صدر للكاتب شريف صالح مجموعته القصصية "بيضة على الشاطئ" وتوزع مجاناً مع مجلة دبي الثقافية "عدد سبتمبر" وكانت المجموعة فازت بجائزة "دبي الثقافية" في دورتها السابعة، وحصلت على المركز الأول في فئة القصة القصيرة. وتتناول المجموعة أحد عشر نصاً هي: الغواية الأولى، ألعاب الراعي، العجوز الذي يراقبنا، عصر السنجة، الطواف وسارق النحاس، تجشؤ، النحلة الخشبية، وراء البياض، الخروج إلى الشمس، وفاة غامضة لعدو صامت، زائر أم الرشراش، السيدة المختفية، والخناجر السبعة. تعالج المجموعة مأزق الوجود الإنساني وأزمة الهوية وشعور الإنسان بالاغتراب في علاقته بالمكان بدءاً من رحم الأمة، مروراً بشتى البيئات المحتملة لحياته، كالريف والمدينة والخليج. وتمتزج فيها اللقطة والتفاصيل الواقعية بأجواء من السحر والفانتازيا والأسطورة والأحلام، إضافة إلى تكرار موتيفات وعناصر سردية شتى يعاود الكاتب الاشتغال عليها، بما في ذلك صفات وأسماء الشخصيات التي تتكرر عبر النصوص وكأنهم تائهون في الحكاية. كما لا تغفل النصوص العلاقة مع السلطة بأشكالها المختلفة، والتي تضع الإنسان مع مرور الوقت في قفص لا يستطيع الخلاص معه. وتعد المجموعة الفائزة بجائزة دبي رابع مجموعة قصصية للكاتب بعد "إصبع يمشي وحده" عن دار المحروسة 2007، "مثلث العشق" دار العين 2009، والفائزة بجائزة ساويرس في القصة القصيرة، و"شخص صالح للقتل" دار الياسمين 2011. وسبق للكاتب أن فاز بجائزة الشارقة للإبداع عن مسرحيته "رقصة الديك" التي صدرت في كتاب، كما نشر أيضاً دراسة بعنوان "نجيب محفوظ وتحولات الحكاية" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. ومن أجواء المجموعة نقرأ: " قضى وقتاً مع بناته المسترخيات على الكنبة في انتظار القسمة والنصيب. زوجته فردت ساقيها المربربتين على حصيرة بلاستيك تغطي أرضية الصالة، وبين ساقيها وضعت حلة المحشي. كانت مشغولة بلف ورق الكرنب المسلوق وحشوه بخلطة الأرز المتبلة. بناته هبة ومنة ونعمة يثرثرن عن موضة "اللو ويست" وموسم التنزيلات في العتبة وأغنية تامر حسني "أبقى نفسي.. آه" التي يشغلها صاحب محل العصير مع أغاني أخرى سخيفة تخرق أذنيه في الدور الرابع. .. محشي الكرنب واللو ويست وتامر حسني، كأنه غريب عن هذا الكلام.. عن هذا العالم كله! هو نفسه يغلق قلبه على كلمات كثيرة لا يبوح بها لبناته الثلاث ولا لأم البنات.. حتى لو انطبقت السماء على الأرض. أغلق على نفسه باب خلوته المفضلة. أغمض عينيه واسترخى كالعادة على الأرض، رأسه شبه الأصلع بالكاد يلامس من الخلف حافة النافذة المغلقة. عبد الحليم يغني في الصالة "نار يا حبيبي نار". سمع زوجته تصرخ على البنات من المطبخ: "وطوا التلفزيون أبوكم تعبان شوية".