أتاتورك وموقع يوتيوب .. علاقة لا تنتهي محيط: للمرة الثانية في غضون هذا العام والرابعة منذ إنطلاقه، قامت السلطات التركية بفرض الحظر على الدخول إلى موقع "يوتيوب" على شبكة الإنترنت، بعد اتهامات بالإساءة إلى مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. وأصدرت محكمة في أنقرة قراراً بحظر الموقع بعد بث مقطع فيديو يسيء إلى أتاتورك، والذي يعتبره القانون التركي، جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس أو الغرامة ولكون الموقع أجنبياً لا يخضع لقانون البلاد فإن قرار الحظر هو أقصى ما تستطيع السلطات اتخاذه. وتعد العلاقة بين السلطات التركية وموقع يوتيوب الشهير على الإنترنت دائماً ما يشوبها التوتر حيث دخلا في صراع بداية هذا العام بعد أن قررت الحكومة حجبه للمرة الثالثة بسبب لقطات تسيء إلى أتاتورك. وكُتب على صفحة الموقع للمستخدمين الأتراك الذين يحاولون الدخول عليه عبارة باللغتين الإنجليزية والتركية جاء فيها أنه تم حظر الموقع بموجب قرار صدر عن محكمة أنقرة في السابع عشر من يناير. وكانت محكمة تركية أخرى قد حظرت الموقع في مارس الماضي لمدة يومين وذلك للأسباب نفسها، وتم رفع الحظر بعد أن أزال الموقع تلك اللقطات التي تهين بطل الحرب التركي أتاتورك، الذي أسس تركيا على أنقاض الإمبراطورية العثمانية. وفي سبتمبر الماضي، قضت محكمة تركية بحظر عرض مجموعة من أفلام الفيديو الموجودة على موقع يوتيوب ومنع وصول متصفحي الإنترنت من تركيا إلى الموقع بكامله. وطلبت المحكمة من هيئة الاتصالات الوطنية التركية حجب الموقع وضمان عدم إمكانية الوصول إليه بعد أن قضت أن الموقع يحمل تسجيلاً يحقر أتاتورك وأردوغان وجول والجيش معاً، غير أن قرارها كان موضع انتقاد من قبل عدد من المنظمات الحقوقية. وكان في مقدمة المعترضين على القرار "منظمة مراسلون بلا حدود،" التي انتقدت حجب الموقع بالكامل بسبب بعض المشاهد ووصفت القرار بأنه "غير متجانس" كما حثت السلطات على إعادة النظر في القرار. وتركيا ليست الوحيدة التي قامت بحجب يوتيوب فتاريخ هذا الموقع ملئ بمثل هذه الحوادث ففي إيران منعت السلطات دخول مستخدمي الإنترنت إليه بسبب ما يعرضه من أفلام فيديو لجماعات المعارضة الإيرانية وكذلك أفراد معارضين للنظام. وفي تايلاند عرض شخص مجهول على موقع يوتيوب تسجيلاً ساخراً مدته 44 ثانية يضم صوراً لملك تايلاند بوميبون ادولياديج وعلى وجهه رسومات غير مهذبة، وكانت أكثر الصور إساءة للتايلانديين صورة للملك وعلى وجهه قدما امرأة، مما ترتب عليه قيام الحكومة بغلق الموقع إلى أن يتم رفع مثل هذه الصور. و الهند أيضاً لم تسلم من هجمات يوتيوب، ففى يناير العام الماضى قررت الحكومة الهندية أيضاً منع الدخول إلى الموقع بسبب فيديو يسئ إلى الزعيم الهندى مهاتما غاندي ويظهر فى الفيديو المثير للجدل شخصاً يبدو في ملابس "زعيم حركة التحرر الهندية" غاندي وهو يلجأ إلى العنف ويحمل بندقية آلية ويرقص طرباً على صوت الموسيقى. أما باكستان فقد حجبت الموقع بعد ظهور شريط فيديو يمتد على فترة عشرة دقائق حول القرآن الكريم والذي يعتبر "مسيئاً للدين" بشكل كبير. وأمرت سلطة الاتصالات الباكستانية مزودي خدمات الإنترنت بحجب موقع يوتيوب حتى إشعار آخر، بسبب محتويات شملت الرسوم الكارتونية التي تصور الرسول محمد والتي أغضبت العديد من المسلمين، إلا أن أحد التقارير أشارت إلى أن إعلاناً ترويجياً لفيلم من إنتاج عضو البرلمان الهولندي، جيرت وايلدرز، منشور على موقع يوتيوب، والذي يصور الإسلام بصورة سلبية ويصفه بالفاشية، هو سبب قرار حجب الموقع.