بعيدا عن السينما التجارية التي سادت طوال تاريخ السينما المصرية كانت هناك دائما حالات من التمرد آخرها "تيار السينما المستقلة" الذي قدم للسينما المصرية العديد من الأفلام الناجحة، خاصة أن السينما المصرية في السنوات الأخيرة بدت وكأنها في مشهد النهاية إلا أن الحلول دائما تأتي من رحم النهايات.. حيث تعد السينما المستقلة بمخرجيها وفنانيها الشباب بمثابة بارقة أمل لاستعادة الوهج السينمائي المتألق. هكذا بدأ الناقد الكبير طارق الشناوي إدارته لندوة أمس في المعرض تحت عنوان: "السينما المستقلة وصناع فيلم (فيلا 69)" الذين شاركوا في الندوة وهم المنتج والسيناريست محمد حفظي منتج الفيلم، وآيتن أمين مخرجة العمل، ومحمد الحاج المشارك فى كتابة السيناريو. ويكمل الناقد طارق الشناوي تقديمه للندوة قائلاً أن تيار السينما المستقلة رأيناه من قبل مع أفلام أحمد عبد الله "ميكروفون" و"هليوبوليس"، وإبراهيم البطوط في "عين شمس"، وهالة لطفي العام الماضي في فيلم "الخروج للنهار"، وهذا العام يقدم لنا المنتج محمد حفظي الذي ارتبط اسمه بهذا التيار فيلم "فيلا 69"، وهو العمل الدرامي الأول لكاتبيه محمد الحاج ومحمود عزت، وبطولة خالد أبو النجا. تحدثت بعد ذلك المخرجة آيتن أمين وقالت: "الفكرة بدأت بعد مشاهدتي لفيلم روائي قصير اسمه "عاطف" إخراج عماد ماهر، وأعجبت به جداً. ووقتها كنت أفكر في عمل فيلم روائي طويل يدور في مكان واحد، عن رجل عجوز. وبعد ذلك أخبرت محمد الحاج بأن لدي مشروع فيلم روائي طويل، وطلبت منه أن يساعدني في كتابته. وبدأنا في الكتابة معاً، ثم أخرجنا نسختين أوليتين من السيناريو خلال عام 2010، وتوقفنا بعدها لوجود بعض المشاكل الدرامية في السيناريو، فبدأنا نفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق الدرامي فاستعنّا بشاب اسمه محمود عزت، هو شاعر وكاتب قصة قصيرة، وليست لديه خبرة في كتابة السيناريو. حكيت له الفيلم وقرأ السيناريو، وطلبت منه أن يكتب تصوره الخاص عن الفيلم، بدون أن يتأثر بما قرأه. ثم كتب ملخص من 15 صفحة للفيلم كما تخيله. وكان البناء الأخير للفيلم مما كتبه محمود عزت". أما السيناريست محمد الحاج مؤلف الفيلم، فقال أن الفيلم يقدم نوعاً مختلفا من السينما التي استحدثت مؤخرًا، وأنه ليس فيلما تجاريا كأفلام السبكي، لكن الفيلم قدّم حالة جديدة ومبتكرة، وستجذب شريحة معينة من الجمهور؛ لأن اختلاف الأذواق بين الجماهير يشجع الكتاب لخلق نوع جديد من السيناريوهات، وأضاف أن السينما المستقلة ليست في صراع مع السينما التجارية لأن السوق التجاري يتحمل وجود الاثنين معا. أما السيناريست محمد حفظي منتج الفيلم فقال إنه قابل صعوبة في تسويق الفيلم لأنه قدم سينما من نوع جديد مختلف عن باقي الأفلام التي تسمي "أفلاما تجارية". والجدير بالذكر أن مخيم "الفنون" كان قد شهد قبل الندوة عرض فيلم "فيلا 69"، وأيضا فيلم "فرش وغطا"، وهو من تأليف وإخراج احمد عبد الله، ومن إنتاج محمد حفظي وعمر شامة، وبطولة آسر ياسين وعمرو عابد ويارا جبران.