الشخير العالى مرتبط بالإصابة بتصلب الشريان محيط مروة رزق الشخير .. عرض يصيب ملايين الناس حول العالم، مسبباً مشاكل في التنفس، وأضرار أعظمها الوفاة بالاختناق الناتج عن انقطاع التنفس أثناء النوم، وأقلها المشاكل التي تلحق بالحياة الزوجية. وتعد ظاهرة الشخير من الظواهر المنتشرة في عالمنا العربي، وفي جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من خطورتها ؛ نجد الأبحاث والدراسات المهتمة بهذا الجانب قليلة للغاية ؛ حيث نجد قصوراً شديداً بالنسبة للموضوعات المتعلقة بطب النوم. فبعد انتشار داء انسداد الشرايين، أرجع العديد من الأطباء هذا المرض لأسباب مختلفة متجاهلين أن الشخير قد يكون أحد أسباب الإصابة، مؤكدين أن انسداد ممرات الهواء المتقطع أثناء النوم يمكن أن يتطور إلى انسداد كامل لعدة دقائق ومن ثم يؤدى إلى الاختناق. وقد كشفت دراسة حديثة عن وجود ارتباط بين انتشار "الشخير العالي" أثناء النوم عند الأفراد، وارتفاع معدلات حدوث تصلب الشريان السباتى فيما بينهم. وأوضح الدكتور شارون لي الأستاذ المشارك ومدير مركز لوديج إنجل لبحوث الجهاز التنفسي، أن الأشخاص الذين يشخرون عالياً، قد يكونون مهددين بحدوث تصلب فى الشريان السباتي، والذى يمكن أن يؤدى بدوره إلى الإصابة بالجلطة. وقام فريق من الأكاديمية الأمريكية لطب النوم دراسة على مجموعة تألفت من 110 أشخاص، تراوحت أعمارهم ما بين 45- 80عاماً، وقد أخضعوا جميعاً لفحوص فى مختبرات خاصة بدراسات النوم، بعد أن تم توزيعهم إلى مجموعتين، الأولى جمعت الأشخاص الذين يشخرون أثناء النوم، والثانية لم يكن أفرادها ممن يشخرون. وأجريت للمشاركين فحوص تصوير شعاعية بواسطة الموجات فوق الصوتية للشريان السباتى والشريان الفخذي، وتم تقييم كل حالة فيما يختص بعوامل الخطورة للإصابات القلبية وتصلب الشرايين. وأوضحت الدراسة أن معدلات الإصابة بتصلب الشريان السباتي الذى يغذى منطقة الرأس والعنق ارتفعت بين الأفراد الذين يشخرون بدرجة بسيطة أثناء النوم لتصل إلى 20 فى المائة، فيما تزايدت تلك النسبة لتبلغ 64 فى المائة، عند من كان شخيرهم عالياً. يذكر أن عادة الشخير تنتشر بين البالغين الذكور بشكل أكبر مما هو بين الإناث، حيث تبلغ نسبة من يشخرون عند الذكور 40 فى المائة، فيما تصل نسبة الحالات المناظرة بين الإناث إلى 24فى المائة، وذلك وفقاً لأرقام الأكاديمية الأمريكية لطب النوم. الشخير يسبب العجز الجنسي إذا كان من الأشياء الشائعة عن الشخير أنه يزعج المحيطين بالشخص النائم، إلا أن الطب الحديث أثبت أن الإزعاج - بل والخطورة - تعود على الشخص الشاخر أولاً؛ حيث يتعرض للعديد من المتاعب سنحاول توضيحها في السطور القادمة .. فقد كشف باحثون من خلال دراسة لهم أن الذين يعانون الشخير يعانون من ضعف الرغبة الجنسية، ومن الضعف الجنسي أكثر من غيرهم، فحوالي 50% من المعانين من اضطراب النوم بسبب الشخير يعانون في ذات الوقت من الضعف الجنسي. وأظهر الباحثون أن الشخير يؤثر على القدرة الجنسية للرجال أكثر مما يؤثر على القدرة الجنسية للنساء، وغالباً ما يعانى الرجال البدناء من الشخير. ويؤثر على دماغ للأطفال أكدت دراسة أمريكية حديثة أن شخير الأطفال يؤثر على نمو الدماغ وأدائه لوظائفه، مؤكدة أن الأطفال الذين يعانون من الشخير حصلوا علي