ازدادت تصريحات السباق الرئاسي خلال الأيام الأخيرة سخونة، بعد إعلان مؤسسة الرئاسة عن طرح مشروع قانون انتخاباتها للحوار المجتمعي، إذ حسم البعض موقفه مبكراً في انتطار فتح باب الترشح رسمياً، و في المقدمة يأتي الأستاذ خالد علي المحامي والمرشح الرئاسي السابق علي رأس القائمة، ذلك في الوقت الذي تناقلت فيه الأخبار نية الفريق أول سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق للترشح بحسب تصريحات خالد العدوي، المنسق العام لحملة "كن رئيسي"، لدعم ترشح الفريق أول سامي عنان، وقوله : "قضي الأمر فيما يتعلق بترشح عنان لرئاسة الجمهورية". في المقابل تذبذب موقف آخرين، وأهمهم الأستاذ حمدين صباحي انتظاراً - وحسبما نشرت المسائية أمس- للتعرف علي موقف المشير عبد الفتاح السيسي المرشح المحتمل والرئيسي تجاه نظامي مبارك ومرسي وضمان عدم عودة أنصارهما إلي الحياة السياسية في عهده حفاظاً علي مكتسبات 25 يناير و30 يونيه، بما يجعله يحسم قراره بالتراجع بالمرة عن الفكرة، خاصة مع تصريحاته الأخيرة بأنه لا يريد وقوع انقسام بين مؤيدي الجيش ومؤيدي الثورة، وإما سيصر صباحي علي دخول المعركة الانتخابية، وهو فيما أري هنا سيضع حجر الأساس لنهاية تاريخه السياسي بخسارة مضمونة مقدماً خاصة وأن قيادات " التيار الشعبي" وشبابه - حسبما نشرت المصريون- تدعم المشير عبد الفتاح السيسي. من الملاحظ أن ظهور القيادات العسكرية في مشهد الانتخابات الرئاسية الحالي، قد فرض نفسه علي المزاج الشعبي المصري العام، وأصبح الحديث فيه وعنه علي خلفية الانتخابات الرئاسية أمراً عادياً ، رغم أن ثورة 25 يناير كانت قد حرمت عودته حين رفعت الميادين في حينه شعار" يسقط حكم العسكر" بصرف النظر عن الجماعة أو الحركة التي صاغته علي خلفية الواقع المؤلم الذي تجرع الشعب مرارة حكم قياداته عقودا فاسدة مضت، غير انه وحين جلب الحكم "المدني" الذي تاق إليه الشعب طويلا، كثيرا من المهالك علي مصر خلال عام مضطرب مضي تحت إمرة الإخوان المسلمين ، فيما كان ينتظرها أكثر، أدناه نشوب حرب أهلية في الداخل، قبل تقسيم مصر وإخضاعها صيداً سهلاً وثميناً للتدخلات الخارجية، فقد كان تدخل القوات المسلحة ويقظة قادتها تحت لواء الفريق عبد الفتاح السيسي في هذا التوقيت الحرج، داعماً مهماً لإنقاذ إرادة الشعب وثورته في 30 يونيه، بعد أن نجح في إسقاط حكم المرشد معلناً نهاية نظامه واستعادة مصر لوعيها وريادتها. من المؤكد أن 30 يونيه أحدثت نقلة نوعية في المزاج المصري العام لصالح رموز الجيش المصري، وحتي كتابة هذه السطور، علي حساب المرشحين " المدنيين" في انتخابات الرئاسة، وهو ما جعل سباق المنافسة بين برامج المرشحين المحتملين من ذوي الخلفية العسكرية-عنان والسيسي - يحمل تقديراً مسبقاً لكليهما لدي رجل الشارع حال الإعلان رسمياً عن الترشح، وإذا كان عنان سيعتمد في حملته الانتخابية والتي تحمل عنوان " كن رئيسي" - حسب ما وصفه منسقها العام- علي خطط وملفات ستهزم جميع المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات أمامه، فإن المشير السيسي سيعتمد علي مصداقية شعبية كاسحة ومجربة خرجت عقب الاستفتاء علي دستور 2014 تطالبه بالترشح تحت عنوان " كمل جميلك" ، سبقتها حملة" السيسي رئيسي"، وقبلهما وهو الأهم تفويض علي بياض بحماية أمن مصر ضد الإرهاب، وهو ما سيلقي علي كاهله عبئاً ثقيلاً حين يترجم هذه الثقة إلي برنامج انتخابي يضمن علي الأرض نهضة مصر الجديدة من ناحية، ثم حسن ظن المزاج الشعبي العام به، وأظنه قادراً. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.