قالت صحيفة "واشنطن بوست"، مرت ثلاث سنوات على الربيع العربي وموجة الاحتجاجات ضد الأنظمة الاستبدادية التي أطلقت العنان للآمال الديمقراطية ولكن الأحداث في مصر هذا الأسبوع أظهرت أن البلاد تخلت عن طريق الديمقراطية، حسب قولها. وطالبت الصحيفة الأمريكية في مقالتها الافتتاحية اليوم الجمعة، الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات صارمة تجاه ما يحدث بمصر، مشيرة إلى أن هذه المأساة التي تواجهها مصر حاليا من المحتمل أن ترتب عليها آثار خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أن النكسة الأكثر ضررا جاءت الأربعاء، عندما أعلنت الحكومة المصرية المؤقتة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، دون أي دليل، حسب وصفها. ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات اتهمت جماعة الإخوان وألقت باللوم عليهم بعد الانفجار الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية وثُبت أن جماعة أنصار بيت المقدس هي المسئولة عن الحادث. وأكدت الصحيفة أن الحكومة المدعومة من الجيش المصري يتم استخدامها كأداة ضغط ضد جماعة الإخوان المسلمين، تلك الحركة الإسلامية التي طالما عملت في الظل لعقود ولكن اقتحمت السياسة مع صعود زعيمها، الرئيس السابق كأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر في يونيو 2012. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الأداء البائس في منصبه، أطيح بمرسي في يوليو الماضي، معتبرة أن تسميته الجماعة ب"المنظمة الإرهابية" له تأثير واسع. وبعد تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية إزاء الأحداث في مصر بعد أن أعربت واشنطن عن قلقها "إزاء الأجواء الحالية وآثارها المحتملة على التحول الديمقراطي في مصر، ترى الصحيفة أن هذه التصريحات ليست صارمة بما فيه الكفاية. واختتمت الصحيفة بقولها إن مصر ظلت لفترة طويلة حليف وثيق للولايات المتحدة وحجر الزاوية للاستقرار في المنطقة، مضيفة أن واشنطن لا يجب أن تظل خجولة في مواجهة القمع الحالي.