مستويات أقل من المجموعة الأخري في جميع الاختبارات التي اجريت، إلا أن نتائجهم كانت ضمن الحد الطبيعي وكانت أهم الأشياء التي انخفضت فيها قدرات الأطفال الذين يعانون من الشخير هي المهارات اللغوية واختبارات الذكاء. أما العلاقة بين الشخير اثناء النوم والنمو النفسي والعقلي فربما تكون بسبب قلة كمية الأكسجين التي يستهلكها الجسم أثناء النوم في حالة الشخير مقارنة بالحالة الطبيعية مما يؤثر علي نمو الدماغ وأدائه لوظائفه. ويرفع الضغط وتوصلت دراسة حديثة إلى أن الشخير العالي يرفع ضغط الدم ويجعل الإنسان يتقلب بالفراش وهو يغالب النعاس دون أن يتمكن من النوم. وأكد باحثون بريطانيون أن العلاقة بين ضجيج الشخير وأمراض القلب والدورة الدموية أصبحت واضحة، مشيرين إلى أن الشخير لا يزعج الآخرين فحسب، إنما يخرش بلعوم الشاخر ويعرقل مرور الهواء إلى رئتيه. وأشار العلماء إلى أن الدراسة التي أجروها على 140شخصاً تقع منازلهم قرب مطارهيثرو وقرب 3 مطارات رئيسية أخرى بالمملكة المتحدة، حيث تبين لهم أن ارتفاع ضغط دمهم ارتفع في كل مرة سمعوا اصواتاً عالية. وكشفت الدراسة أن انقطاع الهواء في فترات خاطفة متقطعة في الليلة الواحدة عند الشاخر يؤدي إلى زيادة نبض القلب وارتفاع ضغط الدم وتشنج عضلات الجسم، ويترافق ذلك مع انخفاض ملحوظ في أوكسجين الدم، لذلك يزداد شعور الشاخر بالتعب يوماً بعد يوم، ويفقد القدرة على التركيز بالتدريج، ويزداد ميله للكآبة، ويضطرب نبض القلب عندهم ويرتفع ضغط الدم في أوعيتهم الدموية، والنتيجة على المدى البعيد، كما تشير الإحصائيات، هي أمراض القلب والجلطة القلبية والعقم. محاولات لعلاج الشخير ولحل هذه المشكلة، توصل أطباء ألمان إلى علاج فريد من نوعه لظاهرة الشخير التي ترهق الملايين في العالم. وتعتمد الطريقة على وضع اللسان في وضع معين وجعله يسلط ضغطا على منطقة البلعوم والحنجرة ويوقف بالتالي آلية حصول الشخير. وتحدث الأطباء عن لوح بلاستيكي صغير يوضع في الفم ويجعل اللسان يتخذ موقعا خاصا في الفم بعد إطباق الفم وضم الشفتين معا. ويفترض بالطبع أن يتدرب الإنسان على وضع هذا الجسم الغريب في فمه ومن ثم التخلص من الآثار النفسية التي قد تطرأ عن وضعه بين الأسنان خلال فترة التدريب عليه. كما أنتجت شركة عالمية للأبحاث العلمية حبة تتيح لبعض الذين يعانون من الشخير المزمن النوم العميق خلال الليل والتوقف عن إزعاج شريك العمر وعدم إقلاق راحته. وأشارت شركة BTG إلى أن الحبة التى يرمز إليها اختصاراً باسم "BGC20-0166" هى مزيج من دوائين معروفين يؤثران على مناطق معينة فى الدماغ لها علاقة بعضلات مجارى التنفس والهواء. وقد أعطيت الحبة الجديدة ل 39 شخصاً لمدة 28 يوماً لمعرفة تأثيرها عليهم، حيث تبين بأن 3 من بين 10 ممن تناولوها انخفض لديهم الشخير بنسبة 50%، مضيفة بأنه لم يكن لها أى آثار جانبيةً. ومن جانبه، أوضح توماس روث مدير مركز أبحاث اضطرابات النوم فى مستشفى هنرى فورد فى ديترويت، أن نتائج هذه الدراسة تظهر أنه بإمكان هذا الدواء خفض الإصابة بالتوقف الفجائى للتنفس خلال النوم لدى بعض المرضى. وتشير إحصاءات إلى أن رجلاًً من بين 20 و امرأة واحدة من بين خمسين ممن هم فى منتصف العمر فى بريطانيا يعانون من الشخير القوى خلال النوم بسبب الضيق فى ممرات التنفس.