غداً فى حكم المؤكد – الآن – أن مصر الدولة تتعرض لمؤامرة كبرى تستهدف ضرب مشروعها القومى للانطلاق صوب مستقبل أفضل يحقق حياة كريمة لشعب دفع ولا يزال الغالى والنفيس- من دم أبنائه – للتخلص من أنظمة الفساد والاستبداد والظلامية – بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيه – فما جرى ويجرى على الساحة حالياً من تداعيات أزمة تحطم الطائرة الروسية فوق أراضي سيناء يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية تخوض مخططاً قذراً لضرب مصر من خلال ضرب اقتصادها ممثلاً فى القطاع السياحى وتقويض ثقة المجتمع الدولى فى مناخ الاستثمار والاستقرار الذي تكتمل منظومته بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية. ومصر الآن تدفع ثمن موقفها الثابت من قضايا الأمة العربية.. تدفع ثمن رفضها سياسات التبعية والخنوع للغرب.. تدفع ثمن مواجهتها للارهاب الذى بات لا يهددها فقط بل يهدد منطقة الشرق الأوسط وينذر بحرب عالمية ثالثة. ما يحدث الآن ضد مصر يتطلب من الجميع »أى المصريين« ان يقفزوا فوق مصالحهم الشخصية والفئوية لحساب الدفاع عن المصلحة العامة والأمن القومى للبلد الذى يتعرض لمخططات صهيوأمريكية. واذا كانت تلك المخططات قد افصحت عن ضرب السياحة التى تشكل المورد الرئيسى للنقد والعملة الصعبة المصرية وهم يعلمون حجم الأزمة التى نتعرض لها على أرضية نزيف الاحتياطى النقدى الأجنبى- وصل حاليا 16.6 مليار دولار- فإن البداية ستكون بالسياحة وأن الدور يأتى علي الجهاز المصرفى والبنوك المصرية فهى القطاع الاقتصادى – قلب التنمية – الذى لا يزال متماسكاً وقوياً حتى الآن. وهنا أحذر من مخططات داخلية وخارجية تستهدف تقويض الجهاز المصرفى للتعجيل بمخطط تقويض الدولة المصرية ولولا الدور الذى لعبه ولا يزال الجهاز المصرفي فى حماية مصر واقتصادها من الانزلاق فى مستنقع الافلاس ما تمكنت الدولة من الاستمرار فى خطط التنمية والمضى فى مشروعاتها القومية الكبرى. واحسب ان قيادات الجهاز المصرفى ورؤساء البنوك المصرية لديهم من الوطنية والولاء والانتماء لمصر الدولة ما يؤهلهم للزود عن بنوك مصر – أموال الشعب – وازاء حملة رخيصة يقودها بعض رجال البيزنس ضد رؤساء وقيادات مصرفية كبرى .. يبقى ان نفرق بين الفساد واهدار المال ومكانه هى الجهات الرقابية فلا يجب أو يليق بنا كإعلام أن نتستر على فساد مهما كان.. لكن اعمال الضمير المهنى والأخلاقى أولاً واستنهاض الضمير الوطنى وما تتعرض له الدولة واقتصادها من مؤامرة ومخططات دنيئة يتعين علينا نحن الاعلام ألا ننزلق لحرب أو حملة اعلامية من هنا وهناك لصالح رجل أعمال اختلف مع بنك من البنوك بسبب عدم توافر الشروط الائتمانية لحصوله على قرض من هنا أو هناك.. يجب ألا يكون الاعلام خصوصاً »الصحافة« طرفاً فى مثل هذه القضية. وعلى سبيل المثال ما يتعرض له رئيس بنك التعمير والاسكان المصرفى فتحى السباعى لا يخرج عن كونه حملة رخيصة لتشويه »الرجل« لحساب »بيزنس مان« وأنا هنا لا أدافع عن »السباعى وغيره« لكنى أحذر من السقوط فى مستنقع تصفية الحسابات والمصالح الشخصية دونما الالتفات الى الصالح العام.. حفظ الله الجهاز المصرفى- حفظ الله الوطن.