عبر الكاتب شريف صالح عن سعادته بفوز مجموعته القصصية "بيضة على شاطئ" بالجائزة الأولى فى مجال القصة القصيرة، بمسابقة جائزة دبى الثقافية فى دورتها السابعة 2010 / 2011. وقال فى تصريحات خاصة ل "اليوم السابع"، أتمنى أن تعود الجوائز فى مصر إلى سابق عدها عندما كانت أقل مادياً، وأكثر نزاهة، مشيرًا إلى تجربته غير الإيجابية – على حد وصفه - فى مسابقة يوسف إدريس فى المجلس الأعلى للثقافة العام الماضى عن مجموعته "مثلث العشق"، وما أزعجه ليس عدم الفوز بالجائزة على الإطلاق، بل ما سمعه من "كواليس" التحكيم من أحد المشاركين فيها. وأضاف صالح: أتصور أننى خلال عشرين عاماً من كتابة القصة القصيرة كنت محظوظاً بالعديد من الجوائز من كلية دار العلوم وجامعات مصر وأخبار الأدب والهيئة العامة لقصور الثقافة ونادى القصة ورامتان طه حسين. وأشار صالح إلى أنه تلقى خبر الجائزة من الشاعرة الإماراتية فاطمة الناهض فى رسالة على "الفيس بوك"، وفى الوقت نفسه أبلغته بالخبر زوجته الدكتورة رضوى فرغلى، مضيفًا "وفى عالمنا العربى توقع أى شىء، أو بمعنى آخر لا تتوقع أى شىء، ولأننى أومن أن الجوائز لا تصنع كاتباً، فعادة لا أشغل نفسى بحساباتها لا من فوق الطاولة ولا من تحتها، وأعمل على مشاريعى باجتهاد ثم أرسله إلى الناشر، أو إلى جائزة إن وجدت!، لكن أود التوضيح أن الجوائز وإن كانت لا تصنع كاتباً فهى تبقى مهمة كتقدير أدبى لجهد إنسانى ولعمل إبداعى، إضافة إلى أننا لسنا أثرياء فى الغالب، وبالتالى توفر لنا القيمة المادية (وهى ليست ملايين على أية حال) جزاءً مما نتكبده من نفقات شراء الكتب وطباعة أعمالنا على حسابنا الخاص (طالما أننا لسنا من فئة نجوم الكتاب)، فهى تقريبًا تعيد إلينا ما نضطر لإنفاقه، ناهيك عن الجهد والوقت الذى نستقطعه من أولادنا ومن أعمالنا كى نستمر. وقال صالح إن ما يزعجك أكثر أن يتدهور الحال فى بلدك، بينما الكتاب المصريون يحظون بأسهم عالية الآن فى الجوائز والمسابقات العربية.. ففى مارس الماضى فزت بجائزة الشارقة للإبداع فى فرع المسرح عن مسرحية "رقصة الديك" وهى تحت الطبع حالياً، وكنا ستة مصريين فائزين، ولا أظن أن أحداً فى الصحافة الثقافية فى مصر اهتم بالأمر، واليوم أفوز بجائزة دبى الثقافية فى فرع القصة القصيرة، بل فى الحقيقة فزنا ستة مصريين بالجوائز فى الدورة السابعة للجائزة. ويحظى معظمنا باهتمام فى الصحافة الثقافية العربية أكثر مما يحظى به فى بلده. وليس الأمر أن "لا كرامة لنبى فى وطنه" بل إن الانهيار المنظم والتدريجى لمصر خلال الثلاثين عاماً الماضية شمل بالضرورة الثقافة والمبدعين، وهو ما دفعنى ودفع غيرى إلى الهجرة المؤقتة إلى الخليج.. دون أن تخلى عن الكتابة. وحول عالم مجموعته "بيضة على شاطئ" يقول صالح "كل ما أستطيع قوله عنها إنها الأصعب فى كتابتها واستغرقت منى وقتا أطول من المجموعات الثلاث السابقة، ولا أدرى لماذا! ربما لأن محبتى للقصة القصيرة تجعلنا ابحث باستمرار عن تيمات جديدة وتقنيات لم أجربها من قبل، ولأن لدى الكاتب دائمًا هذا الطموح المراوغ أن يبز عمله الجديد عمله السابق، ومن نصوصها: "الغواية الأولى"، "ألعاب الراعى"، "الخناجر السبعة"، "زائر أم الرشراش"، "الطواف وسارق النحاس"، "وراء البياض" وغيرها.. وهى نصوص مشغولة بهاجس الهوية ورغبة الإنسان فى الانعتاق والحرية هروباً من عبء الجغرافيا والصناديق المغلقة بدءاً من رحم الأم. وبرغم الاتكاء على مشاهد واقعية جداً تصل إلى درجة التسجيلية، لكن النصوص تبنى لنفسها عوالم أسطورية خاصة، ولا ينفصل فيها مأزق الوجود عن مأزق العلاقة مع السلطة. صدر لشريف صالح من قبل ثلاثة مجموعة قصصية هى "إصبع يمشى وحده"، "مثلث العشق"، "شخص صالح للقتل" والمجموعة الفائزة "بيضة على الشاطئ" هى الرابعة. موضوعات متعلقة.. ستة مصريين يفوزون بجائزة دبى الثقافية للإبداع الفائزة بجائزة دبى الثقافية للرواية: كتبت "هلاوسى" ففزت بالجائزة "الطراوى": سأتبرع بجزء من جائزة دبى لأسر شهداء الثورة