كان أول تصريح لوزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمود أبو النصر، لمن يتذكر، هو إحداث طفرة تعليمية، بتعميم جهاز "التابلت" في المدارس، وتسليمه للطلاب مجانا، كبديل للكتاب المدرسي، استبشرنا خيرا مع توزيع الوافد الإليكتروني الجديد، علي تلاميذ مدارس 9 محافظات، وصفقت في هذا المكان – في حينه- مثل غيري لقرار الوزير، غير أنني فوجئت بعدها بأسابيع، بأن الوزارة كانت تسلم التلاميذ، الكتاب المدرسي الي جانب التابلت، وفيما كان الوزير يتحدث للصحف،عن الإحلال والتجديد، من الكتاب الورقي الي الأليكتروني، فإذا به قد أمر، بسحب التابلت- سوكيتي- من التلاميذ، والعودة الي قديمه كما نقول، بالإعتماد علي كتاب المدرسة، الذي تم احياء عظامه وهي رميم، وكأنك يادار ما دخلك تابلت ! علي نفس النهج، سار وزير التعليم الحالي الدكتور محب الرافعي، فقرر إلغاء الكتب المدرسية، وإحلال وحدات "سي دي" بدلا منها، ليبدو الأمر كما لو أنه لم يكن متابعا لنشاط سابقه، أو أنه تعمد غض الطرف، عن سؤال معاونيه عن الفكرة الإليكترونية التي فشلت قبل تعميمها في عهد أبو النصر، لظروف مجتمعية واقتصادية، وإن رصد لها الرافعي مليار جنيه، بحسب تصريحاته، وهو مايضعنا أمام مواجهات عدة منها: هل هذا المليار، مخصص لوحدات ال"سي دي"، الخاصة بكتب التعليم الإلزامي بكل مراحله، واذا كان الأمر كذلك، فهل ستسلم الوزارة لكل طالب جهاز كمبيوتر شخصي، فإذا كان، فهل سيتم تغييرالمقاعد و"الديسكات" بالفصول لتتناسب واستعمال الكمبيوتر، فإذا كان ، فهل هناك مقاعد كافية للطلاب بالفصول، ثم ما العمل اذا ماانقطعت الكهرباء، وما العمل مع تلاميذ قاطني العشوائيات والقبور، الذين لاتسمح ظروفهم المعيشية، باقتناء جهاز كمبيوتر واحد، ثم ما الحال إذا ما كان في كل بيت، تلميذ واثنتين وثلاثة، فمن أين لكل هؤلاء، بثلاث اجهزة كمبيوتر لتشغيل ال"سي دي"، وأخيرا ماذا لو تعرضت وحدة ال" سي دي" للتلف والخدش، مع كثرة "الهرس" والاستعمال، وهو أمر وارد جدا اسبوعيا وليس شهريا، فهل سيتحمل التلميذ ثمن نسخة جديدة، وهل سيتسلمها من المدرسة مجانا، أم سيشتريها مثل الكتاب الخارجي من المكتبات الخاصة، لتظهر مافيا جديدة موازية من باعة ال"سي ديهات" الخارجية؟! افتكاسات حكومية، تلك التي يبتدعها وزراء التعليم علي مر العقود، ليوهمون المجتمع، بأن هناك تطويرا حقيقيا، فإذا بالحاصل، لا يزيد عن تحديث لائحة ، تضبط علاقة الطالب بالمدرس والمدرسة، و"تابلت" يتم تسليمه ثم سحبه، وأخيرا وحدة "سي دي"، سيتم توزيعها العام القادم، بدلا من الكتاب المدرسي، علي تلاميذ مصر، باعتبارهم من قاطني كوكب التجمع الخامس!! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.