في ذكري 30 يونيو.. القوات المسلحة توجه رسالة للرئيس السيسي    رئيس جامعة طنطا يتسلم شهادة إدراج الجامعة في تصنيف QS للعام 2025    لطلاب الشهادة الإعدادية| تنسيق القبول بمدارس الثانوية العامة 2025    الرئيس السيسي يستقبل وزير الدفاع    الاثنين 30 يونيو 2025.. الدولار يواصل التراجع خلال تعاملات اليوم ويسجل و49.66 جنيه للبيع    أسعار الفراخ اليوم بدأت في الارتفاع.. الحقها وخزّن    مجلس النواب يبدأ مناقشة تعديلات الإيجار القديم    وزير المالية: فرض ضريبة 1% على وحدات المولات عند البيع أو الإيجار    التخطيط والتعاون الدولي: هبوط ناتج قطاع الاستخراجات بنسبة 10.38% نتيجة لانكماش نشاطي البترول والغاز الطبيعي    معاش شهري بدون عمل| رسميًا من التأمينات "اعرف الشروط والأوراق"    محافظ الدقهلية في جولة صباحية بالمنصورة وسلامون القماش لمتابعة مستوي الخدمات    الرقابة المالية ترفع الحد الأقصى للتمويل النقدي المسبق لأغراض استهلاكية إلى 50 ألف جنيه للعميل    استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال مستودعا لتوزيع المساعدات بحي الزيتون    محاولة اغتيال أحمد الشرع تتصدر العناوين.. ماذا حدث؟    إسرائيل تعلن رفع أسعار البنزين للشهر الثاني على التوالي تحت ضغط الحرب    السيسي: الحرب والاحتلال لن ينتج سلاما.. كفى عنفا وقتلا وكراهية    موعد مباراة إنتر ميلان وفلومينينسي البرازيلي    قبل مواجهة الهلال.. جوارديولا يرد على كلوب    كريم رمزي يكشف عن مصير شيكابالا النهائي مع الزمالك    الثانوبة العامة.. طلاب النظام القديم يؤدون التفاضل والتكامل.. وامتحانات خاصة للمكفوفين وSTEM غدا    إخلاء سبيل صاحب مطعم بالمحلة بكفالة في وفاة شاب وإصابة 7 بسبب اندلاع حريق    ضبط شخص بتهمة النصب علي المواطنين بالاسكندريه    اليوم.. لجنة التعليم بمجلس النواب تناقش مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون التعليم    سر تصدر آسر ياسين للتريند.. تفاصيل    يحيي الفخراني يتصدر تريند "جوجل".. فما القصة؟    "فاضل كام يوم وتعرفوا الخطة".. عمرو يوسف يروج لفيلمه الجديد "درويش"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 38-6-2025 في محافظة قنا    وزير الصحة: نسعى لتوسيع العمل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مستقبلا    محافظ المنوفية يزور مصابي حادث الإقليمي للمرة الثانية خلال 48 ساعة: أنا تحت أمركم    الأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة البحرية وارتفاع الموج 3.5 متر    مصرع فتاة وإصابة 17 آخرين في حادث بالبحيرة    قناة عبرية: خلافات باجتماع القيادة العسكرية بسبب مواصلة الحرب في غزة    إعلام إسرائيلي: مستوطنون يحرقون منشأة عسكرية إسرائيلية بالضفة الغربية    مصفاة حيفا النفطية المتضررة جراء الضربات الإيرانية ستعود للعمل بحلول أكتوبر    الصور الأولى من عقد قران حفيد الزعيم عادل إمام    فاروق فلوكس: تركت عزاء والدتي من أجل مسرحية "سنة مع الشغل اللذيذ"    المخابرات البيلاروسية تحبط هجوما بمسيرات على منشآت استراتيجية    مجدي الجلاد: الهندسة الانتخابية الحالية تمنع ظهور أحزاب معارضة قوية    قبل الحادث بدقائق.. فيديو متداول لسائق حادث المنوفية أثناء تحركه    حالة الطقس تهدد مباراة الهلال ومانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    6 أعراض تسبق الجلطة الدماغية.. تعرف عليها    من الشواطئ للحدائق.. فرنسا تتوسع في منع التدخين وتثير جدلاً