قالت مصادر حكومية مطلعة إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ينوي خلال الايام القليلة المقبلة طرح مبادرة جديدة لتعزيز مشروع المصالحة الوطنية الذي أعلنه قبل نحو سنتين ولم ترتق حصيلته الى تلك النتائج التي كان يطمح لها . وأشارت المصادر، في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، الاثنين ، إلى أن رئيس الوزراء ينوي انتهاز فرصة واسثمار التحسن الامني السائد في البلاد والاجواء الايجابية التي أعقبت انتخابات المجالس المحلية، وتحقيق ائتلاف دولة القانون بزعامته نصرا مهما فيها، لاحياء ذلك المشروع من جديد بمبادرات تؤدي الى استعياب المعارضين للعملية السياسية أو الذين لم يشاركوا فيها لاسباب مختلفة ودعوتهم للمساهمة في بناء وطنهم من جديد وقالت المصادر إن مبادرة المالكي ستنحصر في خطوتها الاولى على فصيلين مهمين من المعارضين هما البعثيين السابقين وكبار ضباط الجيش السابق الذين يقيمون حاليا في الاردن ومصر وسوريا والامارات العربية المتحدة، شرط ألا يكونوا "من الذين ارتكبوا الجرائم وتلطخت ايديهم بدماء الابرياء خلال عهد الرئيس المخلوع" صدام حسين وأكدت المصادر الحكومية إن "عددا من مستشاري المالكي أو مبعوثيه التقوا بعدد من ممثلي كبار البعثيين من جناحي عزت الدوري ومحمد يونس الاحمد وضباط كبار في الحرس الجمهوري السابق في الدول المشار اليها"، دون أن تذكر أسمائهم أو مناصبهم، و"أجروا معهم نقاشات مطولة واطلعوا على مطالبهم ورؤيتهم للعودة الى العراق والاندماج مرة أخرى في مؤسسات الدولة". ونوهت بأن المالكي يدرس تلك المقترحات ليرسم صورة للمبادرة التي سيعلنا كي تؤدي لنتائج ملموسة وتدعم الغرض الذي ستعلن من اجله، على حد تعبير المصادر وبشأن مصير قانون المسائلة والعدالة الذي سن كبديل لقانون اجتثاث البعث، قالت المصادر "إن رئيس الوزراء وجه بتفعيل القانون تمهيدا لعودة الاف البعثيين السابقين لوظائفهم، أما الذين لم تبرأ ساحتهم فانهم سيحالون الى القضاء الذي سيقول كلمته بحقهم". وكان المالكي قد دعا الى ضرورة التصالح مع من اضطروا للعمل مع النظام السابق وفتح صفحة جديدة لتجيمع الطاقات وتوحيد الكلمة لسد الثغرات التي قد يتسلل من خلالها أعداء العراق. وأضاف خلال حضوره تجمعا عشائريا بفندق الرشيد في بغداد، الجمعة الماضية "إن العراق بحاجة دائمة الى المصالحة على الاسس الوطنية لانها قضية مهمة في معادلة الاستقرار، والمبدأ الذي نعتمده في ذلك هو مركب العدالة والمساواة الذي يوصلنا الى بر النجاة". وخلص إلى القول "علينا تعميق الشراكة وعدم السماح بأن يكون هناك عراقيون من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الممتازة، بل نريد أن تكون الدرجة هي العراق ولكل العراقيين، وأن نعمق الهم الوطني ونقدمه على الهم الذاتي".