في الوقت الذي يعيش فيه العالم أجواء سياسية متوترة ومترقبة، لمصير سوريا المهددة بضربة عسكرية غربية، تحيي الولاياتالمتحدةالأمريكية الذكرى 12 لأحداث 11 سبتمبر التي هزت العالم أجمع حينها. وفي 11 سبتمبر من العام 2001هزت الولاياتالمتحدة، حينما تم تفجير مركزي التجارة العالمي بنيويورك، والتي راح ضحيتها حسب تقديرات رسمية وغير رسمية إلى ما يقارب 3000 شخص وتم استثمار هذا العمل الإرهابي للربط بين الإسلام والإرهاب. وراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاستعدادات الأمنية للذكرتين السنويتين لهجمات 11سبتمبر 2001 والهجوم الدامي على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية العام الماضي واللتين توافقا اليوم الأربعاء حسبما ذكر البيت الأبيض. وأغلقت منشآت أمريكية في بعض الدول بالشرق الأوسط عدة أيام في أوائل أغسطس بسبب مخاوف أمنية قال مسئولون في واشنطن إنها تستند إلى اتصالات مرصودة أجراها أفراد على صلة بالقاعدة. وذكر البيت الأبيض أن أجهزة الأمن "تتخذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوع هجمات على صلة بالحادي عشر من سبتمبر" داخل البلاد وعلى أهداف أمريكية في الخارج،وقال أوباما في بيان: "بات يوم 11 سبتمبر يوم ذكرى للأمريكيين وغيرهم في أنحاء العالم". وأضاف: "أحداث العام الماضي وفقدان أربعة أمريكيين شجعان - السفير الأمريكي في ليبيا- كريس ستيفنز وشون سميث وجلين دوهيرتي وتيرون وودز , أوضحت حقيقة التحديات التي نواجهها في العالم". عين على سوريا وبالتزامن مع ذكرى أحداث سبتمبر أعلن أوباما أمام العالم اجمع أنه قرر شن عملية عسكرية محدودة ضد بشار الأسد الرئيس السوري لأنه استخدم الأسلحة الكيماوية في فعل مذبحة ضد أبناء شعبه، واصفا إياها بالجريمة البشعة التي لا ترضاها الإنسانية مما أدى إلى مقتل الآلاف من الأبرياء جراء هذه الهجمات، التي شنها نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية، بالإضافة إلى استخدام غاز السارين. وقال أوباما في كلمته : "كنت أعارض التدخل العسكري لكن الوضع تغير بعد استعمال السلاح الكيماوي"، مؤكداً أن نظام الأسد يتحمل مسؤولية استعمال السلاح الكيماوي في الغوطة، ومشيراً إلى أن العالم لا يمكن أن يغفر مثل هذه الجرائم. وأضاف أوباما :"من مصلحة أمننا القومي أن نرد على استعمال السلاح الكيماوي، حيث أن القتال في سوريا قد يهدد حلفاء الولاياتالمتحدة". وتابع أوباما أن الضربة المحدودة ستدفع الأسد وأي ديكتاتور آخر إلى التفكير قبل استعمال الكيماوي، مؤكدا أن نظام الأسد ليس لديه القدرة على تهديد قواتنا العسكرية. وأشار قائلا: "طلبت من الكونجرس تأجيل التصويت على قرار الضربة"، مضيفا:"من المبكر التوقع ما إذا كانت الخطة الروسية ستكلل بالنجاح"، متابعا: "طلبت من الجيش الأمريكي أن يكون جاهز في حال فشل الحلول الدبلوماسية". هجمات إلكترونية وبالتزامن مع الاستعدادات للاحتفال بذكرى سبتمبر، روجت مواقع إسرائيلية مثل "جيريزالم بوست" أن "فريقا من الهاكرز المسلمين أرسل دعوة إلى جميع القراصنة المسلمين في العالم لمهاجمة إسرائيل والولاياتالمتحدة في ذكرى 11 سبتمبر". وذكر الموقع الإسرائيلي مثل غيره من المواقع اليهودية أن "قراصنة يخططون للانتقام من الهجمات السيبرنتية يوم ذكرى المحرقة"، لافتا إلى وجود "شريط فيديو باللغة الإنكليزية نشر على يوتيوب يدعو القراصنة المسلمين في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود لإسقاط المواقع الأميركية والإسرائيلية في 11 سبتمبر، الذكرى الثانية عشرة للهجمات الإرهابية في الولاياتالمتحدة". الفيديو الذي عرض بداية من حلول سبتمبر يذكر بعض عبارات القراصنة "مرحبا، إسرائيل، هل تذكريننا؟ في اشارة الى عمليات القرصنة السابقة". ثلاث مجموعات من القراصنة، "انونيموس، أنون غوست، وفلاغة"، يتوعدون أمريكا وإسرائيل، في فيديو صوتي فقط وصور طبع عليها شعار مع عبارة "فلسطين حرة"، تحت النص الرئيسي، هناك خط بالكاد مرئي مكتوب كالتالي "جزاكم الله مساعدة القراصنة والمجاهدين". «ونحن نفس الأشخاص الذين هاجمنا مواقعكم في يوم 7 ابريل، والآن عدنا إلى معاقبتكم مرة أخرى، "صوت يعلن، في إشارة إلى محاولة سابقة، من قبل مجموعة مجهولة، إلى محو إسرائيل من الإنترنت" في يوم ذكرى المحرقة. وقالوا حسب الفيديو «نحن المسلحين التقنيين، من الجماعات المشهورة او المجهولة، نعلن عن إطلاق عملية "# OpIsrael # التي تولد من جديد"، ثم نسأل: "جميع المسلمين القراصنة للانضمام إلى العملية يوم 11 سبتمبر". وهذا بعض من العبارات التي ترددت في الفيديو الذي أرعب إسرائيل، "لا وجود لإسرائيل في الخريطة"، يقول صوت،وصوت آخر يدعو الأميركيين والإسرائيليين لتوقع هجوم نوعي في 11 سبتمبر "أميركا وإسرائيل نحن سوف نظهر لكم"، يكرر الصوت. ألف ساعة إلى ذلك.. نشر كاتب فرنسي خلاصة ألف ساعة من تحليل الشهادات والمعلومات عن هجمات سبتمبر، وقال ان هجوم برجي التجارة العالمي، كما صورته الولاياتالمتحدة، قد لا يكون حقيقة ما حدث فعلا،"يبدو أن أمريكا اخفت حقائق كثيرة عن الأمريكيين وعن العالم، أكثر من هجوم في وقت واحد، غياب امني شبه كلي، عدم صد أي من الهجمات ونجاح في إصابة كل الأهداف في أقوى دولة في العالم، والمتهمين عدد قليل من العرب". وقال تقرير فرنسي نشر على موقع "بي فولتر" أن "ملايين من الأمريكيين لا يؤمنون برواية الحكومة الأميركية لما حدث في 11 سبتمبر. وذكر تقرير الكاتب الفرنسي كريستوف سيرفان أن "استطلاع رأي للأمريكيين في 2006 اظهر حقيقة لم ترق للحكومة الأمريكية حينها ولذلك كان ذلك آخر استطلاع رأي للأمريكيين حول 11 سبتمبر وبقي الحديث في الهجوم على أمريكا أمرا مسكوتا عنه أو لا يجوز الخوض فيه كثيرا والاكتفاء فقط بالرواية الرسمية لإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن". وذكر الكاتب انه على ما يبدو أن "حقيقة ما حدث حاولت إدارة بوش الاكتفاء برواية واحدة له من دون الخوض في تفاصيل"، ويعتبر أن "الرواية الرسمية مشكوك فيها". آخر استطلاع رأي للأميركيين حول 11 سبتمبر يعود إلى 2006 أي منذ 7 سنوات، ووفقا لآخر استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز" و "سي بي اس نيوز" أجري في أكتوبر 2006، فان 16 في المائة فقط من الأميركيين يعتقدون أن الإدارة الأميركية في عهد بوش الابن قالت الحقيقة حول هجمات 11 سبتمبر، و53 في المئة يعتقدون أن الحكومة تخفي شيئا و 29 في المائة ممن استطلع رأيهم عموما يعتقدون أن الرواية الرسمية هي "خرافة" يضيف الكاتب. وعلى الرغم من أن نتيجة الاستطلاع التي تعود لعام 2006 تعد قديمة إلا انه ما من وسيلة إعلام أميركية كبرى قد غامرت بعد ذلك بالقيام باستجواب الناس عن 11 سبتمبر. من يدري لماذا؟ تساءل الكاتب. "منذ ذلك الحين، غزت نظريات المؤامرة على شبكة الإنترنت. أكثر من 40 مليون مرجع في "جوجل" متصلة فقط بعبارة "9/11 مؤامرة"، وبالنظر إلى التعليقات التي تصاحب عادة كل فيديو أو مقال، فإن النقاش بين المؤيدين والمعارضين للرواية الرسمية يبدو انه تحول بشكل كبير إلى هزيمة في أول حقل مفتوح. أيضا، فإنه ليس من المستغرب أن الخوض في موضوع حقيقة ما حدث في 11 سبتمبر يصبح فجأة من المحرمات" يضيف التقرير الذي تضمن تحليلا لسيرفان. وقد حلل الكاتب الفرنسي كل الوثائق والفيديوهات والتصريحات المتعلقة بأحداث 11 سبتمبر 2001 من دون أي أفكار مسبقة. وقال سيرفان :"اعتقد إني شاهدت تقريبا كل مواد الفيديو المتاحة على شبكة الإنترنت واستمعت وقرأت شهادة المئات من الشهود في مكان الحادث المأساة، بما في ذلك رجال الإطفاء وضباط الأمن، وبعض الناجين من هذه المأساة، درست تحليل مجموعة من الخبراء والمهندسين المعماريين والمهندسين والطيارين والمتخصصين في المتفجرات والمتخصصين في النار، وما إلى ذلك، أنا شخصيا قابلت المهنيين (الطيارين والمهندسين) دون أي ارتباط مع أي موضوع أو حتى الولاياتالمتحدة، وبالطبع قرأت التقرير الرسمي للجنة التحقيق والوثائق الرئيسية التي أعدتها حكومة الولاياتالمتحدة أو وكالاتها المتخصصة. في المجموع، قضيت ألف ساعة في دراسة حدث مثير للغاية". وخلص سيرفان بعد ألف ساعة من التحليل والقراءة والتدقيق إلى 5 نتائج. الأولى تشير إلى أن الخبراء الذين دحضوا الرواية الرسمية للحكومة الأميركية في عهد بوش حول 11 سبتمبر هم أكثر بكثير من خصومهم الذين يصدقون بوش، (على الأقل 10 لا يصدقون رواية بوش ضد 1 يصدق). أما النتيجة الثانية فتفيد أن الرواية الرسمية يشوبها الكثير من السهو والتناقضات التي لا يمكن تفسيرها إلا بسبب الحاجة إلى الكذب أو إخفاء الحقائق، النتيجة الثالثة حسب سيرفان تقود إلى أن أنصار الرواية الرسمية اليوم يبدو أنهم قاموا بمحو تام لمجال العقلانية العلمية في تحليل ما حدث في 11 سبتمبر وحتى أن الأمر بلغ إلى الاقتصار على تشويه الحقيقة، وحتى التهديد بعدم تبني حقيقة أخرى غير رواية بوش" يذكر الكاتب. النتيجة الرابعة تتلخص في أن الكذب الذي تعلق بأسباب الحروب في أفغانستان والعراق عزز فرضية المؤامرة على الرغم من أنه من الناحية المنطقية يجب أن يحدث عكس ذلك. أما النتيجة الخامسة فتفيد أن أنصار نظرية المؤامرة مع وضع أولئك الذين يشككون جانبا على معرفة ممتازة بقضية 11 سبتمبر، في المقابل، فان الأفراد لا يعلمون عن أحداث 11 سبتمبر سوى المعلومات الرسمية التي روت الوقائع فقط والتي أوردتها وسائل الإعلام في الأيام التي تلت الهجمات، أي أن معلومات أخرى هي قليلة. وبين الكاتب أن عالم نفس أميركيا في مقابلة اجراها مع مجلة "تايم" وهو من أتباع نظرية المؤامرة أجاب "انه لا تخلو من مخيلة الفرد في دراسة السلوك نظرية المؤامرة حتى لو كانت هناك حقائق ملموسة عكس ذلك فميله إلى الاعتقاد بوجود مؤامرة أكثر من سرعة تصديقه لحقيقة ما حدث".