واسعاً    «سيبوا عبدالمجيد يصدي».. رضا عبدالعال يُحذر الزمالك من التفريط في نجمه المغربي    «الرقابة النووية» تطلق العدد السابع من مجلتها التوعوية بعنوان «الأمن المستدام»    «إهانة صحية ونفسية».. الاتحاد الفرنسي للاعبي كرة القدم يهاجم فيفا بسبب المونديال    اتحاد الكرة: ننتظر موقف الشركة الراعية من مكان السوبر ولا نمانع إقامته في مصر    ما فضل صيام يوم عاشوراء؟.. أجرٌ عظيم وتكفيرٌ للسنة الماضية    منتخب جواتيمالا يفوز على كندا ويتأهل لنصف نهائي الكأس الذهبية    اعتداء على كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة بفلسطين.. التفاصيل    آسر ياسين ل إسعاد يونس: «استحالة كنت أفكر أبقى ممثل» (فيديو)    قد ينتهي بفقدان السمع.. العلامات المبكرة لالتهاب الأذن الوسطى    وزيري: لدينا 124 هرما.. وهذه أهداف مشروع «تكسية منكاورع» | فيديو    4 أبراج «سابقة عصرها»: مبتكرون يفكرون خارج الصندوق وشغوفون بالمغامرة والاكتشاف    مصرع سائق ونجله فى حادث سير ب"صحراوى البحيرة"    مرصد الأزهر يحذر الطلاب من الاستسلام للأفكار السلبية خلال الامتحانات: حياتكم غالية    هل النمل في البيت من علامات الحسد؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف أصلي الصلوات الفائتة في نهاية اليوم؟.. أمين الفتوى يجيب    ما هو حق الطريق؟.. أسامة الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غزل سياسى أم نفاق علنى
نشر في شباب مصر يوم 12 - 12 - 2011

عشية زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية نشر السيد نورى المالكى ، رئيس الوزراء العراقى ،اعلانا مدفوع الثمن على شكل مقال تحت عنوان " بناء عراق مستقر " فى أحدى أهم الصحف الأميركية و هى ال( واشنطن بوست ) . و كما يبدو فأن المقال تم أعداده من قبل المكتب الأعلامى لرئاسة الوزراء .
لم بعرف عن المالكى قدرته على كتابة المقالات و لم نقرأ له أى نص منشور آخر ، و حتى عندما كان لاجئا فى سوريا و مسؤولا عن الجناح العسكرى لحزب الدعوة الأسلامية و مشرفا على جريدة ( الموقف ) الناطقة بأسم الحزب ، كانت الجريدة ساذجة المحتوى و بائسة الشكل و الأخراج و بعيدة كل البعد عن المعايير المهنية للصحافة . كما ان لقاءاته العديدة مع الأعلاميين بعد التغيير ، لم تكشف لنا سوى عن تخبط فكرى و تلهف مرضى للسلطة . و لسنا وحدنا فى هذا التقييم ، و نحيل القارىء الكريم الى ما ذكره السيد باقر العلوي - وكيل المرجع الأعلى السيد السيستاني في نيوزيلندا.
. يقول السيد العلوى انه عايش المالكي في منطقة السيدة زينب بدمشق و أن " المالكي كان يمني النفس بمسك المايكرفون والتحدث للناس في الحسينية الحيدرية وعندما سمحت له الظروف في منتصف التسعينات كان لايعرف من الكلام سوى ان المقبور صدام بأمكانه من بيع نفط يوم واحد ان يجعل البصرة افضل من باريس ومن بيع نفط اليوم الثاني يجعل العمارة روما وفي اليوم الثالث يجعل الناصرية أجمل من موسكو , لكنه جلس على كرسي صدام أكثر من ست سنوات ولم يحقق أي شيئ من الشعارات الفضفاضة التي كان يطلقها " .
و المهم هنا ليس قدرات المالكى الكتابية وبلاغته الكلامية ، بل محاولته رسم صورة وردية جملية للعراق ( الجديد ) يتطابق مع الدعاية الأميركية ، من اجل التقرب من الأدارة الأميركية . و كما يعرف الجميع ، فان هذه الصورة تتناقض تماما و الواقع العراقى الحالى البائس. و بتعبير آخر فأن المالكى يغازل الأدارة الأميركية بالتأكيد على ما تقوله هذه الأدارة عن نتائج غزو العراق.
