اتهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اليوم الجمعة الولاياتالمتحدة بشن ضربة لطائرة بدون طيار قتلت طفل يبلغ من العمر عامين أمس الخميس ، متعهدا بعدم توقيع اتفاق أمني طويل الأمد إذا استمرت مثل تلك الهجمات. وقال كرزاي في بيان نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على موقعها الإلكتروني – إن الطائرة الأمريكية بدون طيار أطلقت النار على منزل قبل الظهر في إقليم هلمند ، مما أسفر عن مقتل الطفل وجرح امرأتين ، مشيرا إلى أنه استقى المعلومات من محمد نعيم حاكم الإقليم. ومن جانبه ، أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة صباح اليوم على أنه شن ضربة أثناء استهداف متمرد كان يستقل دراجة بخارية ، غير أنه قال إنه تسلم تقارير تفيد بأن ضربة جوية قتلت بالخطأ طفلا بالإضافة إلى الهدف المقصود ، وتعهد التحالف بإطلاق تحقيق بشكل فوري والعمل مع المسئولين الأفغان لتحديد ما حدث وأسبابه . وأعربت قوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" عن عميق أسفها لأية خسائر في صفوف المدنيين جراء هذه الضربة الجوية أمس ، مشيرة إلى أن امرأتين أصيبتا أيضا في الضربة ، وأكدت التزامها بضمان اتخاذ كافة الإجراءات لمنع خسائر بالنسبة للمدنيين. وأشارت الصحيفة الى أن الادعاءات ستغذي على الأرجح التوتر بسبب تردد كرزاي في الموافقة على خطة ستسمح لآلاف القوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان بعد عام 2014 ، ولفتت إلى أنه بعد أعوام من المفاوضات ، إعتقدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها انتهت من اتفاق مع كرزاي الأسبوع الماضي للسماح لقرابة 15 ألف فرد من القوات الأجنبية بالبقاء لتدريب الجيش ومساعدته ، غير أن كرزاي كان مترددا في التوقيع حيث قال إنه يريد أولا تطمينات بأن الولاياتالمتحدة لن تتدخل في الانتخابات الأفغانية وأنها ستوقف الغارات الأمريكية على المنازل الأفغانية وستساعد في بدء محادثات السلام بين حكومته ومتمردي طالبان. وقال كرزاي في البيان "يظهر هذا الهجوم أن القوات الأمريكية لا تحترم الحياة وأمان بيوت الشعب الأفغاني"، مضيفا "على مدار أعوام ، كان أناس ألابرياء ضحايا لحرب تحت اسم الإرهاب ، ولم يكن لديهم أمان في بيوتهم" ، وشدد على أنه لن يوقع اتفاق أمني إذا تواصلت مثل هذه الأعمال الظالمة من جانب القوات الأجنبية. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان بيانه يطالب بنهاية لكافة الضربات التي تشنها الطائرت بدون طيار أو الهجمات التي تستهدف المنازل ، موضحة أن موقف كرزاي من الاتفاق يبعث على القلق بالنسبة لقادة سياسيين أفغان يقولون إنه يخاطر بأمن أفغانستان بسبب أن الاتفاق يتضمن تمويلا أمريكية ومن دول التحالف قيمتها 4 مليارات دولار من أجل الجيش الأفغاني.