عاش عمرا قصيرا مر سريعا كما النسيم متدفقا كالنهر لايتوقف عن العطاء منذ فجر حياته وقد شاءت المقادير أن يكون دوما قدر المسئولية وقد تحمل آلاما تنوء بها الجبال....ذاك كان جمال عبد الناصر الراحل في28 سبتمبر قبل ثلاثة وأربعين عاما لتظل مصر تكابد خريفا لاينتهي جراء مرارة الوداع لحبها الأول والأخير....جمال حبيب الملايين.الحديث عنه إن بدأ لاينتهي وإن إنتهي يترك مرارة لاتفارق جراء الحاجة الماسة إليه ولسان حال الباحثين عنه وهم جموع الجماهير التي حملت يوما سيارته في دمشق في أيام المجد التي كانت يوم ان كانت الوحدة في زمن القومية العربية وكذا جموع المصريين الذين فقدوا "جمال" حبيب الملايين,وتمضي السنين وكلما تزداد المواجع وتئن الجماهير جراء الظلم والفساد والطغيان تنشد طيف "جمال" ولسان حالها ينطق ببيت الشعر الأثير "في الليلة الظلماء يُفتقد البدر" ,وتبقي ذكري الرحيل اليمة وتلك هي الأقدار التي لاإعتراض عليها ,ومن باب الوفاء للسيرة والمسيرة لابد من دوام الحديث عن "جمال" إنتظارا لمن يكمل الحلم الذي ولي برحيل رجل أخلص لوطنه حتي الرمق الأخير ,ويبقي جمال عبد الناصر الراحل في 28 سبتمبر سنة 1970 حيا في قلوب محبيه جيلا فجيلا وهاهي مصر تنتظر من يكمل رسالة "جمال" في توقيت حرج يؤمل فيه صدق العزم وإخلاص الرجال.