ثلاثة اعوام مروا علي إندلاع ثورة الخاس والعشرون من يناير تلك الثورة التي أطاحت بنظام عتي إستمر لمدة 30 عاما حتي اتت إرادة الشعب المصري واسقط هذا النظام الذي سقط معه المئات من الشهداء والجرحي ومصابي الثورة ليعاد صياغة كتب التاريخ والمناهج الدراسية مرة أخري لتتضمن تلك الفترة الزمنية والتي إستمرت لمدة 18 يوما متتالية لم تقتصر الثمانية عشر يوما علي ميدان التحرير فقط بل أحيت كل محافظات مصر الثورة بطريقتها التي لم تختلف كثيرا عن بعضها البعض حتي صنعت كل محافظة ميدانا للثورة خاصا بها ليمثل توثيقا لأحداث الثورة ويمثل ايضا ارضا للإحتجاجات والتظاهرات والمليونيات التي إقيمت عقب إنتهاء الثمانية عشر يوما ميدان المحافظة يتحول لميدان " الثورة. وفي محافظة الدقهلية لم يكن يخطر ببال احد ان يتحول الميدان المقابل لمبني الديوان العام لمحافظة الدقهلية بمدينة المنصورة الي ميدان الثورة والذي لقب بعدة القاب منها ميدان الشهداء وميدان تحرير المنصورة وميدان الثورة فقد كان الميدان منذ سنتان لايميزه شئ قط يكتظ في وقت الذروة بالموظفين العاملين بمبني الديوان والبنوك والمؤسسات المجاورة له إلا ان الثوار حولوه الي ميدان الثورة ليعبروا من خلاله عن تظاهراتهم التي إنطلقت صباح يوم الخامس والعشرون من ميدان مشعل بمدينة المنصورة تحول الميدان عقب ذلك الي منبرا لإحياء الإحتفاليات والذكريات اي أن كانت سببها سوأ تنديدا ورفضا لقرارات ما او تعبيرا عن الفرحة والسعادة لقرارات أخري كما أصبح الميدان ساحة صلاة لعيدي الفطر والأضحي يؤدي الألاف من أبناء المحافظة صلاتهم به . تعرض مبني محافظة الدقهلية الي الحرق مثلما تعرضت مقرات الحزب الوطني المنحل للحرق ايضا في شتي المحافظات بمثابة اعلانا قويا لسقوط النظام العتي الميدان شاهد علي 3 شهداء سقطوا في ثورة " يناير "يمثل الميدان والمنطقة المجاورة به والتي امتدت الي مبني مديرية امن الدقهلية شاهدا علي 3 شهداء فقدتهم المحافظة في ثورة يناير وهم الشهيد محمد جمال سليم والشهيد محمد أمين الباز والشهيد سامح محمد السيد الباعة الجائلون يحتلون الميدان. من ناحية اخري اصبح الميدان يمثل ارضا خصبة للباعة الجائلين فمن المعروف ان اي تجمع بشري يحتاج العديد من الخدمات فمثلت الثورة "وش السعد" كما اطلق البعض علي الباعة الجائلين فأصبحوا من أكثر الفئات إستفادة من إندلاع الثورة كما إستفادت أيضا المقاهي المجاورة للميدان بشكل كبير وعلي رأسها مقهي الشهاوي المقابلة للميدان والتي أصبحت بمثابة مكان التجمع للثوار . يقول أحمد لطفي بائع شاي بالميدان انه كان يعاني من الكساد والركود قبل الثورة حيث لايوجد مصدرا اخرا للدخل له وكان يجلس في عدة أماكن متفرقة بحثا عن لقمة العيش إلا انها وجد ان ميدان الثورة هو الميدان الأنسب لعمله وبالفعل حقق تحسنا في الحالة المادية في تلك الفترة واصبح الميدان مكانا مناسبا له . اما السيد عربي احد الباعة فيقول ان الجميع يعتبر فئة الباعة الجائلين فئة مهمشة لاتهتم بأحوال البلد مستنكرا ذلك ومؤكدا انه كان متابعا جيدا للثورة من اللحظة الأولي لانه ايضا عاني من قهر وظلم من النظام السابق الذي إعتبر فئة الباعة الجائلين فئة مهمشة لاوجود لها بالمجتمع فجاءت الثورة لتطيح به ، مشيرا الي انه كان يتحدث مع العشرات من شباب الثورة الذين كانوا يستمعون اليه والي حديثه بإعتباره فردا من أفراد المجتمع لم تنته القصص الخاصة بميدان الثورة بالمنصورة إلا ان الميدان ومن به من قوي وحركات سياسية وافراد نتظرون ويرتقبون الرئيس القادم !.