القدسالمحتلة: يبدو أن صواريخ المقاومة الفلسطينية وما تخلفه من رعب بين الإسرائيليين دفعت إسرائيل للرضوخ، فبعد رفض أي شكل من اشكال المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اعلنت اسرائيل انها مستعدة للتفاوض مع حماس من خلال وسيط ، حسبما قال وزير النقل الاسرائيلي شاؤول موفاز.
جاء ذلك بعد أن قالت قناة التلفزيون الإسرائيلية الثانية إن رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية أبدى استعداده لإجراء مفاوضات مع الإسرائيليين لوقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل ووقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
واضاف موفاز ان التفاوض اذا حصل فسوف يهدف الى منع اطلاق صواريخ من القطاع باتجاه الاراضي الاسرائيلية، واشارت اسرائيل ان هذه الخطوة تأتي ردا على اقتراح تقدم به رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية على التلفزيون الاسرائيلي، إلا ان حركة حماس عادت ونفت نيتها الدخول بأي مفاوضات مع الاسرائيليين.
وفي سياق متصل استبعد مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إمكانية إجراء أي نوع من المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع حماس، وأكد أن بلاده لن تتفاوض إلا مع القيادة الفلسطينية التي تعترف بالخطوات التي حددها المجتمع الدولي لمسيرة السلام.
وأضاف ريجيف:" تريد إسرائيل السلام مع الفلسطينيين، وهي تتفاوض معهم الآن، وآمل أن تحقق مفاوضاتنا تقدما خلال الأشهر المقبلة. غير أن حركة حماس نأت بنفسها عن الحوار، وعزلت نفسها برفضها المستمر للخطوات التي حددها المجتمع الدولي لتحقيق السلام.
استعداد حماس للتفاوض
وكان إسماعيل هنية قد تحدث أمس الثلاثاء في اتصال هاتفي مع القناة الاسرائيلية الثانية عن "هدنة"، وقال ان على اسرائيل وقف هجماتها وحصارها على الفلسطينيين وبعد ذلك يكون الكلام عن هدنة، وجاء كلام هنية بعد ساعات من استهداف اسرائيل لاكثر من 12 مسؤولا عسكريا من حركة الجهاد الاسلامي في غزة تتهمهم باطلاق الصواريخ من القطاع.
ومن جانبه أكد طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة ما ذكرته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي حول استعداد حماس لوقف المقاومة ومنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل وبدء التفاوض مع حكومة أولمرت.
واعتبر النونو فى تصريح له أن هذا الموقف ليس جديد وحكومة حماس مستعدة للهدنة، معتبرا أن هذا موقف الفصائل الفلسطينية أيضا في غزة وليس موقف حماس فقط.
واعترف النونو أن هذا الموقف ليس جديد ولكنه خرج الآن إلى الواجهة في ظل التصعيد الإسرائيلي والاغتيالات المكثفة التي طالت قادة في الجهاد الإسلامي وتهديد إسرائيل باغتيال قادة في حماس إذا لم توقف الصواريخ، وقال النونو أن هنية اختار إجراء الاتصال مع التلفزيون الإسرائيلي لأنه رأي أن هذا هو الوقت المناسب لديه مطالبا إسرائيل بإصدار موقفها من طلب هنية بشكل واضح .
حديث لم يسجل
وقالت مصادر إعلامية ان رئيس الوزراء المقال قال:" احاول دائما وقف اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل ولكن الاستهدافات الاسرائيلية المستمرة لغزة تعيق جهودي بالتوصل الى اي نتيجة". وكان مسؤولون من حماس قد اشاروا امس الى ان الحركة بعثت برسالة الى السلطات الاسرائيلية من خلال طرف ثالث، الا ان حكومة اولمرت قالت انها لن تؤكد هذه المعلومات، واضاف الناطق باسم مكتب اولمرت مارك ريجيف ان إسرائيل لن تفاوض حماس قبل ان تعترف هذه الاخيرة باسرائيل وبالاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية التي تم التوصل اليها وقبل ان تتخلى عن العنف.
وكانت حركة الجهاد الاسلامي قد هددت "بتنفيذ سلسلة من العمليات الاستشهادية داخل العمق الاسرائيلي" بعد الغارات التي شنتها الطائرات الاسرائيلية على اهداف في قطاع غزة في اليومين الاخيرين وقتلت خلالها المسؤولين العسكريين للحركة.