يقول المالكى فى ال (اشنطن بوسط ) " نحن نقف على أعتاب لحظة فارقة في تاريخ العلاقات الأميركية - العراقية، فقد مكنت التضحيات الكبيرة، التي قدمها الشعبان العراقي والأميركي، العراق من التخلص من نظام صدام حسين السيء الصيت، وإقامة مجتمع ديمقراطي وحر "
المالكى يريد ان يقول ان التضحيات الأميركية لم تذهب هباءا ، ففى عراق اليوم نظام حكم ( ديمقراطى ) واعد و البلاد فى طريقها لأن تكون دولة ناهضة ، تسوده الأمن و هذا الكلام تحديدا هو ما يعجب الأميركيين و يحبون سماعه ، من المالكى و الساسة العراقيين الآخرين .
من المعلوم للقاصى و الدانى أن قوات التحالف ، هى التى أسقطت نظام صدام ، و ان حزب الدعوة الأسلامية كان يعارض التدخل الأميركى و لم يطرأ أى تغيير على موقف الحزب الا بعد زيارة الدكتور أبراهيم الجعفرى ( رئيس الحزب آنذاك) الى الولايات المتحدة و لقاءاته بمسؤولى المخابرات المركزية الأميركية قبيل الغزو و لم يشارك حزب الدعوة بأى جهد عسكرى فى اسقاط صدام و ذلك لسبب بسيط هو ان هذا الحزب كان حزبا صغيرا ، لا يتمتع بشعبية تذكر فى الشارع العراقى، ويضم بضع مئات من أشباه المثقفين و أنصاف المتعلمين الذين يحلمون بأعادة عجلة التأريخ الى الوراء و أقامة نظام حكم أسلاموى متخلف .
المالكى أصدر قبل أيام أمرا ديوانيا بأطلاق اسم ( يوم الوفاء ) على يوم مغادرة آخر جندى أميركى أرض العراق ، وفاءا منه( للتضحيات الأميركية ) . وكيف لا يشكر المالكى الولايات المتحدة التى رفعته من موظف بسيط فى مديرية تربية محافظة بابل الى قمة السلطة فى البلاد .
أما المجتمع الديمقراطى الحر الذى يتبجح به المالكى ، فأن معظم العراقيين قد خبروا بأنفسهم جوهر هذه الديمقراطية المزعومة ، المتمثلة فى أحتكارالسلطة و تركيزها بيد الحاكم المطلق الجديد وتزييف الأنتخابات و قتل المعارضين و قمع حرية التعبير و أنتهاك حقوق الأنسان و أحياء الروح العشائرية و الطائفية و المذهبية .
و يمضى المالكى قائلا :
" يجب أن نركز سويا على النمو الاقتصادي، وكذلك التعليم والثقافة والعلوم، وقد أحرز العراق تقدما في مرحلة بناء الدولة، فنحن نبني أكثر من مليون وحدة سكنية منخفضة التكاليف للأسر "
لا أدرى عن أى نمو أقتصادى يتحدث المالكى ! فخلال السنوات الست العجاف من حكمه و رغم أهدار حوالى 500 مليار دولار - حسب تصريحات عديدة لمسؤولين عراقيين فى أعلى المستويات و تقارير خبراء المال الأقتصاد – لا يجد العراقيون أئرا لأى تقدم فى البلاد .أما حكاية ( أكثر من مليون وحدة سكنية منخفضة التكاليف للأسر ) فهى كالوعود الأخرى التى قطعها المالكى على نفسه قبل ست سنوات عند تولى الحكم للمرة الأولى : سكن لكل أسرة و كهرباء دائم و مياه صافية للشرب و طرق معبدة جديدة و ضمان صحى وخدمات أخرى عجز المالكى عن توفيرها بالحد الأدنى ، فكيف نصدق وعوده بعد اليوم . و العراقيون يقرؤن الممحى كما يقال ، حيث يردد شباب العراق كل جمعة الهتاف الذى حفظه العراقيون عن مدى مصداقية المالكى و لا أحب ان أكرره هنا ،لأنه معروف لكل قارىء .
أما التربية و التعليم و العلوم ، فحدث عنه و لا حرج ! فهى كلها فى حالة يرثى لها .
الأنجاز الوحيد فى مجال تربية النشأ الجديد هو اقحام المذهبية فى برامج المدارس بشتى مستوياتها و الفصل بين الجنسين و فرض الحجاب حتى على بنات صغار لا تتجاوزأعمارهن ست او سبع سنوات . أما على مستوى الجامعات و المعاهد ، فيتجلى التقدم الدعوى فى محاربة كل من لا يحمل فكرا ظلاميا . و مذبحة الأكاديميين الأخيرة ما زالت طرية فى الأذهان .
