتنا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي في الصراع ويتعين على الحكومات ان تدعم الضحايا وانهاء ثقافة الافلات من العقاب. واشاد بالمجموعة الافريقية التي عملت على تبني قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة وهو الاول من نوعه ويدعو الى وضع حد لختان الاناث. كما اشاد بالتقدم الكبير الذي احرزته القارة في مجال الحد من انتشار "فيروس اتش آي في" وكذلك الوفيات بسبب مرض الايدز وعبر عن تطلع الأممالمتحدة لرؤية جيل خال من الايدز في القارة السمراء. وعبر بان كي مون عن دعم الاممالمتحدة لانشاء "الحزام الاخضر" في اطار مبادرة تعني بمكافحة الاثار السلبية لتغير المناخ بمنطقة الساحل والصحراء بالقارة للاسهام في الحد من تأثيرات تغير المناخ، ودعا المجتمع الدولي والجهات المانحة الى الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بمساعدات تغير المناخ الى دول القارة، مشيرا الى ان هناك التزاما بمساعدة الفقراء والمتأثرين في كل انحاء العالم. وقال ان الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي يعملان معا للحد من العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعبر عن امله في أن يتمكن القادة الاقليميون من اقرار اطار عمل للسلام والامن والتعاون لانهاء دائرة العنف هناك. وأشار الى أن بعثة الأممالمتحدة هناك والمعروفة باسم "مونوسكو" تبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين هناك. وأشار الى ان مالي تتعرض لتهديد من الجماعات المتطرفة والمسلحة ورحب ب "المساعدة الثنائية" التي يتلقاها جيش مالي بناء على طلب الحكومة للتعامل مع تهديد الجماعات المسلحة. وقال ان المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا تعجل بالاعداد لنشر قوة الدعم الدولية التي تقودها افريقيا وحث سلطات مالي على تبني عملية سياسية شاملة وهذا يتضمن الاتفاق على خارطة طريق تؤدي الى الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري. وقال انه قدم الى مجلس الامن توصياته بشأن تقديم حزمة دعم لوجستية الى القوة الدولية التي سوف تنشر في مالي. وقال ان السودان وجنوب السودان حققا خطوات ايجابية تجاه حل المسائل البارزة ولكن يتعين ان تحرز تقدما اكبر في الوفاء بالاتفاقات الموقعة وعبر عن قلقه ازاء الموقف الانساني الخطير بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق وحث سلطات السودان وجنوب السودان على بدء محادثات مباشرة على الفور للسماح بتقديم المساعدة الانسانية للضحايا. وبشأن الصومال قال مون ان الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي يتعاونان لارساء السلام والاستقرار مشيرا الى ان طرد الشباب من كيسمايو ومناطق اخرى اتاح الفرصة من اجل اعادة البناء والاعمار وان تحسين الامن سوف يساعد في تعزيز الديمقراطية في الصومال. وقال انه سوف يقدم توصياته الى مجلس الامن بشأن الوجود الاممي الجديد في الصومال بما يشمل تعزيز الشراكة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في الصومال وتوفير الدعم اللازم لقوة "أميصوم" في الصومال. ورحب مون بوجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في هذه القمة وقال انه يعول كثيرا على استمرار دعم الاتحاد الافريقي لمساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين في صياغة مسار سياسي موثوق به من شأنه أن يلبي الطموحات المشروعة للجانبين.