رام الله: تشهد حركة "فتح" هذه الايام حديثا متواصلا حول ضرورة إعادة توزيع المهمات بين قادتها وترتيب الأوراق. ويأتي هذا الحراك عقب انتهاء المؤتمر العام السادس للحركة وانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين، والاستعداد لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني لملء الفراغ باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدل الذين توفاهم الله. ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر مطلعة داخل حركة "فتح" أمس الأحد أن الحديث يدور خلف الكواليس حول توزيع المهمات على أن يكون ابو ماهر غنيم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي فاز بأعلى الاصوات في انتخابات الحركة مرشحا لأمانة سر اللجنة المركزية الجديدة بدل منصب مفوض عام الحركة في الداخل والخارج الذي كان يشغله قبل عقد المؤتمر العام السادس للحركة وخلفا لفاروق القدومي الذي كان يشغل منصب امين سر اللجنة المركزية السابقة. وحسب المصادر فان اللواء عثمان ابو غربية عضو اللجنة المركزية الجديدة لحركة فتح مرشح لتولى منصب مفوض عام الحركة الذي كان يشغله غنيم في حين سيكون محمد المدني عضو اللجنة المركزية الجديدة نائبا للمفوض العام للحركة، وبذلك يتم انهاء منصب مفوض عام الحركة في الاراضي الفلسطينية الذي كان يتولاه احمد قريع الذي فشل في انتخابات اللجنة المركزية. واشارت المصادر الى ان توزيع المهام في اللجنة المركزية الجديدة سيشهد نوعا من التوافق على أن يتولى الدكتور صائب عريقات رئاسة أية مفاوضات قادمة مع إسرائيل خلفا لقريع الذي كان رئيسًا لطاقم المفاوضات الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي مع إسرائيل، وذلك بحجة أن الرجل ملم بكل تفاصيل المفاوضات التي جرت مع إسرائيل كونه كان عضوًا في وفد المفاوضات إلى جانب رئاسته لدائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وعلى صعيد الحوار مع حماس اوضحت المصادر بأن عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سيكون هو المرشح الاقوى لتولي رئاسة وفد الحركة للحوار مع حماس خلفا لقريع الذي قاد وفد الحركة في السابق للحوار مع حماس. وألمحت المصادر بأن أبو ماهر غنيم سيكون له دور كبير بجانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إدارة الحوار مع حماس في حين سيوكل لقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية السابقين الذين فازوا في عضوية اللجنة المركزية دور كبير في متابعة ملف غزة وسيطرة حماس عليها. وأكدت المصادر أن اللجنة المركزية للحركة ستكون مهتمة بمجملها بملف غزة في حين سيكون للواء توفيق الطيراوي واللواء جبريل الرجوب ومحمد دحلان اعضاء المركزية الجديدة دور اكبر في تفاصيل ملف قطاع غزة الذي يعيش تحت سيطرة حماس منذ منتصف عام 2007. وأشارت المصادر أن اشتراط المؤتمر العام السادس للحركة تفرغ أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح للعمل لصالح الحركة وعدم تكليف أعضائها بأكثر من مهمة سيساعد في توزيع المهمات بشكل سهل بين أعضاء اللجنة المركزية وقادة الحركة الذين فشلوا في الانتخابات التي اجرتها الحركة خلال مؤتمرها العام الذي انعقد مؤخرا في بيت لحم بالضفة الغربية. وأوضحت المصادر أن الجنة المركزية الجديدة للحركة تسعى لاستقطاب قادة الحركة الذين فشلوا في انتخابات اللجنة المركزية وتكليفهم بتولي مهمات أخرى سواء على صعيد الحركة أو منظمة التحرير الفلسطينية. وعلى الصعيد ذاته، ذكرت المصادر بأن قريع بات مرشحا من قبل قيادة الحركة للانضمام للجنة التنفيذية تعويضًا عن خسارته في المركزية إلا أنه حسب المصادر يسعى لتولي أمانة سر اللجنة التنفيذية بدل ياسر عبد ربه الذي يحتل حاليا ذلك المنصب. في هذه الأثناء أوضحت المصادر أن السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو الذي استقال من منصبه عقب فشله في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح يسعى للانضمام للجنة التنفيذية كعضو عن حركة فتح. وتجري الاستعدادات لعقد المجلس الوطني الفلسطيني جلسة خلال الأيام القادمة لملء الفراغ في اللجنة التنفيذية التي فقدت خلال السنوات الماضية ستة من أعضائها آخرهم الدكتور سمير غوشة مما جعلها بدون نصاب قانوني يمكنها من الانعقاد. ورجحت مصادر فلسطينية انعقاد الجلسة الطارئة للمجلس الوطني الفلسطيني المقررة نهاية الشهر الجاري في مدينة بيت لحم بالرغم من إعلان حركة "حماس" رفضها لمكان انعقادها. وكان الرئيس محمود عباس قد اعلن عقد جلسة طارئة للمجلس الوطني للبت في العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها قضية الوضع القانوني للجنة التنفيذية بعد ان غيب الموت ستة من أعضائها. وبدوره اكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون انه سوف يدعو إلى حضور الجلسة كافة اعضاء المجلس الوطني الذين يتجاوز عددهم 500 عضو بينهم الاعضاء الثمانون من حركة "حماس" وهم نواب المجلس التشريعي لإجراء انتخابات تكميلية لعضوية اللجنة التنفيذية التي فقدت 6 من أعضائها وهم ياسر عرفات وفيصل الحسيني وسمير غوشة وياسر عمرو واميل جرجوعي وسليمان النجاب.