أغري الصمت الدولي والعربي إسرائيل علي الذهاب إلي آخر مدي في حربها الوحشية ضد قطاع غزة والتي حصدت إلي الآن أرواح نحو 66 شهيدا، فيما أصيب العشرات جراء الغارات والقصف المتواصل علي المدنيين.. ووصل الغرور والصلف بقادة الدولة العبرية إلي حد توعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بحرب لن يسلم منها أحد فيما هدد نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أهالي غزة بحريق أكبر إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ علي شمال إسرائيل. وتوعد اولمرت بجعل حركة حماس تدفع ثمنا باهظا لعمليات اطلاق الصواريخ علي اسرائيل بالرغم من القلق الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس علي المدنيين في قطاع غزة. والتقي اولمرت في طوكيو رايس التي كانت تختتم جولة علي ثلاثة بلدان من شرق اسيا قبل القيام بزيارة الثلاثاء المقبل الي الشرق الاوسط بهدف تحريك عملية السلام المتعثرة. وقال اولمرت للصحفيين "اوضحت لوزيرة الخارجية اننا لن نوقف معركتنا" مؤكدا "سنجعل الارهابيين يدفعون ثمنا باهظا جدا". رايس من جهتها دعت الي وقف عمليات اطلاق الصواريخ علي اسرائيل في وقت يسجل تصعيد في العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين غداة مقتل طالب اسرائيلي جراء اطلاق صاروخ من قطاع غزة علي مدينة سديروت جنوب اسرائيل في عملية تبنتها حماس المسيطرة علي قطاع غزة. وقالت بعد اللقاء مع اولمرت "يجب وقف الهجمات الصاروخية" معبرة في الوقت نفسه عن "قلقها حيال الابرياء والوضع الانساني في غزة". وتابعت "رددت لرئيس الوزراء اننا ناسف جميعا لمقتل طالب جامعي اسرائيلي واكدت له اننا سنواصل التاكيد بوضوح علي وجوب وقف الهجمات الصاروخية علي اسرائيل". وكان هذا اول اسرائيلي يقتل بصاروخ اطلق من غزة منذ ان سيطرت حماس علي القطاع في يونيو وقد اعلنت الحركة ان العملية جاءت ردا علي قتل عدد من ناشطيها مؤكدة انها تحتفظ بحق "الرد بكل الوسائل الممكنة". واشتهد 14 فلسطينيا بينهم رضيع وطفل الاربعاء في هجوم اسرائيلي علي قطاع غزة. واكد اولمرت ان "علي حماس تحمل مسئولية افعالها"، معتبرا ان "ما حصل يمكن ان يتكرر في المستقبل القريب". وقال "اننا في خضم هذه المعركة وسنواصلها حتي يزول الخطر الذي يهدد المقيمين في الجنوب". وقال "ليس لدينا صيغة سحرية لحل هذه المشكلة في يوم او يومين. انها عملية مؤلمة. اننا نتكبد ضربات موجعة وسنرد عليها بضربات موجعة ايضا". وسجل هذا التصعيد في وقت تكثف الادارة الامريكية مساعيها الدبلوماسية في الشرق الاوسط علي امل احراز تقدم في اتجاه السلام قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش في يناير المقبل. واستضاف بوش مؤتمرا دوليا للسلام في الشرق الاوسط في نوفمبر في انابوليس قرب واشنطن بعد سبع سنوات من الجمود في المفاوضات وحدد المؤتمر هدفا للاسرائيليين والفلسطينيين التوصل الي تحقيق حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا الي جنب بحلول نهاية 2008. كما زار بوش اسرائيل والاراضي الفلسطينية الشهر الماضي في اول زيارة للمنطقة خلال ولايتيه الرئاسيتين. وقالت رايس قبل زيارتها لاسرائيل والاراضي الفلسطينية المقررة بين الثالث والسابع من مارس انها لا تزال بالرغم من التصعيد تري "التزاما ملفتا" بخارطة الطريق التي وضعها مؤتمر انابوليس من جانب اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي هزمته حركة حماس في قطاع غزة. وقالت "اهم ما يمكن القيام به هو اغتنام الفرصة المتاحة لنا لتحقيق هذه الرؤية لدولة فلسطينية". ورأت ان "هذا ما سيعطي الاسرائيليين والفلسطينيين في نهاية الامر ثقة بان مستقبلا من السلام والامان وليس من النزاع ينتظرهم". كذلك تعهد اولمرت خلال محادثاته في اليابان التي تعتبر من الجهات المانحة الكبري للسلطة الفلسطينية تحقيق تقدم في خارجة الطريق بالرغم من تشكيكه في واقعية المهلة المحددة حتي نهاية العام الجاري. وعادت رايس بعد لقائها اولمرت الي الولاياتالمتحدة بعدما زارت اليابان والصين وكوريا الجنوبية.