عباس يواجه موجة غضب فلسطينية وإسرائيل تسعى إلى تعزيز سلطته متظاهرون فلسطينيون يقذفون صورة عباس بالحذاء ( أرشيف) القدسالمحتلة: يواجه رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس موجة غضب عارمة من جانب فلسطينيين يتهمونه بخيانة القضية الوطنية لصالح إسرائيل تحت وطأة ضغوط سياسية من الولاياتالمتحدة ، وذلك على خلفيه اتهامه بالوقوف وراء تأجيل التصويت على تقرير جولدستون بشأن العداون الإسرائيلي على غزة. ومع تزايد مشاعر الاستياء من ضعفه، ذكرت صحيفة "القدس " الفلسطينية أن مساعدين لعباس البالغ من العمر( 74 عاما) أقروا بأن الرئيس الفلسطيني أصبح في موقف الدفاع. وقالوا انه سيوجه كلمة إلى الأمة لكنهم لم يذكروا متى. وكانت الشكوك قد أثيرت حول قدرة عباس في امتصاص موجة الغضب التي أعقبت طلب السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت على تقرير جولدستون حول الحرب على غزة، إذ يبدو أن الأزمة تجاوزت الحدود التي توقعتها الجهات التي وقفت وراء إرجاء التصويت على التقرير في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وفي الوقت الذي رأى فيه البعض إمكانية التخفيف من حدة الانتقادات وامتصاص جزء من الغضب الفصائلي والجماهيري، اعتبر آخرون أن الخطأ الذي حدث لا يمكن إصلاحه من خلال الخطوات التي أعلن عن اتخاذها الرئيس عباس. ونقلت شاشات القنوات الفضائية مشاهد من قطاع غزة تظهر حشد غاضب من الفلسطينيين يقومون بالقاء أحذية على ملصق يحمل صورة الرئيس عباس مخطوط عليها علامة غلط "أكس" ووصفوه بأنه خائن ينتمي إلى "مزبلة التاريخ"، مطالبين باستقالته. ومن جانبه، أوضح النائب في المجلس التشريعي عن حركة "فتح" محمد حجازي أن قيام الرئيس الفلسطيني بجملة من الخطوات العملية من شأنها تقليص حجم السخط الذي لحق بالسلطة الفلسطينية وأن كان لا يمكن تجاوزه بالمطلق. وفي ما يتعلق بهذه الخطوات قال: "اعتقد أن خطوة إحالة التقرير إلى مجلس الأمن وإرسال وزير الخارجية إلى الولاياتالمتحدة، ثم المضي في لجنة التحقيق وإحالة المتسببين عن تأجيل التصويت على التقرير ، بالإضافة إلى توجيه خطاب للشعب الفلسطيني لتوضيح ما يحدث يمكن أن يحقق بعض النتائج المرجوة". إسرائيل تدمر عباس وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية الجمعة، ان عباس في مأزق صعب للغاية بسبب تقرير جولدستون وان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حذر في المحادثات الخاصة التي أجراها في الأسبوع الأخير من إمكانية انهيار الرئيس عباس ان واصلت السياسة المتبعة حاليًا تجاهه. وتابعت الصحيفة : "يعرف ان لإسرائيل اسهاماً رئيسياً في الهبوط الحالي الذي يعاني منه الشريك الوحيد الموجود لاسرائيل الان وبالمناسبة لامريكا ايضا". وتتساءل الصحيفة العبرية: " من الذي يعرف ما هو الشيء الذي مر برأس السفير الإسرائيلي في جنيف عندما نشر بيانا جاء فيه ان السفير الفلسطيني لدى مجلس حقوق الانسان في جنيف هو الذي قدم طلب سحب التصويت حول تقرير جولدستون". وتتابع الصحيفة: " ما الذي فعلته إسرائيل للرئيس عباس في الواقع؟ وتجيب "رفعنا له قبعة حمراء. رفسناه في وضح النهار وفي منتصف الغابة". وتقول الصحيفة: " هكذا بزلة لسان نجحت إسرائيل بانعاش حماس واعادتها بين ليلة وضحاها إلى الصورة.. قبل أسبوعين إلى ثلاثة فقط كانت حماس في حالة يرثى لها، الرئيس عباس تمتع بدوره بازدهار غير مسبوق وبدا الوضع في الضفة الغربية راسخا والتعاون آخذا في التطور وحماس متخلفة في الاستطلاعات بعشرات النسب المئوية". وتتابع الصحيفة: " بدا الأمر وللمرة الاولى بعد سنوات كثيرة للحظة ان يد المعتدلين هي العليا وحينئذ أصيبت إسرائيل بالجنون حيث أكمل الأمريكيون الطريق عندما فرضوا على الرئيس عباس التقاط الصورة المهينة مع بينيامين نتنياهو في نيويورك". واضافت الصحيفة: " تلقى الرئيس عباس الضربات في الطريق إلى هناك وفي العودة ايضا وبعد ذلك جاءت صفقة الشريط المسجل لجلعاد شاليط واطلاق سراح 21 