لانخشى رد فعل الجمهور..ونقدم عمل فني للطبقة الوسطى المثقفة -محمد الحاج: لم يعد لدينا صناعة سينما...والمستقبل "طين". -محمود عزت: النجاح والفشل نسبي والتجربة ارضتني وهذا يكفيني. حوار- سالي أسامة وجوه جديدة في عالم السينما الروائية الطويلة، يقدمون أفكار ونوع أخر من الافلام التي أعتادت شبيهاتها على الصراع من أجل البقاء في عالم سينما المول . "فيلا 69" هو فعل مقاومة جديد في موسم السينما المصرية، صنعه مجموعة من الشباب ففي الاخراج أيتن أمين أما كتاب السيناريو والحوار فقد تشارك محمد الحاج ومحمود عزت هذه التجربة وكان للوادي معهم هذا الحوار: - في البداية حدثونا عن بداية فكرة الفيلم وكيف اجتمع فريق العمل. يتحدث محمد الحاج عن بداية قصة الفيلم قائلاً:" اتصلت بي المخرجه ايتن أمين لتخبرني برغبتها في صنع فيلم تدور قصته حول رجل "سخيف"، وبعد أن وصفت لي الشخصية التي تتحدث عنها تركتني لاكمل رسم شخصية "حسين" بطل الفيلم. وبالفعل كتبت في بضعة أوراق الشكل الاولي للشخصية، وبعد تسليمها لايتن وجدنا أننا نسير على نفس الدرب وأني أستطعت أن أجسد الشخصية التي كانت في مخيلة المخرجة". ويضيف الحاج :لقد انهمكنا بشدة انا والمخرجة في رسم شخصية وتفاصيل بطل الفيلم "حسين" حتى توقفنا تماماً على استيعاب تفاصيل الفيلم الاخرى وهنا جاء الدور المحوري للكاتب "محمود عزت" والذي رسم لنا تفاصيل الفيلم بكتابتة الدرامية المميزة". وأكمل الكاتب محمود عزت الحديث عن مرحلة كتابة السيناريو الاولى قائلاً: " أستمتعت جداً بشخصية البطل "حسين" وأحببته فعلاً، لذلك كنت سعيد عندما طلب مني الحاج وايتن قرأة السيناريو واستكمال التفاصيل الاخرى في الفيلم التي تدور حول البطل. وفي الحقيقة لقد أعطوني فرصه في الكتابة بشكل كامل ولم يطلبوا مني قراة السيناريو وأعطاء ملاحظات فقط، بل تركوا لي المجال للكتابة ومعايشة "حسين". - كيف أستفاد الشاعر والمدون "محمود عزت" من تجربته الاولى في كتابة السيناريو؟ يرى محمود عزت أن الابداع أو الفنون تصب في النهاية في مجرى واحد، ولكل تجربة فنية قيمتها التي تفيدك في تجربة فنية أخرى، وهذا ما حدث . تجربة الكتابة سواء الشعر أو القصص القصيرة أفادني بالطبع في استطاعة الكتابة والبناء الدارمي الذي هو أساس كتابة السيناريو. أما عملي في صناعة الافلام الوثائقية جعلني أتعامل مع عالم الميديا المرئية والانتقال من عالم الكتابة للصورة. لكن الاهم هو أني تعلمت ماذا يعني سيناريو من خلال جلسات طويلة مع "محمد الحاج" حيث أني كتبت مسودات للسيناريو كثيرة حتى وصلت للشكل المطلوب في السيناريو". - ماذا عن الكتابة المشتركة ؟ هنا يقول محمد الحاج : لا يمكنني أن أقول ان ماقمنا به هو كتابة مشتركة بالشكل المتعارف علية بما يسمى ب"ورش العمل". فقد بدأت برسم الخطوط العريضه الواضحة للفيلم ليأتي دور محمود بحساسيتة الدراميه ليستكمل البناء الدرامي للفيلم، والذي يتميز به كل ما يكتبه عزت سواء كأشعار أو كقصص قصيرة. لذلك نحن عملنا بشكل منفصل وليس كتابه جماعية أو ورش كتابة سيناريو. أما محمود عزت فيرى أن تجربته مع كتابه السيناريو جعلته يشاهد أفلام سينمائيه بشكل أكبر مع تركيز مختلف رغبتاً منه بتكرار مثل هذه التجربة مره أخرى بشكل أكثر أحترافيه. - ماذا عن تغيير أسم الفيلم من "69 ميدان المساحه" الى "فيلا 69". يقول الحاج : لقد كنا نريد أنا والمخرجه ايتن امين أن نعطي تحية للمنطقة لتركيبته الاجتماعيه المتنوعه التي نشأنا بها وهي منطقة "الدقي"، لكننا لم نستطع إيجاد مكان يصلح لتصوير الفيلم، لذلك تم نقل مكان التصوير للعجوزة وبالتالي تم تغيير أسم الفيلم ل"فيلا 69". - وعن ردود الافعال حول الفيلم خلال عرضه الاول خلال فعاليات البانوراما . يبدء محمود عزت الحديث عن ردود افعال الجمهور وبعض النقاد حول الفيلم ويقول:" لا أعرف أن كنت مهتم كثيراً أو منشغل باعجاب الجمهور بالفيلم، لكن ما أعرفه تماماً أني عندما شاهدت الفيلم للمرة الاولى في المونتاج سعدت لكن بعد أن شاهدته في السينما كنت غاية في الاستمتاع وهذا يكفيني فالنجاح والفشل أي عمل فني أمر نسبي فيراه البعض عظيم ويراه الاخر تافهه، وردود أفعال من أثق في رأيهم إيجابيه جداً". اما الحاج فيرى أن هناك تباين حول ردود الافعال فهناك من يراه فيلم جيد وهناك من يرسل لنا رسائل عبر الفيس بوك "ليشتم" في الفيلم، كما أن جمهور البانوراما ليس هو جمهور السينمات العادي لذلك أنا لم اتوقف بجديه اما هذه الاراء التي اسعدتني لكنها ليست المقياس التي يمكنني ان اقول أن الفيلم اعجب الجمهور، فمثلا موظف السينما في البانوراما اوقفني وقال لي "فيلمكم ده مش هيجيب جنيه" . واتفق الحاج وعزت أنهم صنعوا فيلم موجهه للطبقة المتوسطه المثقفة التي "تشبهنا" . - ما رأيكم بالشماعه التي علق عليها الكثير من صناع السينما تراجعها وهي "أزمة الورق". يبدء الحاج كلامه قائلاً : المشكله الاساسية ليست في "الورق" أو السيناريوهات والافكار المشكله أن أغلب المنتجين يبحثون عن "الورق" الذي يضمن له ربح، افكار مضمونه ومجربة "رقص وغناء"، ولا يهتم فعلاً بصناعه السينما وجوده الافلام واتاحه المجال للجديد والمختلف. وقبل الحديث عن الكتابه وازمتها عليهم اولا أن يحلوا ازمات الانتاج والرقابه و النقابه والروتين والتوزيع لنتمكن من العودة مرة أخرى كصناع للسينما..أما الان فنحن لانملك صناعة سينما . ويؤكد عزت على كلام الحاج قائلاً: أن القوانين المنظمه في حد ذاتها تعيق صناعه السينما فنحن مثلاً اضطر المنتج أن يدفع للنقابه عن كل شخص غير نقابي شارك في الفيلم، اليس هذا عبىء على المنتج، وماذا تحصل السينما في المقابل من النقابه؟ . - ماذا عن مستقبل صناعه السينما والسينما المستقل؟ يرى الحاج أنه لابد أن يكون هناك سينما وصناعه ليوجد ما هو مستقل عنها، وأذا استمر الوضع كما هو عليه من روتين وفساد في البنيه التحتيه لمؤسسات صناعه السينما لن يكون هناك مستقبل وسكون المستقبل "طين". أما التجارب الشابه فهي موجات ضعيفه لمقاومه الركود في السينما المصريه، وهذه التجارب لن تصنع صناعه ابداً، بل مجرد سباحة ضد التيار لن يحقق أي نجاح .