لا تزال مصر وما يحدث بها أحد اهتمامات الصحافة الغربية ، فحتى الآن يركز الإعلام الغربي علي أصداء الانقسامات المصرية تجاه الجيش المصري عقب الأحداث العاصفة الأخيرة التي شهدتها مصر عقب أحداث كنيسة الماريناب ، وأفردت بعض الصحف صفحاتها لتحليل العلاقة بين أمريكا ومصر قبل وبعد ثورة ال25 من يناير وموقف أمريكا من المعونات التي تقدمها لمصر . كما طرح البعض منها خبر اغتيال السلطات الأمريكية لأحد أبناء المنتمين إلي تنظيم القاعدة بدافع الانتقام علي ما ارتكبه سلفاً في حقها.
انقسامات مصرية
فقد تناولت وكالة أنباء الأسوشيتد برس مقالاً للكاتبة سارة الديب بعنوان "المصريون منقسمون تجاه الجيش جراء صاعقة سفك الدماء ، وأكدت فيه أن السلوك الذي اتبعه الجيش المصري تجاه المظاهرة التي أسفرت عن قتل ما يقرب من 20 قبطي، لم يقتصر تأثيرها فقط علي مشاعر الدهشة الصاعقة التي انتابت المصريون وتصاعد الاحتقان بين المسلمين والأقباط ، بل تركت مشاعرهم ممزقة تجاه القوة التي كانت تبدو في نظرهم حامية لمصر.
وأشارت الديب في مقالها الي أن الجميع من مؤيدي الجيش ومعارضيه أصبح يتساءل عن كيفية وقوع هذا العدد الكبير من القتلي ، مضيفة أن أحداث الأسبوع الماضي عمقت شعورا بعدم الثقة بين صفوف المتظاهرين من الناشطين السياسيين الليبراليين واليساريين الذين قادوا مظاهرات ضد المجلس العسكري على مدى الشهور الماضية ، وساهمت في تعالي صيحاتهم للمطالبة برحيل المجلس .
وأشارت الديب إلي إحساس قطاع كبير من الشعب المصري بالصدمة، لأنهم كانوا ينظرون للجيش علي أنه صمام الأمان الحامي لمصر، لما قام به من مجهودات كثيرة خلال الفترة الانتقالية للانتقال بالبلاد إلي نظام ديمقراطي حقيقي ، وفي المقابل مازال البعض يدافع عن المجلس العسكري محاولين التماس العذر له، وحللت الكاتبة ذلك بأن كون معظم ضحايا المظاهرة الأخيرة من الأقباط ، هو الذي دفع البعض للتعاطف مع الجيش جراء تصاعد التوتر الطائفي بين المسلمين والأقباط.
مسار المعونة
وفي محاولة لمعرفة مسار المعونة الأمريكية لمصر ، أشار الكاتب والمحلل السياسي المصري الأمريكي ، شادي حامد - مدير مركز بروكينجز الدوحة للأبحاث - انه حان الوقت لكي تصلح أمريكا من الخطأ الذي ارتكبته في المساندة الطويلة لنظام استبدادي ومنحه المعونات المختلفة التي استغلها لمصالح شخصية ، وتطرق إلي مطالبة بعض المشرعين الأمريكيين بوقف الولاياتالمتحدة لمعوناتها المقدمة لمصر في حال بزوغ النجم السياسي للإخوان المسلمين وتصاعدهم للوصول إلي الحكم ، ولكن عقبت السلطات الأمريكية بالتخوف من اتهامها بالنفاق من دفعها لدول المنطقة نحو الديمقراطية في الوقت الذي تحرم فيه شريحة عريضة – كالإخوان - من المجتمع المصري من ممارسة حقوقها السياسية .
اغتيال مبرر
كما تناولت شبكة إيه بي سي نيوز الإخبارية تبرير السلطات الأمريكية لما قامت به من اغتيال لنجل الشيخ عمر عبد الرحمن - المعروف بالشيخ الضرير - أحد الشيوخ المتشددين والذي تم حبسه في الولاياتالمتحدة لتخطيطه عام 1990 لاقتحام وتفجير بعض مواقع نيويورك بأنه مجرد حماية لنفسها من خطر كبير يهدد أمنها القومي .
وذكرت الشبكة أن طائرة من غير طيار قتلت نجل الشيخ انتقاماً منه من ناحية ومن والده الذي كان بمثابة القائد الروحي للجماعة الإسلامية، والذي أدانته الولاياتالمتحدة عام 1993 في تفجيرات مركز التجارة العالمي من ناحية آخري .