تناول فقه الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك منذ فترة موضوعات مهمة متعددة وكان أحدها (ادارة العقل البشري)، ولقد تحدث عنه الاستاذ الدكتور جلال النعيمي نائب رئيس الاكاديمية وعميد كلية الادارة بها، وذلك في مؤتمر بالقاهرة في نهاية العام 2006 كان هذا الموضوع محل جذب كبير في الحقيقة لكونه من الموضوعات ذات العلاقة بالحوسبة والرقمية (تكنولوجيا المعلومات). وهذه العلاقة تبرز في واقعة ابتكار العقل الآلي/ الحاسوب. فقد وضعت منهجية الحاسوب علي أساس النموذج المثالي للعقل البشري. ولكن في ذات الوقت كانت المشكلة في وضع هذه المنهجية أنه لم يكن هناك نموذج مثالي للعقل البشري، وانعكس ذات الامر علي منهجية الحاسوب ولزوم تطوير قدراته، وأصبح من اللازم النظر في ادارة العقل الآلي كما هو الشأن في ضرورة النظر (او اعادة النظر في الحقيقة) في ادارة العقل البشري. إن اثارة موضوع ادارة العقل البشري من الموضوعات الحاسمة وهو يمثل قاعدة مستقبلية كشف فقه الادارة العربي عن امكانيات هائلة للتعامل معها علي المستوي الاكاديمي. فهي منطقة خطرة قد تؤدي الي كوارث اذا تولاها غير المختصين او صدرت بشأنها توصيات لا تعبر سوي عن اتجاهات تقليدية وسط خضم التطورات الهائلة في علم الادارة. فمن الموضوعات التي تتأثر بمسألة ادارة العقل البشري هي منطقة الحكومة الالكترونية ومسائل التجارة الالكترونية والتعاملات الحكومية الالكترونية كنظم الشراء الالكتروني والمحاسبة الحكومية الالكترونية.. الخ. فموضوع ادارة العقل البشري يجب ان يؤخذ من قبل المتخصصين لأن مسئوليته ضخمة. وحتي لا نقع في مأزق التدريب غير المستقر او التدريب الخاطيء.. فهو مهمة تكاد تكون مستحيلة في ظل عدم وجود تيار مدرسي يصلح لكي يكون أساسا أكاديميا لهذا الموضوع. ومثل هذه النظرة- ليست تشاؤمية بقدر ما هي تحفيزية للاكاديميين العرب بضرورة الاخذ في الاعتبار منطق ادارة العقل البشري وكيفية التطوير ومدي الحاجة اليه ومنطق التعامل مع التطوير...الخ كل ذلك وفق رؤية منهجية مسئولة تأخذ في الاعتبار انه كلما كان الأساس منطقيا كانت النتائج أكثر منطقية بحيث تكون هناك حلول لكثير من المعضلات في العالم العربي.. أقصد بالطبع معضلات تحسين نظم الادارة العربية. وهي المعضلة التي لم تحل حتي الآن.