الباعة الجائلين جناه أم مجني عليهم, هل الظروف ألاقتصاديه التي تعاني منها محافظة المنيا كغيرها من محافظات مصر هي التي زجت بالمئات من رجال ونساء وشباب وأطفال إلي العمل بهذه المهنة؟؟. المئات من الشباب أصحاب المؤهلات العليا و المتوسطة الذين دفنوا أحلامهم تحت ضريح البطالة, ولم يجدوا سبيلا أخر سوي العمل كباعه متجولين فافترشوا الشوارع والكباري والطرقات والميادين وأصبح المجتمع ينظر إليهم علي أنهم مجرمون ويستحقوا العقاب, وعقب اندلاع ثورة الخامس والعشرون من يناير وانتشار الفوضى زاد عددهم جدا بما يتعدي 40 ألف بائع متجول بمحافظة المنيا، وتحول البائع المتجول بالمنيا هو الحاكم بأمره في الشارع , حتى انك لا تستطيع السير علي إقدامك بشارع الحسيني "وهو احد أهم الشوارع الرئيسية بمدينة المنيا" من كثرة الباعة علي الجانبين، وامتدت الطاولات الخشبية إلي أكثر من نصف الشارع مما يعوق حركة السير تماما, خاصة بعد ثورة 25 يناير، وانتشار الفوضى وغياب الأمن بشكل ملحوظ.
وأصبح الشارع المنياوي معرضا للبضائع المختلفة وبالتالي امتلأت الشوارع بالمشاجرات بين البائعين والأهالي بسبب الاختلاف في عملية البيع والشراء، فقد امتلأت الشوارع بالألفاظ الغير مستحبه إلي مسامعنا, هذا وبات السباق بين أصحاب المحلات للحصول علي اكبر مساحه في الشارع لفرش بضائعهم علي أشده, حيث يتسابق أصحاب المحلات لجعل بضائعهم في مقدمة الشوارع لتكن إمام أعين المارة, وتحول أهالي المنيا ضحية تقاعس المسئولين عن أداء أدوارهم، حيث يعاني أهالي المنيا اشد المعاناة، فيقول محمد مختار (موظف): "إن البائعين الجائلين تسببوا في ازدحام شديد بشوارع المنيا , حيث احتلوا اغلب شوارع المحافظة وبدون ترخيص أو شهادة صحية, كما إن البعض يتخذ من هذا العمل لإخفاء إعمال البلطجة والسرقة التي يقومون بها .
وأضاف مواطن أخر : "إن غياب الرقابة علي الأسواق العشوائية، أدي إلي انتشار مثل هذه الظاهرة", كما حذر من انتشار السلع مجهولة المصدر، لما تمثله هذه السلع من خطورة علي سلامة المواطنين.
وندد مواطن أخر يدعي "سمير" من انتشار الباعة وتكدسهم فوق الكباري العامة مما يعطل حركة سير السيارات من ناحية، والمارة من الأهالي من ناحية أخري.
ويقول احد أعضاء جمعية تنمية بائعة أطعمة الشارع: "أنه لابد من وجود قانون لتنظيم الباعة الجائلين، من حيث حمايتهم وتقنين أوضاعهم , للحد من حالة الفوضى العارمة التي تسيطر علي شوارع المحافظة".
وأضاف: "انه تم تنظيم دورات تدريبية لتنمية الموارد الاقتصادية للباعة و أيضا عقد دورات لتوعيتهم صحيا، إلي جانب ذلك هناك دعم اقتصادي لهم، وذلك من خلال قروض للشباب.
إما احد الباعة الجائلين فعلق علي هذا الكلام قائلا: " ده أكل عشنا ولا يوجد مصدر أخر يمكن الاعتماد عليه لسداد احتياجات ومتطلبات الحياة اليومية".
وأضاف: "إن هناك بلطجية يقوموا بتوزيع الأماكن علي ألباعه مقابل دفع مبالغ ماليه كإتاوات".
