عباس يستعين بشركات أمنية أمريكية لحماية رام الله وينتقد المقاومة محيط وكالات القدسالمحتلة : وسط مخاوف من إندلاع إنتفاضة فلسطينية ثالثة رداً على الحصار الإسرائيلي لغزة, كشفت مصادر أمنية فلسطينية اليوم الثلاثاء عن وجود مخطط للرئيس الفلسطيني محمود عباس يقضي بتسليم مهام الحراسة برام الله لشركات ومؤسسات أمنية أمريكية, وذلك نتيجة وجود خلافات حادة داخل قيادات حركة فتح بعد التهديد الأخير الذي تلقاه عباس ورئيس حكومته سلام فياض من كتائب الأقصى. وأشارت المصادر إلى أن تسريح أفراد عناصر حرس الرئيس قبل زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى مقر المقاطعة جاء ضمن دارسة هذا المخطط الذي يشرف عليه كل من سلام فياض زعيم حكومة دايتون اللاشرعية وبموافقة الرئيس محمود عباس.
وأوضحت أن عباس وفياض أبديا إرتياحهما إزاء الحراسة التي قامت بها الأجهزة الأمنية الأمريكية مؤخرا قبيل زيارة بوش لمقر المقاطعة، الأمر الذي أثار سخط عدد من قيادات الحرس الرئاسي في مقر المقاطعة, ومؤكدةً أيضاً أنهما طلبا رسمياً من بوش عندما قام بزيارته لرام الله بضرورة توفير الحراسة الأمريكية لهما بحجة أنهم تلقوا تهديدات من قيادات حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى". إدانة الصواريخ ومن جهة أخرى هاجم عباس اليوم الثلاثاء حركة حماس لإطلاقها الصواريخ محلية الصنع من القطاع على البلدات الاسرائيلية المجاورة، قائلا:" أدناها في السابق وندينها وسنستمر في إدانة الصواريخ العبثية ضد أي كان ورداً على استخدام اسرائيل.. فالصواريخ ذريعة للهجوم وفرض الحصار على القطاع..والشعب ليس هو الذي يطلق الصواريخ التي يجب أن تتوقف". وأكد عباس في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فارجان استعداد السلطة الفلسطينية لاستلام المعابر كافة من أجل تسهيل حياة الناس للدخول أو الخروج للأفراد والبضائع، وقال:" للأسف هناك من لا يريد لهذا الشعب أن يعيش حياة طبيعية". استمرار المفاوضات وفي نفس السياق شدد عباس على ضرورة استمرار المفاوضات والاتصالات مع اسرائيل، قائلاً:" يجب أن نكثف الاتصالات واللقاءات من اجل وقف معاناة شعبنا..كيف يمكن أن نقنع إسرائيل أن شعبنا يعاني إذا ادرنا ظهرنا وقلنا لا للحوار مع الاسرائيليين.. يجب أن لا نكون عدميين يا سيدتي". وقال عباس: " المفاوضات يجب أن تستمر ولا بد ان نصل في هذه السنة الى حل يرضي شعبنا ويلبي المطالب الوطنية للشعب ويحل كل القضايا كالقدس واللاجئين والحدود والدولة وغيرها", معرباً عن رفضه للعمليات العسكرية الاسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين, وأعتبر أن مثل هذه الأعمال ليست عقبات فقط وإنما تعطل عملية السلام. دعوة موسى وفي المقابل دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عباس إلى التوقف عن استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالقبلات كلما التقيا, قائلاًُ:" إن فتح معبر رفح مسألة تخص مصر وحدها". واضاف موسى في اختتام اجتماع مجلس الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين إن قضية فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والمعونات إلى أهالي قطاع غزة هي "مسألة تخص مصر وحدها"، مشيراً إلى أن جمعية الصليب الأحمر الفلسطينية تتحمل كافة مسؤولياتها داخل القطاع. إنتفاضة ثالثة وعلى صعيد آخر حذر السفير البرتغالي في الجزائر لويس دي المايدا سامبايو من أن ''عدم توصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق سلام ولو جزئي قبل نهاية السنة الجارية، سيؤدي حتما إلى إدخال المنطقة في دورة عنف جديدة أو انتفاضة ثالثة ستدوم سنوات، سيكون لها انعكاسات جد خطيرة على المنطقة، سيما مع استمرار تأزم الأوضاع أكثر في قطاع غزة والأراضي المحتلة''. كما أعتبر لويس دي المايدا أن الأوضاع مهما تطورت في منطقة الشرق الأوسط:" سيأتي اليوم الذي يتم فيه التوصل إلى اتفاق سلام ولو جزئي، لأنه من المستحيل إحلال سلام في المنطقة من دون التوصل إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وباقي الأراضي المحتلة وعلى رأسها الجولان''. إتهامات حماس
وفي أول رد لحماس على إتهامات الرئاسة الفلسطينية, أعتبرت الحركة التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة ثمرة مرة لزيارة بوش الاخيرة للمنطقة وإصرار عباس على مواصلة التفاوض مع الاحتلال, حيث قال عضو المجلس التشريعي عن حماس مشير المصري:" إن الاجرام الصهيوني المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة هو ثمرة لمؤتمري أنابوليس وباريس بالاضافة إلى زيارة بوش الاخيرة للمنطقة وتصريحاته المؤيدة بشكل سافر للكيان الإسرائيلي". وأعرب المصري عن أسفه من اصرار محمود عباس على التفاوض مع حكومة ايهود اولمرت على أمل الوصول الى الاتفاق على ما يسمى بوثيقة الحل النهائي، وقال:" إن عباس يتحمل حاليا جزءا مما يجري من اجرام إسرائيلي في قطاع غزة ذلك إن التفاوض يعطي غطاءً واضحا للاحتلال ليفعل ما يريد", مشيراً الى أن إسرائيل تحاول من خلال تصعيد اجرامها كسر صمود الشعب الفلسطيني من اجل تركيعه بيد أنه سيفشل في النهاية مهما غلت التضحيات". وفيما يتعلق بمحاولات اعادة اللحمة الى البيت الفلسطيني عبر اجراء لقاءات مع حركة فتح، قال المصري: حماس تحرص على اعادة الوحدة للصف الفلسطيني بهدف تخطي المأزق الحالي بيد أن السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس تصر على ادارة ظهرها لابناء الوطن وفضلت التعاون مع العدو لضرب المقاومة وبالتالي فإن هذا الامر لا يساعد على اجراء لقاء مع فتح في ظل الظروف الحالية.