كل عام وأنتم بخير لم يبق إلا يومان وتتساقط كل أوراق شجرة 2013 لينتهى معها عام كان الأصعب فى حياة كل المصريين ولا أبالغ إذا قلت فى تاريخها الحديث.. لاأريد أن أعيد تصفحه حتى لا أتكىء جراحاً قد أختفت وأخرى تتداوى وأرجو ألا يطول وقتها.. لكن دعونا ننظر إلى القادم بالتفاؤل رافعين إيدينا تضرعاً لله بأن يكون أيامه برداً وسلاماً على المصريين وأن يعوضهم عن ماضى كانت أوقاته نزفاً وطرحاً وسلباً من وطن حباه الله بالذكر ستة مرات فى القرآن الكريم إنها مصر المحروسة بإذن الله. إلا أننى عندما أنظر إلى العام الجديد لا أذهب إلى المنجمين الذين يكذبون حتى ولو صدفوا أو قارئى الطالع أو ضاربى الودع ولكن تعودت أن أستقرأه من الواقع وبمنطق الأشياء.. فالتاريخ متصل والمعطيات الموجودة على الأرض هى التى توصلنا إلى نتائح نعم قد لا تقودنا إلى الحقيقة الكاملة إلا أنها على الأقل تعطينا مؤشرات مهمة ولا دلالة لما هو قادم.. إذا قرأنا الواقع بإختصار وببساطة سنجده على المستويين الأقتصادى والسياسى صعباً للغاية.. فلو بدأنا اقتصادياً سنكشف أزمة حادة.. عجز الموازنة يتصاعد تتحدث الأرقام أنه يقترب من 200 مليار جنيه وهو رقم ليس صعباً بل مخيفاً لو أدركنا تأثيرات ذلك على حياتنا من ناحية التضخم فى الأسعار وعدم أستقرار العملة الوطنية »الجنيه« وزيادة الدين المحلى الذى يتجاوز حالياً 1,8 تريليون جنيه وديون خارجية قافت أخر رقم معلن 44 مليار دولار. كل هذا قد يكون غير مؤثر إذا كنا ندرك ذلك وبدأنا ندير عجلة الإنتاج مرة أخرى بنفس المعدلات السابقة قبل ثورة يناير وأن تتوقف المطالب الفئوية وأحتجاجاتها بزيادة المرتبات وتنتهى المظاهرات الإخوانية ويخيم الأمن والاستقرار على البلاد وفى هذه الحالة سترجع حركة السياحة إلى ماكانت عليه حيث كان آخر حصيلتها فى عام 2011 ما يقرب من 13 مليار دولار.. قد قصدت أن أتحدث عن الناحية السياسية بعد »الاقتصادية« لما أراه بأنها هى القادرة القادة على قيادة الاقتصاد وإعادته إلى حركته الطبيعية ومعدلاته السابقة واكثر.. فى عام 2014 علينا أن ننظر إليه بتفاؤل كما قلت من قبل لأننا نتوقع فيه ان ندشن الأستقرار بداية بالاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات الرئاسية أولاً فكما هو واضح عبر مناقشات الرئيس منصور مع قوى المجتمع يتبعها ذلك أنتخابات البرلمان.. أعتقد أن ذلك سيسمح بإعادة الثقة فى الدولة المصرية خارجياً مرة أخرى وفى نفس الوقت سيؤدى إلى حالة من الاستقرار يطمح إليها كل المصريين.. على ان يقوم رئيس الدولة الجديد بإصلاح ما أفسدته المرحلة الانتقالية فى أركان الدولة لنبدأ السير فى طريق الديمقراطية الحقيقية التى يسعى إليها الجميع والتى من أجلها اسيلت الدماء وسقط الشهداء وعشنا أياماً أسود من قرون الحروب.. فلنتفائل بالقادم فهو الأفضل بإذن الله.