افتتح د.عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام معرض الفنان التشكيلي الكبير عمر النجدي بجاليري المشربية بالدقي. ويضم المعر ض35 لوحة للفنان تعبر عن مراحل مختلفة من حياته واعماله الحديثة في2008 و2009. يؤكد فيها مدي تأثره بالأصالة والتراث الشعبي المصري التي مزجها بإحساسه وأسلوبه المميز. ويعتبر عمر النجدي واحدا من أبرز فناني مصر والشرق الأوسط وهو الفنان العربي الوحيد الذي يملك متحفا لأعماله في باريس. وحينما يتعمق المرء إلي عالم عمر النجدي, سيجد نفسه في عالم شديد التناقض وشديد التناسق في ذات الوقت, عالم متعدد الألوان والأبعاد والأشكال. قد يتوه المرء فيه بعض الوقت, ولكن تيهه لن يطول لأنه سيكتشف الوحدة الكامنة وراء التعدد. سيكشف علي سبيل المثال تكرار بعض الأشكال وكيفية تداخل الألوان ووحدة الموضوعات. لكن أهم الاكتشافات هي إدراكه أن العنصر الإنساني هو العنصر الغالب وربما الوحيد في أعماله. فهمها بلغت درجة التجريد في لوحاته, ومهما تناقضت الألوان أو تزايدت أو تداخلت, يظل الوجه الإنساني هناك, في شموخه وسموه وتألقه وفرحه وحزنه. وعندما يرسم رجل وامرأة نجد نوعا من الحميمية الصامتة. ومصادر فن النجدي متعددة مركبة, فقد استفاد من الفن الآشوري البابلي, والأيقونات المسيحية, ووجوه الفيوم المتميزة, والفن الفلكلوري المصري. ففي طريقة توظيفه للألوان, نجد في بعض اللوحات قد يستخدم ألوانا هادئة بل وقد يوظف الفراغ, ولكن في لوحات أخري تتفجر الألوان كالبركان. ويظهر التباين الخلاق في لوحاته التي يستخدم فيها خطا أسود واحدا يجمع شتات اللوحة وتفاصيلها العديدة, وذلك في مقابل التفجر اللوني الذي نجده في لوحاته عن الفصول الأربعة, وبالذات عندما يعبر عن الصيف, والتي يظهر فيها الوجه الإنساني بعيونه المتسعة المليئة بشهوة الحياة, ولكن كل هذا يغطيه فيض من الألوان الجميلة. ولعل هذا الفنان الذي يعرف أصول صنعته أدرك ذلك, ولذا نجده قد قسم الألوان إلي أقسام تأخذ شكل مربعات ودوائر, لكل منها لونه الخاص وشخصيته الخاصة لكنها كلها تمتزج لتخلق تعددا لونيا داخل الوحدة, ووحدة تحيط بالتعدد اللوني. وهو من مواليد1931 م بالقاهرة.. تعود جذور عائلته الي احدي قبائل نجد بالمملكة العربية السعودية والتي هاجرت الي مصر, وأنهي دراسته الأكاديمية في الفنون الجميلة في القاهرة عام1935, والفنون التطبيقية عام1957, وأكاديمية الفنون الجميلة فيينا( إيطاليا) عام1963, وأكاديمية رافينا( ايطاليا) في فن الموزاييك العام.1964 وهو استاذ ورئيس قسم التصميم الداخلي والاثاث بكلية الفنون التطبيقية سابقا. وعمر النجدي يملك المهارة بالرسم بمختلف الوسائط ولعله من اوائل من استخدموا خامة الرمل فوق الاسطح القماشية.. ينحت في الحديد والخشب والصلصال.. يحفر علي الزنك والحجر والشاشة الحريرية.. وله أشغال في السيراميك والخزف.. واقتحم عالم الفسيفساء الطبيعية.. وفضلا عن ذلك فهو يبدع اللوحة الجدارية وينفذ التمثال الميداني.. من بين الموضوعات التي اهتم بها في إبداعه الموضوعات التي تمثل مظاهر الحياة الشعبية