حكومة المالكى لم تخصص دينارا واحدا فى ميزانية السنوات الست الماضية ، للبحث العلمى ، عماد التقدم العلمى – التكنولوجى . و لا تحظى العلوم الحديثة بأهتمام حكومته ، بل ان جل أهتمام ما يسمى ( وزارة التعليم والبحث العلمى ) يتركز على العلوم الدينية ، التى لها القدح المعلى فى عراق اليوم .
و فى حديثه عن الصحة لم يشر دولته الى ما آلت اليه المؤسسات الصحية فى العراق .، حيث تجول القطط و الكلاب و الفئران فى أروقة المستشفيات .
وصفوة القول :لم يبق فى العراق ( الجديد ) أى مظهر من مظاهر الدولة المدنية الحديثة :
فكر رجعى و نمط حياة متخلف ، يفرض على العراقيين و العراقيات تحت طائلة التكفير و التهديد و الوعيد من قبل ميليشيات حليفة للمالكى ويروج له أصحاب العمائم و اللحى من على منابر الحسينيات و الفضائيات بهدف أشاعة الخرافات و الغيبيات ، ليتربعوا هم على عرش المال و السلطة و النفوذ . ،
حكومة المالكى التى تفتقر الى الكفاءة و المهنية ، لا تمتلك برنامجا واضحا لأعادة بناء الدولة العراقية و لا للتنمية الشاملة ، بل تردد على اسماعنا يوميا قائمة طويلة من الأنجازات الموهومة و الوعود المعسولة ، و يعيش العراق اليوم أنحطاطا لم يسبق له مثيل فى كافة الميادين : لا صناعة و لا زراعة و لا خدمات أو سياحة ، و لولا النفط ، لكان حال العراقيين أسوأ بكثير من الصومال أو أى بلد أفريقى منكوب آخر .
أما الحديث المعاد عن الأستثمار ، فأنه كلام دعائى لن يصدقه رجال الأعمال الأميركان و لا يسهم فى جذب الأستثمارات الأجنبية الى بلد يتصدر منذ سنوات قائمة الدول الأكثر فسادا فى العالم . و من سؤ حظ المالكى ان منظمة دولية قالت قبل ايام من زيارته لواشنطن ، أن العراق أسوأ مكان للعيش فى العالم .
المالكى له وجوده عديدة مثل ( جانوس ) ففى حديثه الى العراقيين يتحدث عن جاهزية القوات العراقية و عدم الحاجة الى القوات الأميركية بعد نهاية هذا العام .
أما عند مخاطبة المسؤولين الأميركيين و الرأى العام الأميركى ، فأنه يقول كلاما مغايرا تماما ، فهو يؤكد فى مقاله الأعلانى عن الحاجة الماسة الى القوات الأميركية ، و يقول " إن استقرار العراق بعد رحيل القوات الأميركية مصدر قلق بالغ بالنسبة لبلدينا وأنا أؤمن بقدرات قواتنا الأمنية "
ما هذا التناقض ! و لماذا القلق يا مالكى ان كنت تؤمن بقدرة القوات العراقية على حفظ الأمن و حماية السيادة العراقية ؟!
و بصدد الأعتقالات العشوائية الأخيرة التى طالت المئات من البعثيين الحاليين و السابقين و بضمنهم عدد من كبار السن و المرضى ،أضافة الى أشخاص لم يتسنى أعتقالهم – حسب القائمة المعدة – لأنتقالهم الى العالم الآخر.. يقول المالكى
" جرى اعتقال مئات من البعثيين المشتبه بهم في الآونة الأخيرة، وقد تم إطلاق سراح البعض منهم، فيما ينتظر آخرون المحاكمة "
و يرى كثير من المراقبين ان هذه الأعتقالات كانت خطوة أستباقية للأنسحاب الأميركى من العراق ، و لكننى أعتقد أنها كانت أحدى الأزمات المفتعلة للألهاء الرأى العام العراقى و صرف أنظاره عن المشاكل و الأزمات الحقيقية التى تعصف بالعراق و العراقيين .
