فاز القاص والصحفي شريف صالح بجائزة "دبي الثقافية" في دورتها السابعة، وحصل على المركز الأول في فرع القصة القصيرة عن مجموعته القصصية الرابعة "بيضة على الشاطئ"، بعد مجموعاته "إصبع يمشي وحده" الصادرة عن دار المحروسة عام 2007، "مثلث العشق" الصادرة عن دار العين عام 2009، و"شخص صالح للقتل" الصادرة عن دار الياسمين عام 2011. يقول القاص شريف صالح ل"محيط" عن مجموعته الفائزة أنها كانت الأصعب في كتابتها حيث استغرقت منه وقتا أطول من المجموعات الثلاث السابقة. ومن نصوصها: "الغواية الأولى"، "ألعاب الراعي"، "الخناجر السبعة"، "زائر أم الرشراش"، "الطواف وسارق النحاس"، "وراء البياض" و"النحلة الخشبية". والنصوص مشغولة بهاجس الهوية ورغبة الإنسان في الانعتاق والحرية هروباً من عبء الجغرافيا والصناديق المغلقة بدءاً من رحم الأم، وبرغم الإتكاء على مشاهد واقعية جداً لكن النصوص تبني لنفسها عوالم أسطورية خاصة، ولا ينفصل فيها مأزق الوجود عن مأزق العلاقة مع السلطة. وقد فاز صالح قبل أشهر قليلة بجائزة الشارقة للإبداع في فرع المسرح عن مسرحية "رقصة الديك"، وعن ذلك يقول : يبدو أنني هذا العام كنت محظوظاً مرتين بدولة الإمارات العربية، وكانت سعادتي كبيرة لأن المسرحية الفائزة أول نص مسرحي أكتبه في حياتي. والمسرحية تنتمي إلى ما يسمى المونودراما التي ترتكز على شخصية واحدة هي الجنرال المتقاعد مطيع عبد المهيمن، الذي يعيش تحت هاجس محاولة اغتياله والتخلص منه، ويتورط في حرب عبثية ضد الصراصير التي اجتاحت سكنه. وحول كتابته للقصة القصيرة يقول: أحب كتابتها، وبيننا عشرة عمر تصل إلى عشرين عاماً، وهناك كتاب عظام برعوا فيها أكثر مما سواها مثل موبسان وتشيكوف وبورخيس وعربيا يوسف إدريس وزكريا تامر. ويضيف القاص : كنت محظوظاً بالعديد من الجوائز من كلية دار العلوم لثلاث سنوات، وعلى مستوى جامعات مصر، ومن أسبوعية "أخبار الأدب" والهيئة العامة لقصور الثقافة ونادي القصة ورامتان طه حسين. ولكن جائزة دبي أسعدتني بدرجة أكبر لأنها عن مجموعة قصصية كاملة وليس قصص منفردة، كما أنها جائزة عربية وليست محلية فقط . ويقول شريف أن اهتمام دور النشر بالروايات لا يشغله، وهو كما يصف نفسه ليس بارعا في التسويق لنفسه، بل يحاول الإجتهاد في نصه احتراماً للقارئ، والاستمتاع بفعل الكتابة ذاته. وبعد الثورة يرى القاص أن الحرية هبة الله لنا ولا يجب أن نضحى بها بأي ثمن، ولكن من يتاجرون بالدين وبخطابات السلطة سلبونا باستمرار تلك الهبة، ولا يمكن أن ينهض أي مجتمع دون حرية حقيقية، والإبداع نفسه هو ثورة دائمة على القائم والتقاليد البالية والأخلاق الرديئة. ويضيف : بالتأكيد ستعطي ثورة 25 يناير وغيرها دفعة هائلة لكتابات أكثر حرية ومصداقية، لكن الثورة مازالت في المهد، ومن المحتمل أن تجهض كما أجهضت ثورات سابقة، ما لم يكن الشعب نفسه واعيا بثورته وحارسا لها من الأفاقين ومن أصحاب المصالح الذين لا يريدون تغيير الأوضاع القائمة. وهي معركة طويلة، وللإبداع دور كبير فيها إذا انحاز بقوة لقيم الثورة لا لتضليل الناس. كما يؤكد صلاح أن المثقف العربي يتعين عليه الآن أن ينحاز للناس لا للسلطة، ولقيم الحق والخير والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية ولا يتحول إلى "تاجر شنطة" يبيع بضاعته لمن يدفع أكثر. مُنعت المجموعة الثانية "مثلث العشق" للقاص شريف صالح من معرض الكويت للكتاب، وعن رأيه في قضية الرقابة على الكتب يقول للشبكة: الرقابة الآن مثل ديناصور خرافي لا حول له ولا قوة، ففي عصر الإنترنت وتحمل آلاف الكتب إلكترونياً، يصبح فعل الرقابة التقليدي لا معنى له، ولا يؤثر على الإطلاق، فمن يرغب في شراء كتاب ما سيجد ألف وسيلة يصل بها الكتاب إلى بيته بكل بساطة.