أ.د. أحمد فرج أحمد فرج أستاذ الجراحة العامة – قصر العيني من البديهي أن يثور تساؤل عن سبب تسمية هذه المقالات باسم بحور وشطئآن؟ والسبب أن كل منا منذ وعيه علي الدنيا خاصة في المرحلة الثانوية أو الجامعية يبحر في بحار الحياة المتلاطمة الأمواج بالقضايا والتوجهات الفكرية والفلسفية والدينية والعلمية والمجتمعية. ومثله مثل السفن يحتاج الي شواطئ العقل ليتزود كل حين وآخر بما يجعله يستطيع الابحار في هذه البحار اللجية بأمان وثقة. سأحاول أن أطرق كل أو جل ما جال في ذهني من أسئلة ومعضلات لا حدود لها مثل أسئلة عن لم وجدنا في هذه الحياة؟ وماذا نريد أن نحقق فيها؟ وما هي معايير النجاح؟ ومعضلات العلاقات الانسانية والمجتمعية وعلاقة الدين والعلم و معضلات السياسة والاقتصاد والمناهج العلمية في التفكير ولماذا تخلف العرب ولماذا تقدم الغرب ومقومات الاداء الانساني والمنهج العلمي وخاصة الطبي وعلاقته بحل الأمراض المجتمعية والمستجدات السياسة والمجتمعية التي تحدث في مصر والعالم هذه الأيام. وأقترح قبل أن نبدأ بالابحار في محيطات السياسة والاجتماع والعلم دعونا نتزود من شواطئ العقل بسؤال: هل يمكن للمنهجية العلمية الطبية أن تساعدنا علي تشخيص وعلاج الأمراض المجتمعية والمشاكل السياسية؟ بناء الدولة: لماذا قامت انهارت الجمهورية الأولي في مصر وكيفية بناء الدولة الحديثة (رؤية شخصية) لقد واجهت نفسي بهذا السؤال بل واجهني به أحد الزملاء عندما كنا نتحدث عن المشاكل المتعددة في الاقتصاد والتعليم والصحة والتعليم والسياسة والصناعة بل في كل مجال نتطرق اليه شاملا الأخلاق وغياب الوازع الديني وسألني أين طرف الخيط السحري الذي سنبدأ به لحل هذه المشاكل المتشابكة؟ ففي المنهجية الطبية نتساءل هل هذه المشاكل المتعددة هي أمراض متعددة يجب علاج كل منها علي حده أم أعراض لمرض واحد علينا تشخيصه ثم علاجه بما يؤدي الي اختفاء هذه الأعراض أو علي الأقل سهولة شفاءها بأدوية بسيطة باذن الله. يميل الطب الي الرأي الأخير ولذا أعتقد أن ما نعاني منه من المشاكل المتعددة هي أعراض متعدده لمرض واحد فما هو وما هو السبيل الي علاجه؟ أما كيف نختبر صحة هذا الطرح ففي اعتقادي أن أي طرح فلسفي أو علمي يجب اختباره من عدة طرق مثل تفسير الأحداث التاريخية والمعاصرة وفك الاشتباك بين الآراء المختلفة وموافقته للدين والأخلاق والمبادئ ومنها الحفاظ علي النفس والعقل والمال والعرض والدين وهي مقاصد الشريعة الخمس وجلب المنافع ودرء المفاسد وموافقته للعلم الحديث في جملة واحدة غير مجزأه.