تجددت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، اليوم الأحد، لتُخلِّف شهيدين أحدهما طفل، حسب ما أكَّدته مصادر طبية وأمنية في القطاع، لترتفع بذلك محصلة قتلى الغارات في اليومين الماضيين إلى 17. وقد أعلن المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة للحكومة المقالة أدهم أبو سلمية "استشهاد مواطن وطفل وإصابة آخرين بجروح متوسطة في غارة صهيونية على حيّ الزيتون شرق مدينة غزة". وأشار إلى أنه بذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 17 منذ يوم الجمعة إضافة إلى أكثر من 30 جريحًا. من جهتها قالت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي: إنَّ إسرائيل قضت على التهدئة في غزة نهائيًا بتصعيدها الأخير وتوعدت بالردّ. على الجانب السياسي قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: إنَّ مسئولي حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي أبلغَا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحرصهما على عدم التصعيد في قطاع غزة والالتزام بالتهدئة. وأضافت الوكالة: إنَّ عباس أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح "اللذين أبديا حرصهما على عدم التصعيد والالتزام بالتهدئة لتفويت الفرصة على الاحتلال لمواصلة عملياته العسكرية في القطاع". ونقلت الوكالة أنَّ عباس "أعطى تعليماته للاتصال مع الجانب الإسرائيلي مطالبًا بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، كما حَمّل الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية هذا التدهور الخطير بسبب أعمالها العدوانية ضد أبناء شعبنا من اغتيالات واقتحامات وتدمير للبنية التحتية". أما رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية فأجرَى اتصالات "مكثفة" لوقف سلسلة الهجمات الإسرائيلية على القطاع، وقال المكتب الإعلامي لهنية في بيان صحفي مقتضب: إنَّ "رئيس الوزراء يجري اتصالات مكثفة لوقف العدوان على القطاع، ويؤكّد أنَّ أولويات الحكومة الآن هي حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان وتعزيز الصمود". وأوضح المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو أنَّ حكومته "أبلغت الأشقاء في مصر أننا لن نكون حماة لأمن الاحتلال وأننا نرفض معادلة القتل في ظلّ التهدئة أو أن يحاول الاحتلال أن يفرض رؤيته". وفي إطار الردود الغربية على الاعتداءات الإسرائيلية، أعربت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما إزاء "تصاعد العنف"، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: "نحن قلقون جدًا إزاء عودة العنف إلى جنوب إسرائيل". في المقابل أكّدت السلطات الإسرائيلية على أنَّ تجدد الغارات على القطاع جاء كرد على سقوط أكثر من 90 صاروخًا على مناطق مختلفة في المستوطنات القريبة من القطاع، مما أدى إلى جرح أربعة إسرائيليين على الأقل. وميدانيًا، أكد عدد من المسؤولين الفلسطينيين، السبت، تغلغل أربع دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي مسافة 100 متر داخل حدود القطاع.