يبدو أن الميليشيات الليبية المسلحة "المؤدلجة" والتي تتقاطع بشكل مباشر مع الجماعات الدينية الموجودة في مصر –لا سيما- جماعة الإخوان المسلمين قررت أن تخوض المعركة مع النظام المصري باعتباره ألد أعدائها على خلفية ثورة 30 يوينو وتداعيات ذلك من التضييق على تيارات الإسلام السياسي التي تتخذ من الدين عنوانًا ووسيلة من أجل الوصول للسلطة. وتحالفت الميليشيات المسلحة"المؤدلجة" مع بعضها داخل كيان يسمي "فجر ليبيا" ورأت في المصريين الموجودين في ليبيا بحثًا عن لقمة العيش الحلقة الأضعف في مشهد الصراع مع النظام المصري الذي حقق ويحقق تقدمًا ملموسًا في مجال مكافحة الإرهاب على أكثر من صعيد داخليًا وخارجيًا ، فوجدت هذه الجماعات الفرصة لمعاقبة المصريين على موقفهم من 30 يونيو وإظهار النظام الذي اختاروه على أنه نظام عاجز. وأكد النائب بمجلس النواب الليبي عبدالنبي عبدالمولي ل"بوابة الأهرام" أن عمليات الاختطاف التي تتم للمصريين في ليبيا في أغلبها تكون من قبل الميليشيات المؤدلجة التي تمثلها عمليات فجر ليبيا تأتي بدافع الانتقام من المصريين على موقفهم من 30 يونيو، مؤكدًا أن هذا الموقف يظهر بوضوح في حالات اختطاف الأقباط حيث تنظر إليهم الجماعات "المؤدلجة" نظرة العدو على اعتبار أنهم أحد الأسباب الرئيسية في انهيار حكم جماعة الإخوان في مصر، مشيرًا إلى أن الخلفيات العقائدية لجماعة الإخوان وأنصار الشربعة تعتبر المسيحيين أعداءً وأن الصراع معهم هو صراع بين الحق والباطل وهذا يعطي المسألة بعدًا طائفيًا . ووقفت مصر بجانب عملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر - والذي أصبح أحد عناصر الجيش الليبي بشكل رسمي- ويعتبر الممثل العسكري لحكومة عبدالله الثني المنتخب من البرلمان الليبي ،وقدمت لهم الدعم اللازم دبلوماسيًا وسياسيًا من خلال تبني موقفهم واستضافة قياداتهم علي الأراضي المصرية ، وهو ما تعتبره الجماعات "المؤدلجة دينيًا" في ليبيا موقف عدائي فتحاول إحداث الاضطرابات والبلبلة داخل الشارع المصري وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد من خلال عمليات الاختطاف معتقدين أن هذه العلميات سيكون لها انعكاس داخل الشارع المصري لتأليب الشعب علي النظام _وهو ما أكده النائب البرلماني لبوابة الأهرام- وعندما فشلوا في ذلك هم الآن يلعبون على وتر الفتنة الطائفية من خلال اختطاف الأقباط. ويؤكد ضو المنصوري عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي ل"بوابة الأهرام" إن عمليات اختطاف المصريين في ليبيا بسبب تقييم المختطفين من جماعات فجر ليبيا وأنصارها للمصريين المقيمين هناك علي أنهم مؤيدين للجيش الليبي ويعتقدون أن مصر تدعم الجيش الليبي ولذلك يستهدفون الحلقة الأضعف وهو المواطن المصري الذي يبحث عن العمل. وعن استهداف الأقباط قال المنصوري أن ميليشيات فجر ليبيا تقسم الناس علي أساس دار الحرب ودار السلم وعلى أساس عقيدتهم وبالتالي جاء استهداف الأقباط من قبل الجماعات المتطرفة الغير طبيعية وقالت مصادر سياسية ليبية إن الهدف من اختطاف المصريين في ليبيا هو الضغط على القاهرة اقتصاديا من خلال تصدير الخوف والرعب في نفوس المصريين مما يجعلهم مضطرين للعودة إلى مصر وبالتالي يتم حرمان القاهرة من العوائد المالية التي تحصل عليها من العمالة في الخارج ، وتوقعت المصادر أن ظاهرة اختطاف المصريين يمكن أن تتكرر في دول أخري بها عمالة مصرية كبيرة وبمساعدة بعض الدول الأوروبية ومنها بريطانيا وذلك في إطار حرب مخابراتية تستهدف الضغط علي القاهرة لإجبارها علي تعديل سياستها بشأن جماعة الإخوان واستيعابها داخل الحياة السياسية وقالت المصادر إن عدد المختطفين المصريين في ليبيا أكثر من 20 شخصًا وقد يصل العدد إلى 80 في العملية الأخيرة . وتبنت مصادر ليبية تحليلا أخر لعملية اختطاف المصريين في ليبيا مؤكدين أن السبب وراء عمليات الاختطاف هي مافيا تهريب العمالة داخل ليبيا من أجل الابتزاز المادي –لاسيما- أن الخاطفين يستولون علي جوازات المخطوفين ويتركوهم يلاقوا مصيرهم. ويري محللون أن هناك عمليات اختطاف تحدث للمصريين في مناطق بعيدة عن سيطرة التنظيمات المؤدلجة دينيا كما حدث في السابق مع السائقين المصريين وتم الإفراج عنهم بعد تدخل القبائل الليبية التي تلعب دور مهم جدًا في مستقبل ليبيا ويعول عليها المجتمع الدولي كثيرا في حل كثير من المشاكل. وكان عادل الفايدي رئيس لجنة المصالحة الوطنية الليبية قد أكد في وقت سابق ل"بوابة الأهرام" أن القبائل التي تقوم بعمليات الاحتجاز تريد أن تلفت انتباه الدولة المصرية والليبية الي أن لديهم أبناء محتجزين في مصر ويريدون إيجاد مخرج لهذا . في كل الأحوال فليبيا تمثل صداعًا في رأس النظام المصري -لاسيما- أنها أحد أهم دول الجوار التي تعتبر امتدادا للأمن القومي المصري ويسهل اختراق الدولة المصرية من الجانب الليبي نظرًا لطبيعة المنطقة وامتداد الصحراء لمساحات واسعة بشكل يجعل الجماعات المسلحة أكثر تنظيما وقدرة علي إزعاج النظام .