و بصرف النظر عن حكاية المؤامرة البعثية و نظرية المؤامرة التى يؤمن بها المالكى و يحكم العراق بموجبها ، اعتاد الأخير على اطلاق صفة البعثى على كل معارض لحكمه الأستبدادى ، فهو الذى قال عن شباب العراق المتظاهرين ضد الفساد و المطالبين بالخبز و الخدمات و الحرية انهم بعثيون . و قتل منهم فى يوم واحد ( 25 شباط/ فبراير 2011 ) فى محافظات العراق المختلفة ( 37 ) شهيدا.
و يقول دولته " إننا نعارض التدخل الأجنبي في الشؤون العراقية "
لا ندرى أين و متى كانت هذه المعارضة ، فالميليشيات المدعومة من ايران تصول و تجول فى طول العراق و عرضها ، تقتل من تشاء بكل حرية تحت أنظار السلطة ، و مكاتب فيلق القدس و المخابرات الأيرانية التى تتخفى وراء ستار الشركات التجارية ، لا تخلوا منها مدينة من المدن الواقعة تحت سلطة الحكومة المركزية ، التى تغض الطرف عن التدخل الأيرانى السافر فى الشؤون الداخلية العراقية. فجارتنا العزيزة تنتهك السيادة العراقية بشكل شبه يومى و تقطع مياه الأنهار المشتركة و تحتل حقول النفط و تقتل أو تخطف الصيادين العراقيين و تغرق العراق بالمخدرات و تهيمن على جانب كبير من الأقتصاد العراقى. ..
و بصدد مخيم اشرف لا يرى سيادة المالكى حرجا فى ترديد نفس مطلب الأدارة الأميركية و الأمم المتحدة بأيجاد حل لمشكلة اللاجئيين الأيرانيين فى مخيم أشرف . و هو الذى أغرق المخيم بدماء اللاجئيين الأبرياء من رجال و نساء و أطفال خلال صولاته العسكرية ضد لا لاجئين مدنيين عزل .
أما عن ( الربيع العربى ) الذى ادخل الرعب الى قلب المالكى ، فأنه يقول من دون خجل:
" يرفض العراق الديكتاتوريات والحكومات ذات الحزب الواحد)
اذا كنت يا دولة رئيس الوزراء تعارض الدكتاتوريات و الحكومات ذات الحزب الواحد ) فما معنى تأييدك لنظام بشار الأسد و حزب البعث الحاكم فى سوريا ، وتقديم المال و السلاح الى هذا النظام و أرسال آلاف من عناصر الميليشيات لقتل أبناء و بنات الشعب السورى !
و فى ختام مقاله ، يلخص المالكى ما تقدم من أقواله و يضيف قائلا:
" نحن نريد أن نبني دولة المواطنين لا الطوائف "
و كان المالكى قد تحدث عن هذا الموضوع الى عدد من الكتاب و الأكاديميين العراقيين فى ألأسبوع الماضى قال سيادته :
ان " سياسيين يستخدمون الدين من اجل السلطة و سياسيين غير المثقفين الذين يحاولون السيطرة و الهيمنة عبر الديانة والمعتقد أو عن طريق السلاح و العشيرة "
و كأن المالكى هنا يصف نفسه بنفسه و يتحدث عن سياسته فى الحكم .
ألم يستخدم المالكى الدين و المذهب و العشيرة للوصول الى السلطة و أحتكارها الى أمد غير معلوم .
ألم يؤسس مجالس الأسناد العشائرية و يدفع رواتب مغرية الى شيوخها من ميزانية الدولة ؟
ألم يدعو المالكى مؤخرا الى تشكيل مجلس أعلى للعشائر أى العودة الى تطبيق قانون العشائر سىء الصيت الذى ألغته ثورة 14 تموز المجيدة ؟
و تعليقا على هذه ( المحاضرة المالكية الزاخرة بالأفكار الجديدة و الحكم البليغة) ، كتب رباح السعيدى فى ( الفيسبوك ) قائلا :
" أن تكون جاهلا و تعلم أنك جاهل ، هذه مشكلة و ان تكون جاهلا و لا تعلم انك جاهل فهذه مصيبة . أما ان تكون جاهلا و تتصور نفسك عالما ، فهذه كارثة و طامة كبرى . كارثة العراق الآن هى ان المالكى واكثر الساسة العراقيين هم جهلة و يتصورون أنفسهم علماء و حكماء العصر "
جودت هوشيار
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.