والمظاهر الدينية, والموضوعات القومية والوطنية, وفي مجال المظاهر الدينية, إستلهم موضوعات من العمارة الإسلامية, والأيات القرآنية التي أبدع من خلالها مئات اللوحات, التي تؤكد موهبته في التشكيل والتنوع من خلال الحروف العربية, في عمل لوحات فنية تتوافر لها كل الأبعاد في التشكيل والمنظور, والظل والنور, والتي تعكس الجو الروحاني علي هذه الأعمال. من هذه اللوحات إستخدامه للفظ الجلالة, في تشكيل اللوحة الواحدة, من هذه اللوحات تجسيد لفظ الجلالة البناء المعماري للكعبة. ويقول عمر النجدي: بالنسبة لي أعتبر الأسرة الريفية موضوعي الأساسي, والمرأة بشكل أكبر, فأنا أعيش في زمن ومكان محددين, وأتعامل مع التناقضات المكتملة, الليل والنهار, الظلمة والنور, السالب والموجب. والمكان عندي هو البشر والكائنات الحية. وضمن تأملاتي التي اشتغلت عليها منذ الخمسينيات أنني أرسم موضوعا متكاملا دفعة واحدة. ويفسر النجدي ميله إلي الأعمال الكبيرة الحجم بأن الحجم له دور في التعبير, فاللوحة الصغيرة لها دورها وجمالياتها وأصولها الكبيرة لها دور آخر, ففي لوحة كبيرة أستطيع أن أضع الأمة العربية في صور مختلفة, ففي لوحة من لوحاتي الكبيرة هناك امرأة عارية وبشعة بحيث لا تثير أي مشاعر جنسية, وفي اللوحة طفل يبدو كهلا ويحمل العلم الاحمر, إضافة إلي قفص مكسر وبجانبه حمام لا يطير دلالة السلام الزائف. في اوائل الستينيات نجد ان نقاد الفن البريطانيين والايطاليين قد وجدوا في عمر القوة الدافعة في عصر نهضة الفن الشرق أوسطي.. كما وجدوا فيه ايضا المستكشف الذي يقدم تفسيرا معاصرا لقيم قديمة ورموز هذا الجزء من العالم.. وقد كتب عن اعماله اعظم نقاد العالم منهم الناقد العالمي هيربرت ريد, جورج دي كيركو سير إريك نيوتن, فيكتور رينيكار, حسن بيكار.. وله مقتنيات في الكثير من المتاحف والمنظمات الفنية والمؤسسات الخاصة وبصفة اساسية في ايطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا وأمريكا واليابان وكوريا الجنوبية.. واقام معارضه الخاصة في معظم دول العالم منها. عرض خاص في فينيسيا عام1961, وفي ستينا جاليري بروما وفي بانج برجرز جاليري ماستريخت بهولندا وفي سركل جاليري بلندن عام1969, وبداكار عام1966 وبمعهد العالم العربي بباريس1995 م وبجاليري بودت هون فاير وبجاليري بوديه لوهافر بفرنسا. وشارك مع26 فنانا عالميا من بينهم مونيه وبيكاسو وسلفادور دالي عام1961 مبسارينيا بايطاليا. وقد حصل عمر النجدي علي العديد من الجوائز الهامة منها: الجائزة الاولي في بينالي الاسكندرية عام1968 وجائزتان في الحفر للمعرض السنوي العام بفينيسيا, والجائزة الاولي في النحت في صالون القاهرة عام1970 م وله مؤلفات في مجال الفنون التشكيلية منها: أبجدية التصميم عام1996 وصدر عنه كتاب خاص باسم الفنان عمر النجدي عن مؤسسة راسكن للنقد الفني بمدينة فينيسيا بإيطاليا1961, وفي سلسلة وصف مصر عن الهيئة العامة للاستعلامات1993, و كون جمعية باسم فسيفساء الجبل, وهو رائد هذه الجمعية.. وتعتبر الوحيدة التي يعتمد عليها في مصر لفن الموزاييك المحلي1964:1965.