%80من المسلمين فى سويسرا يريدون أئمة صناعة محلية بدلا من الدعاة المستوردين! ألمانيا تنشئ 4 مراكز لإعداد أئمة ومعلمين للدين الإسلامى
في عام 2011 طردت السلطات الفرنسية إماما عربيا بتهمة الحض على العنصرية وازدراء المرأة خلال خطبة بالمسجد.. ذات الشيء فعلته الولاياتالمتحدة مع أحد الدعاة وما كان قد أمضى على الأراضي الأمريكية سوى أيام قليلة.. فبمجرد أن منحته سلطات الهجرة حق اللجوء السياسي حتى اعتلى منبر أحد المساجد ليصيح: إنما جئنا لنهدم أمريكا من الداخل !.. وتتواصل حالات الطرد.. بل العديد من الدول أصبحت الآن تشدد من إجراءات منح تأشيرات الدخول لأئمة ودعاة قادمون من دول إسلامية ! حتى كاد من العسير على أي إمام قادم من أي دولة إسلامية أن يدخل أي دولة أوربية . والآن تعاني المساجد في أوربا وأمريكا من أزمة في الدعاة والأئمة.. وتحاول الدول الأوربية علاج تلك الأزمة..على طريقتها هل هي حرب على الإسلام تشنها السلطات الأوربية والأمريكية ؟..هذا ما يظنه بعضنا.. ليصب غضبه على الغرب الكافر !.. إمام بمقاييس أوربية وأظن أن للمسألة وجوها أخرى ينبغي أن نكون على دراية بها قبل أن نتسرع في إصدار أحكامنا.. ذلك أن لدى السلطات الغربية اعتقادا بأن هؤلاء المشايخ والأئمة وراء نشر الفكر الداعشي بين الأقليات المسلمة.. وانضمام الألاف من الشباب الأوربي إلى صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا.. ومنذ سنوات تعمل بعض الدول الأوربية على تأسيس «صناعة أئمة « في بلدانها.. .فهي ترى أن هذا يجنب المجتمعات الأوربية مخاطر الفكر الانغلاقي والمتطرف الذي يأتي به الأئمة المستوردون . فقدأنشأت وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية مركزا للدراسات الإسلامية في مدينة مونستر.. وهذا هو المركز الاسلامي الرابع الذي يجري تمويله من قبل الحكومة الألمانية.. بهدف تخريج أئمة ومعلمين للدين الإسلامي.. وهو هدف بالطبع يلفت الانتباه بشدة.. وليست ألمانيا وحدها التي تفعل ذلك.. لقد أصبح هذا توجه العديد من الدول الأوربية.. أما السبب فهو شعور تلك الدول بأن استيراد دعاة من المجتمعات الاسلامية يمثل خطرا محدقا على الداخل الأوربي.. ولايخفى على أحد تزايد المخاوف في الشارع الأوربي مما يرونه موجات تطرف إسلامي غزت القارة العجوز من خلال توجهات أئمة يبثون التشدد عبر خطبهم في المساجد الأوربية.. وكثيرة هي المواجهات التي شهدتها السنوات الأخيرة بين أوربا الرسمية وهؤلاء الأئمة.. وأتذكر أنه منذ عدة سنوات طالب بعض الأئمة في فرنسا من أولياء الأمور المسلمين ألا يسمحوا لبناتهم بحضور تلك الحصص الدراسية التي يجري خلالها تدريس التربية الجنسية في المدارس.. وقد رد مسئول فرنسي بأن مثل هذه الموضوعات تدرس أيضا في مدارس الدول الإسلامية..ولم يحدث أن قاطعتها الطالبات! والبديل المناسب كما يرى الأوربيون إنشاء معاهد ومراكز لاعداد أئمة من بين الجاليات المسلمة في المجتمعات الأوربية عاشوا وترعرعوا وشربوا من أنهارها الفكرية ويجيدون لغاتها وعلى دراية بقوانينها ! تطرف علماني ورغم حتمية إخضاع التجربة الأوربية في إعداد الأئمة والدعاة للمراقبة الدقيقة إلا أن النظرة الموضوعية لمسألة الأئمة « المستوردون» تجعلنا لانبدي حماسا كبيرا لهم..والمعروف أن غالبية الأئمة المهاجرين جاءوا من ريف أوطانهم ربما إلى المهجر الأوربي مباشرة.. أي أنهم أمضوا حياتهم في قرى صغيرة.. حيث أوجه الحياة محدودة والتغيير بطيء كما أنهم تلقوا تعليما دينيا محدودا.. ولايجيدون سوى لغة موطنهم الأصلي.. وبالتالي هم يشعرون بكثير من التوتر في موطنهم الجديد حيث أوجه الحياة تتعدد وتتنوع.. والإيقاع سريع وغير نمطي.. إنهم يشعرون بأنهم في خطر بسبب العجز عن التكيف مع البيئة الجديدة.. وبدلا من محاولة إيجاد صيغة توافقية وليست تلفيقية تجمع مابين صحيح الإسلام وقيم المجتمعات التي هاجروا إليها يدخلون مع هذه المجتمعات في صراع يلبسونه ثوب الدين.. فما لايتفق مع تشكيلهم الثقافي المحدود فهو مناويء للدين ويشرعون في صياغة خطابهم الديني من هذا المنطلق.. كما أن جهلهم بلغة المجتمع الذي هاجروا إليه وقوانينه قد يوقعهم في العديد من المشاكل مما يزيد من كراهيتهم لهذا المجتمع وعداء هذا المجتمع لهم.. وكل هذا ينعكس على خطابهم الديني الذي قد يفوح بتطرف وتشدد غير موجودين في صحيح الإسلام..