احتفت مكتبة "أبجدية" في وسط البلد بالمجموعة القصصية "مثلث العشق" للكاتب شريف صالح في ندوة تحدث فيها الكاتب محمد بركة الذي أشاد بإخلاص صالح لفن القصة القصيرة منذ سنوات طويلة, حيث أصدر من قبل مجموعة "إصبع يمشي وحده" عن دار المحروسة، كما يستعد لإصدار مجموعة ثالثة بعنوان "شخص صالح للقتل" عن بيت الياسمين. وأشار إلى المفارقة بين هذا الإخلاص للقصة القصيرة في حين يندفع جيل الشباب من الكتاب والشعراء إلى كتابة الرواية للحصول على لقب "روائي"! متهكماً على البعض حين تخبره بأنك صدر لك مجموعة قصصية فيقول لك:"عقبال ما تصدر رواية" وكأن القصة القصيرة هي مجرد تدريبات أولية لكتابة الرواية، وهذا غير صحيح. وهناك كتاب كبار أبدعوا في الأساس في هذا الفن وعلى رأسهم يوسف إدريس. كما تحدث بركة عن مشوار الكتاب ومثابرته وانتقاله من دمياط إلى القاهرة مثل عشرات الكتاب الشباب الذين أتوا إلى القاهرة وراء أحلام الكتابة, ورغم اضطرار الكتاب إلى الاغتراب خارج الوطن لكنه ظل وفيا لمشروعه. وعن المجموعة ذاتها قال إننا أمام أحد عشر نصاً متميزاً ويتضح من خلالها مقدار النضج الذي وصل إليه الكتاب على صعيد اللغة والبناء القصصي مقارنة بالمجموعة الأولى وأشاد بركة على نحو خاص بقصص(شعري غجري تتطاير منه الحجارة، خطيئة الكعب، سيدة الدانوب الأزرق، وجر الخيط). كما لفت الانتباه إلى أن تجربة عمل الكاتب في الكويت أثرت المجموعة لأنها قدمت تفاصيل مدهشة للواقع في الخليج دون أحكام مسبقة, وكذلك لم يتقوقع الكاتب مستعيداً صباه في الوطن كما يحدث مع البعض بل تواصل بروح وعقل مفتوحين مع واقع الاغتراب، وخرج لنا بنصوص هي مزيج من عالمين هما الوطن والاغتراب. ورأى أن عنوان "مثلث العشق" يثير إيحاءات كثيرة لكنه رفض تقييده في تفسير محدد، مشيراً إلى أن النصوص لا تعالج فحسب هواجس العلاقة بين الرجل والمرأة بل هي في صميمها تحتفي بالمرأة وتغوص في أعماقها بكل تعقيداتها، فحتى الشخصيات الذكورية في النصوص ما هي إلا مفاتيح لإضاءة عوالم المرأة. ومن ثم فإن المجموعة من وجهة نظره تدحض مقولة لا أحد يقدر على الكتابة عن المرأة إلا المرأة. الكاتبة ضحى عاصي التي أدارت الندوة قالت إنها صراحة فوجئت بمستوى النصوص رغم أنها تتعرف على تجربة الكاتب للمرة الأولى وأثنت على وجه الخصوص على لغته التي تتميز بالخصوصية والسلاسة. وكذلك أثنى الشاعر محمود سيف الدين على البناء القصصي وانتقالات اللغة على أكثر من مستوى، من مستوى اليومي و المعيش إلى المستوى الشعري والصوفي، ومن الواقع إلى جموح الخيال. أما صاحب "مثلث العشق" الكاتب شريف صالح فقرأ مقاطع من قصة "عفريت الليل.. عفريت النهار" وقصة "سيدة الدانوب الأزرق" وشكر النقاد والزملاء الذين أثنوا على نصوص المجموعة مؤكداً رضاه عن الجهد الذي بذله، وعن الصدى الذي تركته.