وأضاف خالد صلاح مدير جمعية بائعي أطعمة الشارع: "إن الباعة الجائلين يواجههم العديد من المشكلات، أولها هو عدم وجود تامين اجتماعي له، حيث انه يوجد 4 أشخاص فقط مؤمن عليهم لصعوبة حصول الباعة علي ترخيص من إدارة المرافق",
وأضاف: "إلي جانب حرمانهم من التامين الصحي , ولا توجد نقابه لهم ترعي مصالحهم وتدافع عنها بل هم معرضون طوال الوقت للمطاردة من المرافق والصحة, مع العلم انه من الصعب إن يستغني الأهالي عن الباعة الجائلين نظرا لان أسعار بضائعهم اصغر من المحلات.
وأضاف صلاح: "إن اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، تقدم بمشروع قانون للباعة الجائلين ويركز علي كيفية ممارسة المهنة وذلك من منطلق أن عدد الباعة وصل إلي 5 ملايين وتصل تجارتهم إلي 30 مليار جنيه وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء و ينص القانون علي ضرورة حصول البائع الجائل علي ترخيص من الوحدة المحلية أو الحي المختص بالمحافظة علي إن يسري الترخيص لمدة سنة ويجوز تجديده ويجوز للجهة المختصة بالترخيص، و تخصيص أماكن معينة لوقوف الباعة الجائلين وتحديد الحد الأقصى لعددهم بحيث لا يضر أصحاب المحال".
وأضاف صلاح: "انه تم فعلا تخصيص أسواق تجمع الباعة المتجولين بمنطقتي ابو هلال, ميدان ناصر, إلا إن هذه المناطق بعيده عن الكتلة السكنية مما تعوق حركة البيع والشراء ودفع الباعة إلي عدم الالتزام بهذه الأماكن".
هذا ومع الانتهاء من انتخابات رئاسة الجمهورية، وإعلان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئيس وبدئه في تنفيذ برنامج المائة يوم، ظهرت العديد من الحملات الأمنية الخاصة بالمرافق، التي تستهدف إزالة التعديات الخاصة بالمرافق، حيث تم إزالة العديد من المخالفات وتحرير ألاف المحاضر الخاصة بالمرافق وإشغالات الطرق, حيث توالت الحمالات وبشكل مكثف علي شوارع المحافظة وإحيائها, ولكن هذا الأمر لم يعجب البعض فقد طالب أصحاب المحالات التجارية المخالفة لقانون المرافق تخصيص مساحه أرض لإنشاء أسواق عامة، بدلا من عمليات التهجير القصريه التي يتعرضوا لها, وحمالات الإزالة المفاجئة التي يتعرضوا لها و تتسبب في خسائر هائلة لهم .
و أضاف أصحاب المحالات، أنهم يسعون من اجل الحصول علي لقمة العيش بشرف بدلا الانجراف في عمليات السرقة والسطو و البلطجة.
وأشاروا إلي إن ارتفاع أسعار المحالات التجارية سواء التمليك أو الإيجار هي التي دفعتهم إلي افتراش الطرق الرئيسية أو الفرعية أو فوق الكباري العامة، وأضافوا أنهم لا يستطيعوا توفير المبالغ المطلوبة للحصول علي محالات تجارية.
و طالب مدحت "احد الباعة الجائلين" الأمن بالقضاء علي البلطجة وانتشار الأسلحة التي تتسبب في إثارة الذعر بين المواطنين وقتل العديد من أهالي المنيا بدلا من استخدام القوه في حمالات الازاله فالباعة الجائلين ليسوا بلطجي.
ومع تكثيف حملات الازاله والتطهير تزداد المشادات مع أصحاب المحالات التجارية فقد شهدت منطقة ميدان الشهداء وسط مدينة المنيا حاله من الكر والفر بين عدد من أصحاب الأكشاك التجارية ورجال الأمن عقب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بينهم إثناء قيام حمله لإزالة الإشغالات بالميدان.
حيث قاوم أصحاب أكشاك البقالة الكائنة بسور مبني الحزب الوطني المنحل " سابقا" مجلس الدولة حاليا, مما أثار حاله من الفوضى والارتباك المروري وتعطيل حركة سير السيارات, مما احدث ارتباك مروري. مواد متعلقة: 1. أكبر حملة في تاريخ البحر الأحمر.. عميدان يقودان إزالة المخالفات والباعة الجائلين 2. سقوط 10 الباعة جائلين في قبضة الشرطة بالأقصر 3. محافظ القاهرة يؤكد استمرار تطوير ميدان التحرير وتطهيره من الباعة الجائلين