بل يصور لهم خيالهم المحدود أن الغرب كله وظف كل طاقاته التكنولوجية والبشرية والإعلامية للتآمر على الإسلام والمسلمين..! حقيقة الأمر مغايرة لهذا تماما.. فالتيار الغالب في أوربا هو العلمانية التي تهدف إلى إبعاد الدين عن التحكم في مقاليد الأمور السياسية وحصرها في علاقة خاصة تربط بين الإنسان وربه.. يمارسها طبقا لتوجهات دينه دون أن يلحق هذا ضررا بالآخرين.. إلا أن ثمة متطرفين علمانيين يستهدفون كل الأديان وليس الإسلام وحده بممارساتهم العدائية البغيضة.. وإذا كان هؤلاء قد أساءوا للإسلام ببضعة أفلام ورسوم كاريكاتيورية وكتب فهناك أيضا أفلام وكتب أساءوا فيها للمسيح عليه السلام.. ولقد ظهر في أوربا 150 كتابا تسيء للمسيح.. وبالطبع يوجد بين اليهود توراتيون متعصبون وأيضا بين المسيحيين.. وهؤلاء يكنون الكراهية للإسلام.. لكن هذا حال كل دين.. وجود متطرفين بين أتباعه الإمام السويسري وقد أدرك المسلمون في سويسرا هذه الحقائق فطالبوا بدعاة من «صنع سويسري».. أي يجري إعدادهم في معاهد سويسرية.. ففي استطلاع أجرته السلطات السويسرية حول مسألة الأئمة، أجمع غالبية المسلمين وغير المسلمين على ضرورة إعداد الأئمة في معاهد بسويسرا.. وقال »أولريخ رودولف« الأستاذ بمعهد الدراسات الشرقية بمدينة زيوريخ: إن 80% من الذين خضعوا للاستطلاع يؤيدون تعليما إسلاميا أصيلا متوافقا مع السياق السويسري على أيدي أئمة متخرجين هنا وليس بالخارج.. وهذا ما ألح عليه ستيفان لاتيون أبرز الخبراء السويسريين في النشاط الإسلامي في أوربا.. حيث يؤكد على حاجة المسلمين هناك إلى مسئولين دينيين أكثر تسلحا بالتكوين الديني للإجابة عن القضايا العملية للحياة اليومية في سويسرا.. تجديد الخطاب الديني رجل الشارع في الغرب عانى أباؤه وأجداده من حربين عالميتين قتل خلالها أكثر من 70 مليون شخص.. وهو يبغض الحرب والعنف والتطرف.. ويتطلع إلى قيم الحب والتعاطف والتسامح.. وبسبب ما يعانيه من أنيميا في المعرفة ووقوعه في شرك ميديا مريبة تشوه الحقائق يظن أن تلك قيم غربية أصيلة.. وأن دينا مثل الإسلام لاشيء لديه سوى الكر والفر.. هذا ما يفهمه من خطب الأئمة المستوردين ويدعمه الإعلام المشبوه.. إنه في حاجة إلى معرفة الحقيقة.. والحقيقة أن الإسلام ليس دين عنف.. وأنه كرس منذ أكثر من 14 قرنا قيم الحب والتعاطف والتسامح وكل مباديء حقوق الإنسان التي يظن الغربيون أنها «صنع « أوربا.. وخلال ندوة شرفت بتنظيمها وإدارتها في قاعة مصطفى أمين بدار أخبار اليوم في إطار النشاط الثقافي لصحيفة االأخبار المسائي قال الدكتور عبد العزيز طاحون رئيس منظمة النصرة العالمية للإسلام إن المنظمة نفذت حملة إعلامية من خلال فيلم قصير مدته 25 ثانية في دول أوربية يظهر فيه شاب يساعد عجوز في عبور إشارة المرور وينتهي المشهد بالحديث الشريف « خيركم أنفعكم للناس «.. فإذا بملك أسبانيا يسأل عن منظمي الحملة ويعقب قائلا :لأول مرة أعرف أن الإسلام يرتبط بالواقع ويساعد الناس على حل مشاكلهم ! وربما يكون إعداد أئمة من بين الجاليات المسلمة في الغرب وسيلة جيدة لتقديم هذا الوجه الرائع - والذي لا وجه للإسلام غيره - إلى الغربيين..إلا أنه يكون أيضا من الأجدى أن يتم هذا الإعداد بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدينية في الغرب وأيضا في العالم الإسلامي للحيلولة دون وقوع أخطاء أو شطط يسيء لديننا ويكرس الصورة المغلوطة عن المسلمين في المخيلة الغربية.. في إطار حملة منظمة لتجديد الخطاب الديني . كما أن ثمة اقتراحا تقدم به بعض المشاركين في ندوة المسائية أظنه يمكن أن يكون فعالا في تكريس الصورة الصحيحة للإسلام ويتعلق المقترح باستحداث ما يمكن تسميته بالملحق أو المستشار الديني في سفارات الدول العربية والاسلامية في الدول الأخرى.. يتسم بالاعتدال والقدرة على الحوار وتوصيل الأفكار بالحسنى والموعظة الحسنة.. ويكفي أن يقول أي من هؤلاء المستشارين أمام تجمع من غير المسلمين إن امرأة بغي دخلت الجنة حين أسقت كلبا كاد يقضي عليه الظمأ وأخرى دخلت النار في هرة حبستها وحالت بينها وبين الطعام. ويسرد حديثي النبي الكريم في هذا الشأن ليثير دهشة وانبهار مستمعيه من هذا الدين الذي ألح منذ أكثر من 1400سنة.. ليس على حقوق الانسان فقط.. بل أيضا على حقوق الحيوانات.. ليدركوا أن الإسلام هو الأصل والأكثر شمولية في الدعوة لقيم الحب والخير والتعاطف والتسامح.. حتى مع الحيوان !