قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن مصر استعادت مكانتها كأكبر مشترٍ للقمح في العالم, ودخلت السوق مرة أخرى بأكبر مشترياتها منذ عام 2010، مما يساعد على رفع أسعار العقود الآجلة من السلعة في جانبي الأطلسي. وفي مقارنة بين الحكومة الحالية وسابقتها، أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسلامية بقيادة الرئيس السابق محمد مرسي فشلت خلال حكمها في تلبية الطلب العام على الغذاء والوقود المدعوم، مما دفع أعمال الشغب التي ساعدت في الإطاحة بها، واصفة القيادة الحالية المدعومة من الجيش، أنها تصارع مع نفس التحدي، في محاولة للتأكد من وجود ما يكفي من الخبز الرخيص ل 85 مليون مواطن. وأوضحت أن ندرة شراء مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، نتيجة الاضطرابات السياسية، كان سبب كون القمح احد السلع الأسوأ أداء خلال عام 2013 ؛ حيث تراجع 18 في المائة خلال العام. ونوهت إلى أن سوء الأحوال الاقتصادية في مصر، دفعها لانتظار انخفاض الأسعار لتخزين القمح الذي يستخدم في برنامج الخبز المدعوم. أكدت الصحيفة على الرغم من أن الاقتصاد المصري يعاني من كدمات شديدة؛ إلا انه لا يمكن للدولة عدم مد المواد الغذائية الأساسية بأسعار مدعومة، مشددة على أن مصر في حاجة خاصة للقمح الأجنبي هذا العام بسبب فشل المحصول المحلي في الارتقاء لتقديرات الحكومة السابقة، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية. وأشارت "وول ستريت" إلى أن المحللين الآن أعربوا عن تفاؤلهم لانخفاض الأسعار بما يكفي لمواصلة مصر زيادة مشترياتها هذا العام في محاولة لتجنب معاناة نقص الغذاء؛ لأن أي نقص يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الصراع الداخلي. ومن جانبه، قال جوزيف فكلافيك رئيس سمسرة معيار الحبوب ومقرها شيكاغو، إن القمح رخيص بالنسبة إلى ما كان عليه في السنوات القليلة الماضية حيث بلغ سعره في شيكاغو 9,43 دولار للبوشل في يوليو 2012، مما زاد الطلب عليه، نافيا وجود نقص في القمح بالسوق العالمية متوقعا أن مسيرة الطلب على المدى القصير لن تكون واردة. ويرى كيفن دافيت نائب رئيس مبيعات السلع والتجارة في آلية التنسيق الإقليمية لإدارة الأصول، أن التاريخ لم يكن أبدا رحيما بالحكومات التي كانت غير قادرة على إطعام شعبها. وقال المحلل كارل سيتذر أن أسعار القمح منخفضة بما يكفي لتأجيج الطلب العالمي منوها "نظرا للاهتمام من مصر ومنطقة الشرق الأوسط وموجة البرد التي تواجه الغرب الأوسط الأمريكي، أعتقد ارتفاع الأسعار من هذه المستويات على مدى الشهرين المقبلين لذلك هذا هو الوقت الجيد للشراء". يذكر أنه في مطلع الأسبوع الحالي، اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية 535 ألف طن متري من القمح الأوكراني والروسي والفرنسي والروماني بمتوسط سعر 317 دولار للطن الواحد.