أسيرة الامر الذي اوضح مرة اخرى الحقيقة المؤسفة بان حماس وحدها هي القادرة على توفير بضاعة السجناء الفلسطينيين". وتوالت الضربات حسب الصحيفة العبرية: " جاء تأجيل التصويت على تقرير جولدستون والادهى منه البوح بأن الفلسطينيين هم المسئولون عن ذلك رغم ان وزير الخارجية افيجدور ليبرمان الرجل السري من حيث الجوهر أمر ممثلي الوزارة بتخفيض مستوى الظهور ورغم اوامره هذه لم ينجح سفيرنا في جنيف بضبط نفسه وسارع لاعلام الاصدقاء والمقربين بالموقف الفلسطيني الذي وقف ضد التقرير". أما ما فعله الأصدقاء والمقربون حسب الصحيفة العبرية "فيمكن ان نراه فوق كل جدار في رام اللهوغزة وفي شبكات الاخبار في العالم العربي. يطالبون باستقالة الرئيس عباس وحرمانه من الجنسية الفلسطينية ويطاردونه بحرا وبرا وجوا.. كل هذا من أنتاج الأزرق، الابيض" (إسرائيل). وتضيف الصحيفة: "السفير الإسرائيلي لم يتحمل الإغراء ولم يسيطر على نفسه من فرحته لموقف السفير الفلسطيني"، موضحة، كان ذلك "خطأ سياسيًا ودبلوماسيًا". وتضيف الصحيفة: " إن الشارع الفلسطيني يرى سحب تقرير جولدستون كخيانة بكل معنى الكلمة وإسرائيل لم تتردد في وضع علامة على رئيس السلطة الفلسطينية كخائن رئيسي وهذه مسألة لا تقل عن اخفاق واهمال اجرامي وحماقة مدوية". تعزيز سلطة عباس ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي كبير إن إسرائيل تدرس السبل لتعزيز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بما في ذلك إزالة الحواجز وتسهيل التنقل وعمليات إصدار تصاريح البناء في رام الله. واضاف المصدر ان إسرائيل قد توافق على طلب الفلسطينيين الشروع في مفاوضات الوضع الدائم .موضح ان نتنياهو يفكر بالإعلان عن جملة من هذه الخطوات، مع انتهاء زيارة الموفد الأمريكي، جورج ميتشل ، والذي سيلتقيه نتنياهو اليوم. وسيتم بلورة هذه الخطوات في سياق المساعي الإسرائيلية لإقناع السلطة الفلسطينية باستئناف المفاوضات. وأعلن مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس أنه طرحت أمس خلال جلسة "الطاقم السباعي" أفكار مختلفة بشأن الخطوات التي سيعلن عنها نتنياهو، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بشأنها. وأشارت الاذاعة إلى أن مؤيدي تقديم هذه الخدمات والخطوات للسلطة الفلسطينية قالوا: "إن التنازل الفلسطيني في مسلة تقرير جولدستون، أضر بصورة شديدة بمكانة أبو مازن، ولذلك على إسرائيل أن تقوم بخطوات لمساعدته في تحقيق بعض الإنجازات، فقد أبلغت جهات دولية أوروبية إسرائيل بأن الشعور السائد في رام الله على اثر الانتقادات الشديدة لأبو مازن والسلطة هو شعور قاس للغاية". وذكرت الاذاعة أن إسرائيل تفكر أيضا، بمنح تصريح رسمي ونهائي لتشغيل شبكة الاتصالات الهاتفية الخلوية الفلسطينية الجديدة (الوطنية) في الضفة الغربية، كما تدرس إسرائيل عدم الاعتراض على بعض المطالب الفلسطينية الخاصة بالمدينة الفلسطينية الجديدة التي تعتز السلطة إقامتها وأطلق عليها اسم روابي، وإزالة بعض الحواجز القائمة في الضفة الغربية. ويذكر أنه كان من المقرر أن يصوت مجلس حقوق الانسان التابع لهيئة الأممالمتحدة على تقرير جولدستون بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة يوم الجمعة الموافق الثاني من أكتوبر/تشرين الأول إلا أن الجانب الفلسطيني طلب من باكستان ممثلة منظمة المؤتمر الاسلامي في المجلس ارجاء التصويت عليه الى الدورة المقبلة للمجلس المقررة بعد 6 أشهر. ويقول التقرير ان إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة في يناير/ كانون الثاني. كما وجه التقرير أيضا انتقادات إلى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وقال مؤيدو التأجيل انه سيساعد مساعي السلام بين عباس واسرائيل. ولا يتوقع أحد أن يوجه مجلس الأمن اللوم إلى إسرائيل. واعترف مساعدون لعباس بأن السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ بتأجيل التقرير وهو قرار قالوا انه بني على "معلومات خاطئة".