ما بين أحلام الخبراء وتمنيات أولياء الأمور بالنهوض بالعملية التعليمية فى مصر، وبين إمكانات محدودة من موازنة الدولة لقطاع التعليم، يبقى الطالب المصري فى وضع لا يبشر بمستقبل علمي متطور ومرض للجميع. وعقب ثورة 30 يونيو صار الحلم فى تعليم يليق بشعب علم العالم القراءة والكتابة منذ آلاف السنين، حق بل وواجب. وفي محافظة البحيرة، والتي بها حوالي مليون و200 ألف تلميذ في مراحل التعليم قبل الجامعي، بدأت مديرية التربية والتعليم في تنفيذ مبادرة حملت عنوان "طالب بلا حقيبة". وحول هذه المبادرة، قال الدكتور ابراهيم التداوي، وكيل مديرية التربية والتعليم بالبحيرة، في حواره أجراه معه "البديل"، إن المبادرة خرجت من محافظة البحيرة ونستهدف تعميمها بعد مرحلة من بدء العمل بها وهى تعني الاستغناء عن الكتاب المدرسي الورقي التقليدي واستبدالها من خلال جمع كل المناهج التعليمية على "سى دي ". وأضاف التداوي "قمنا بتصميم ما هو عبارة عن ملف إليكتروني صغير الحجم لا يتعدى 500 ميجا، سوف يتسلمه الطالب ويقوم بتثبيته على جهاز الكمبيوتر الخاص به فى المنزل، وبعد إجراء عملية التثبيت نكون قد قمنا بتحميل جميع الكتب والمناهج الدراسية الخاصة بالطالب فى تلك المرحلة الدراسية، ويمكننا بعد ذلك إجراء عملية فتح الكتب الدراسية كباقى البرامج المثبتة". - وما هى مميزات تلك التجربة ؟ * من أهم مزايا تلك المبادرة أنها لا تحتاج وجود "إنترنت" فى المدارس أو فى المنزل للعمل عليه، وبالتالى فإنه لايعتمد أيضاً على سرعة الإنترنت المتصلة بالجهاز، بالاضافة إلى عدم وجود أى أعباء مالية على الوزارة فى طباعة الكتب بعد ذلك، وبالتالي تكلفة للمشروع تكاد تكون منعدمة وفى صالح العملية التعليمية حيث أنها سوف توفر الملايين من الجنيهات التى تصرف على عملية طباعة الكتب. كما إنه تم إضافة خاصية الطباعة لجميع أوراق الكتاب أو أوراق محددة و بالتالى لايقيد وضعية جلوس الطلبة أمام الكمبيوتر، كما أنه يمكن الطالب و المعلم من التفاعل من حيث التصحيح و الكتابة على الورق، و تخفف العبء على الطالب حيث لن يحتاج لحقيبة مدرسية بعد اليوم من أجل الكتب الدراسية، فلقد تم اختزال جميع الكتب بملف صغير الحجم وهذه هى الطفرة التكنولوجية التى ننتظرها. - هل بدأت المبادرة في كافة مدارس البحيرة ؟ * فى البدايه قمنا بعرض المبادرة على اللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة، أثناء لقائه مع القيادات التعليمية و الطلاب من مختلف المراحل ، وطالب بسرعة تطبيق هذا المشروع على الإدارات التعليمية بالمحافظة وبناء على ذلك قام جمعة ذكري، وكيل وزارة التربيه والتعليم، بتكليفى بإختيار مدرستين من كل إدارة تعليمية تابعة لمحافظة البحيرة بتطبيق عليها مشروع ( طالب بلا حقيبة ) كإجراء مبدئى وفق إستراتيجية نحو التطبيق الفعلى على جميع المدارس حتى يتحقق لمحافظة البحيرة السبق فى تنفيذ هذا المشروع وفق إستراتيجية عامة للتعامل مع المديرية الإليكترونية، حيث تطبق المبادرة الان فى 36مدرسة بمحافظة البحيرة بنسبه نجاح غير متوقعة على الإطلاق. - وهل تصلح المبادرة للتطبيق فى المدارس ذات الكثافة العالية والمستوى الإحتماعي والاقتصادي المنخفض؟ * التجربة تعتمد على امكانيات بسيطة جدا فهى لا تحتاج سوى جهاز كمبيوتر لدى الطالب وتوفر عليه وعلى الدوله نفقات الكتاب المدرسى، أما عن المدارس ذات الكثافة العالية فقد بدأنا التجربة فى عدد من تلك المدارس التى وفرت بدورها "سبورة زكية " حتى يتمكن المعلم من القيام بعمله متواكبا مع تلك المبادرة، بالاضافة إلى أن مديرية التربية والتعليم توفر كميه ال" سى دى" لجميع الطلاب. - تعاني الأبنية التعليمية من مشكلات متعددة مثل سوء أوضاع الصرف الصحى والأثاث ودورات المياه، خاصة فى مدارس القرى – هل هناك خطه لمواجة تلك الأزمات؟ * بالفعل وضعنا خطة شاملة للمتابعة وأقوم بجولات شبه يوميه على مدارس القرى للوقوف على تلك المشكلات، لكن ربما أهم مشكلة تواجهنا الآن هى النقص الشديد فى عمال النظافة بمعظم المدارس، وكنا قد تعاقدنا مع عدد كبير من العمال بنظام "السركي" وننتظر تعيين عدد كبير من العمال فى الشهور المقبلة. - تفتقد كثير من مدارس البحيرة إلى مقومات النشاط المدرسى – كيف تواجهون تلك الظاهرة؟ * هى ليست ظاهرة فمعظم المدارس تمارس التلاميذ فيها أنشطة طلابية بقدر امكانياتها، وقد أكدنا على مديرى المدارس أن النشاط المدرسى جزء من تقييمنا لمدى نجاح أو فشل الإدارة فى العملية التعليمية، وقد حقق عدد كبير من تلاميذ البحيرة مراكز متقدمة فى الأنشطة المختلفة، سواء كانت رياضية أو ثقافية أو فنية وغيرها من الأنشطة.