عندما يعلن الرئيس المؤقت عدلي منصور أنه سيكون لمصر بعد شهرين ونصف الشهر رئيس "منتخب" يتوق الناس إلى سماع إسم المشير عبد الفتاح السيسى بعد أن طال إنتظار الشعب المصرى لخبر إعلان المشير ترشحه لرئاسة البلاد بعد أن أولاه ثقته الكاملة أملا فى أن يكون المنقذ الذى سيتمكن من إنتشال مصر من عثرتها والخروج بها من هذا النفق المظلم لتضع قدميها على الطريق الصحيح وذلك بعد أن اصبح السيسي الرجل الأكثر شعبية في مصر وتحول إلى رمز للوطنية ورأى فيه الشعب القائد القوي القادر على إعادة الاستقرار إلى البلاد بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات التي لحقت بثورة 2011 التي اطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك ومن بعده عزلت الرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى. وعلى الرغم من أن كل التوقعات تصب فى خانة السيسى كرئيس للبلاد بعد إتفاق الرأى العام على ترشحه بإعتباره الأنسب والأقدر على قيادة مصر فى هذه المرحلة الصعبة وعدم إخفاء المشير رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة إلا أنه لم يعلن حتى اللحظة عن ترشحه رسميا وإن كانت كل الدلائل تشير إلى ان الإعلان سيتم خلال أيام وبعد أن يتم ترتيب الأوضاع داخل القوات المسلحة وحتى يتمكن من إتمام عملية تسليم الملفات لمن سيخلفه ليستقيل بعدها ويعلن ترشحه إلا أن هناك من يرفض ذلك ويتخوف من أن يجلس على كرسى الحكم فى المرحلة القادمة شخصية عسكرية بحجة أن هذا نابع من تجارب الرؤساء السابقين من خلفية عسكرية وبأن ذلك يأتى حرصا على الطبيعة المدنية للبلاد وأنهم لذلك سيؤيدون المرشح المنافس الناشط اليساري حمدين صباحى الذي يقدم نفسه باعتباره رجل لثورة وهذا حقهم فى ظل المسار الديمقراطى الذى إختارت مصر السير فيه بخطوات ثابتة بعد ثورة 30 يونيو وعلى الشعب أن يختار من يرى أنه الأقدر والأصلح لقيادة البلاد. ومن الغريب أن السيسى الذى لم يتطرق ولوبكلمة واحدة ضد أى مرشح ولم يعلن حتى ترشحه يتعرض لحملة ظالمة من الآخرين ومنهم صباحى الذى لايفوت فرصة إلا ويعلن فيها أنه الأجدر والأنسب والأقرب للفقراء وللثورة والثوار بل ويطالب السيسى بعدم الترشح للمنصب بل ويعلن أنه إذا ماتم إنتخابه رئيس سيحتفظ بالسيسى وزيرا للدفاع ومؤخرا قال إن لديه شكوكا في أن يتمكن قائد الجيش من إحلال الديمقراطية إذا انتخب للمنصب مشيرا إلى ما قال إنها انتهاكات حقوقية وقعت منذ أعلن السيسي عزل الرئيس محمد مرسي في يوليوالماضى. وأرى ومعى غالبية الشعب المصرى أن فرص أي مرشح في مواجهة السيسي لن تكون كافية لتولي أعلى منصب في البلاد خاصة فى هذه المرحلة الصعبة التى تواجه فيها مصر إرهابا منظما مدعوما من الداخل والخارج و بصرف النظرعن خلفيته العسكرية حيث مازال المشير يتمتع بشعبية كاسحة تقترب من الإجماع وهو ما أقر به صباخى نفسه الذى توقع فوز السيسي وقال" أعتقد فرصي أكبر في معركة أصعب".