عبد الهادى :الثقافة جزء من الأزمة الراهنة خضر: السيرة الهلالية تبرر الغزو و القتل و يتلون فيها الشرف مع المصلحة الكفراوى : خلال ال 60 عام الماضية الثقافة فى أزمة حقيقية إنتصار عبد المنعم تهاجم المثقفين الذين ساهموا فى الأزمة الراهنة الجميلى للأدباء : لم ينجح أحدكم فى الاقتراب من عنوان المائدة المستديرة فجرت المائدة المستديرة الأولى لمؤتمر أدباء مصر فى دورته الجديدة قضية " كيفية الخروج من الأزمة الراهنة برؤية ثقافية " و تحدث فيها الروائى سعيد الكفراوى، الدكتور الشاعر فارس خضر وأدارها د. زين عبد الهادى. كانت المناقشة ساخنة بحق و احتوت على تفاعل من الحضور الذى انتقد بعضهم المثقفين الذين ساهموا فى الأزمة الراهنة ، وهاجم الكاتب والصحفى الجميلى أحمد الأدباء مؤكداً أن عنوان المائدة المستديرة لم يقترب منه أحداً منهم . و أكد د. زين عبد الهادى أن الثقافة جزء من الأزمة الراهنة التى نمر بها ثم طرح مجموعة من التساؤلات حول الأزمة الثقافية و الذائقة الثقافية للمصريين ، وأين ذهبت هذة الثقافية المصرية التى كانت فى أزهى عصورها فى الستينات؟ ، ولماذا دفعت الدولة المثقف أن يعانى دائماً من أزمات حياتيه مستمرة؟ ، و استنكر النظر للثقافة على أنها مجرد كتاب أو ديوان شعر يتم نشره . ثم تحدث الشاعر د. فارس خضر عن الجماعة الشعبية التى أعطت أصواتها للأخوان، و التى نزلت أيضا يوم 30 يونيو لتسقطهم ، و عن الجانب الأكثر دموية فى الشخصية المصرية، فبعد 30 يونيو نزلت تلك الجماعة الشعبية لحرق الكنائس . و عن عقلية هذه المجموعة الشعبية قال أن بها جانب تعصبى لا تتقبل الآخر ، وأشار إلى أن فى تراثنا الشعبى كثير من القيم السلبية التى تقف ضد التحديث. و ضرب خضر مثال بالسيرة الهلالية التى قال أنها تبرر الغزو والقتل وتتلون فكرة الشرف فيها حسب الأحوال والمصالح، والخلاصة أن هناك جوانب فى العقلية الشعبية تدعم التسامح، ولكن هناك جوانب أخرى ترسخ العداوة والتناحر، وأشار أنه بعد ثورة 25 يناير حدث إختلال حاد فى منظومة القيم وحدثت حالة من الإستقطاب المجتمعى مزقت المجتمع المصرى، مؤكداً أنه للخروج من الأزمة لابد من تحديث المجتمع المصرى. وأكد الروائى سعيد الكفراوى أن الثقافة المصرية عبر الستين عاماً الماضية تعيش أزمة حقيقية، وأضاف أن الغلو فى الحديث عن إزدهار فترة الستينات فى المسرح والرواية حديث يحتاج لمراجعة وتأمل، وأرجع الكفراوى ما حدث لأزدهار الثقافة فى الستينات للوعى الليبرالى لرواد هذه الثقافة مثل "لويس عوض، سلامة موسى"، لذا ظلت الفنون بكل أشكالها تستمر فاعلياتها وتأثيرها من هؤلاء الرواد فى الحياة العامة والثقافية، وغياب هؤلاء عن الثقافة المصرية أخر كثيراً بالثقافة المصرية. واختلف د. محمود قنديل مع الروائى سعيد الكفراوى الذى يرى أن جيل الستينات نتائج للمرحلة الليبرالية السابقة عليه، ولكن قنديل يرى أن المؤثر فى جيل الستينات هو المشروع القومى الذى أعطى استمرارية لهذا الجيل، ودل على ذلك أن المؤثر الحقيقى لإخفاق جيل السبعينات هو إنتفاء المشروع القومى، وأشار د. قنديل أن ما ينقصنا رؤية مجتمعية موحدة للتغيير تخلق تطلعاً موحداً. وحيا الشاعر فريد أبو سعدة جرأة الشاعر فارس خضر فى الاعتراف بالنقائص فى الشخصية المصرية، مبرراً ذلك أنها تكونت عبر حضارات مختلفة وقيمتها الأساسية هى التحايل على المعايش، كما اختلف مع سعيد الكفراوى فى أن جيل الستينات الرواد كانوا من اليسار مثل يوسف إدريس ونعمان عاشور، وأكد قنديل أن الطليعة الثورية فى ثورة 25 يناير كانت من الطبقة البرجوازية من الطلبة من الطبقة المتوسطة ولم يشارك فيها العمال والفلاحين، مؤكداً أن الحل من وجهة نظره إعادة تفعيل وزارة الثقافة بإعادة هيكلتها بحيث تقوم بدورها الثقافى بإستقلالية بعيداً عن السلطة السياسية. وهاجم الكاتب والصحفى الجميلى أحمد الأدباء مؤكداً أن عنوان المائدة المستديرة لم يقترب منه أحداً منهم كما هاجم جيل الستينات لأنه يرى أنه الجيل الأكثر فساداً فى الوسط الثقافى فهو لا يقدم إلا لذاته فقد، إحتل مناصب كثيرة فى وزاره الثقافة، ولم يحاول أحد منهم أن يقدم أديب شاب. كما هاجمت القاصة إنتصار عبد المنعم المثقفين الذين ساهموا فى الأزمة الراهنة مؤكدة أنهم ليس من حقهم إنتقادها الآن، مشيراً إلى مسئولية التعليم فى تعميق التعصب الدينى وتساءلت عن أى تنوع نتحدث ونحن لا نقبل كمثقفين إختلافنا فى الرأى. كما طالب الكاتب حمدى عبد الرازق بإعادة هيكلية وزارة التعليم سواء فى المناهج أو فى فلسفة التعليم، وأكد الشاذلى بشير أن المثقفين فى مصر هم سبب الأزمة التى تشير إليها، فهم لم يستطيعوا التأثير فى الشعب المصرى، وأشار الكاتب خالد الصاوى إلى الهجمة الشرسة المتفشية فى المجتمع المصرى بالنيل من كل الرموز، فليس هناك أمام الشاب المصرى اليوم رمز يحتذى به.